علي البغلي يكتب : جامعة الكويت.. إلى الخلف در!
اطلعت على مؤشر أفضل جامعات آسيا الذي حازت اللقب فيه 14 جامعة، ليس من بينها جامعة الكويت الوحيدة!
المؤشر ضم 3 جامعات سعودية، حازت جامعة الملك عبدالعزيز المركز الأول، وحازت جامعتا الملك سعود والملك فيصل المركزين الثامن والتاسع، ضم المؤشر ذو الـ14 جامعة 5 جامعات إسرائيلية دفعة واحدة، حازت فيها أربع جامعات الثاني والثالث والخامس والسادس، والجامعة الخامسة حازت المركز الـ14.. المؤشر ضم جامعات قطرية وإماراتية وأردنية ولبنانية.. واختفت جامعة الكويت التي يبلغ عمرها 52 عاماً من ذلك المؤشر، لأسباب يراها مدرسو الجامعة وطلبتها وأولياء أمور طلبتها.. ومخرجاتها من الطلبة الذين نراهم في الشوارع ثم بالمناصب العامة أو الشركات الخاصة!
يقول لي أحد أساتذة ودكاترة هذه الجامعة الذي يعطي أيضاً محاضراته العلمية في جامعة أميركية مرموقة عدة أشهر كل سنة: ماذا تتوقع من جامعة خفضت ميزانية البحث العلمي من 5 ملايين دينار إلى 800 الف دينار فقط لا غير، وهو رقم Peanuts على حد قول الرئيس ترامب، أو «فول سوداني» كما ترجمه إخواننا المصريون.. الدكتور الشاب يقول: ندوخ «السبع دوخات» إن طلبنا عدة دنانير للقيام ببحث علمي معتبر، والجواب دائماً ماكو ميزانية!
جامعة الكويت تتبع سياسة حكومتنا الرشيدة طبعا في تدليل المنتمين للأصولية الإخوان – سلفية.. فكلية الشريعة التي لا لزوم لها، كما كتبت مراراً وتكراراً، مقيد فيها 4569 طالبا وطالبة علم شرعي!.. فهل يحتاج مجتمعنا إلى هذا العدد الأكثر من ضخم الذي ستفتح له عند التخرج الأبواب المغلقة من قبل المنتمين لتياره الأصولي، فيما يحرم من تلك الوظائف الكويتي الخريج الذي لا ينتمي لتلك الأحزاب، ولينضم إلى عشرات آلاف المنتظرين لوظائف مجلس الخدمة المدنية!.. وكلية الشريعة بكثرة عدد طلابها تأتي كثالث كلية بعد الهندسة والبترول والتربية.. مدرسو تلك الكلية التي لا لزوم لها عددهم 123 مدرسا بالتمام والكمال، تحوز غالبيتهم أعلى الألقاب العلمية الشرعية، ويتساوى مرتب أحدهم مع أكبر دكتور في كلية الهندسة أو الطب أو العلوم ممن حاز ألقابه العلمية بأبحاث محكمة عالمياً!
هذه بعض مما تعاني منه جامعة الكويت اليتيمة التي تقبع في مراكز متأخرة عن جامعات في دول أقامت الكويت أولى المدارس فيها، عندما كانت كويت التقدم والسير للأمام، لا كويت للخلف در!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
هامش:
يكفي جامعة الكويت وكلية شريعتها، أن عددا لا يستهان به من جهابذة أساتذتها منعوا من دخول بلدان أوروبية، وصدرت قرارات مؤخرا بمنع دخولهم لدول شقيقة، لأن تلك الدول تعرف جوهرهم ومعدنهم وتصرفاتهم وأدبياتهم التكفيرية الداعشية الدموية ـ ما عدا وطنهم الأم الحنون الكويت!
علي البغلي