فواز الحسيني يكتب: هل أصاب التطبيقي الفقر!
في هذا المقال نلقي الضوء على إشكالية حفل التخرج على الرغم من تجاوز ميزانية الهيئة لحاجز 300 مليون دينار،وهو مبلغ كفيل في تحويل صحراء افريقيا إلى “لاس فيغاس” استوائية مع وضع ممرات وبحيرات صناعية، إلا ان التطبيقي تبخل على مخرجاتها بأن تشاركهم الفرح في أفضل أيام الحياة بالنسبة لهم ،والذي يعد يوم تاريخي تتوج فيه جهودهم في طلب العلم من خلال إقامة حفل للتخرج،بينما تكون التطبيقي في حالة من الكرم الطائي عندما يتعلق الامر في فعاليات الإدارات والاقسام العلمية والمؤتمرات التي تشارك بها او تعقدها،وكأن الهدف من إنشاء هذه المؤسسة هو التركيز على الهيئات والإدارات والاقسام العلمية دون ادنى إهتمام في الطلبة،والتي تنص أدبيات التربية والتعليم على انهم محور العملية التعليمية،بالمناسبة انا اعتبر ان هذا الامر يعد اكذوبة عملاقة تم ترويجها دون ان تكون هناك نماذج تؤكد لنا حقيقة هذا الأمر .
•أهمية الحفل وقيمته في نفوس الطلاب:
لن اتحدث بلغة علمية ونستعرض في هذا المقام الدراسات والتجارب العلمية لان هذا الامر يجب ان يكون من القواعد المهمة في اداء عمل الجامعات، يضم التطبيقي طلاب من مختلف الدول،وطلاب منح دراسية، لايوجد اي إهتمام في بناء صورة ذهنية للمؤسسة التعليمية في عقول الطلبة، فالدراسة الجامعية اصبحت كما “فاتورة المصبغة” غسيل كوي مستعجل،بمعنى فور إنتهاء الدراسة يتم تسليم الشهادة دون حفل تخرج،ولا اعرف كيف سوف يتذكر الطلبة مرحلتهم الجامعية وزملاء الدفعات الدراسية، وكيف يشاركون هذه اللحظات مع أسرهم وأصدقائهم،هذا الامر يعد حرمان من الذكرى،لكن عندما يتعلق الامر بغير الطلاب،هنا نجد البنوك والمؤسسات والرعايات تتساقط على الفعاليات كما تتساقط الثلوج على مدينة “بوستن” الأمريكية التي سرعان ما يغطيها الثلج .
•علاقة الطالب بالمؤسسة التعليمية تشهد حالة طلاق لا رجعة فيه :
في المؤسسة التعليمية لايوجد اي نوع من الترفيه للطلاب لا نادي صحي لا احواض سباحة لا صالات رياضية لا مساحات خضراء على الرغم من وجود منشأت تم امتلاكها من قبل التطبيقي مؤخرا،الا ان هناك توجهات بعدم الإنتفاع منها الا في الفعاليات التي تقوم بها الهيئة على مستوى الجامعات والمؤسسات التعليمية،وعلى صعيد التقنية لايتوفر للطلبة اجهزة حاسب ألي خاصة بالإستعمال الخاص للطلاب غير تلك الموجودة في المختبرات الدراسية،كذلك النشاط الطلابي نشاط لا يكسب مهارات اكاديمية ولا يصنع شخصية علمية،وغالبا ماتكون هناك فعاليات لايصح وجودها بالحرم الجامعي مثل معارض المكياج والتجميل وغيرها من فعاليات لا تخدم الهدف من وجود المؤسسة التعليمية .
•فوائد الحفل الموحد للخريجين:
من فوائد الحفل الموحد ترشيد الانفاق المالي وتقوية العلاقات بين الطلبة ومجتمع الجامعة،وكذلك خلق اجواء اكاديمية تستعرض بها قيم اكاديمية كثيرة،منها إحترام الدرجات العلمية عندما يشاهد الطلبة كيف يتعامل الاساتذة فيما بينهم اثناء الاحتفال،مثل تقديرهم في متن نص كلمة الحفل،او من خلال تسليم الشهادات وغيرها من جوانب ذات أهمية، كذلك يكفي بأن حشد الطلبة في يوم واحد كفيل بأن يسهم ذلك في نجاح اي عملية إتصال في صناعة وغرس القيم العلمية والاجتماعية،والتي تسعى المؤسسات التعليمية في تقويتها و تنميتها في نفوس مخرجاتها.
•موقفي المقاطع لحضور الاحتفالات التي تتطلب دفع الرسوم المالية:
كما هو معلوم ان القبول في التطبيقي يتطلب عدم شغل الطالب لاي وظيفة لان البرنامج الدراسي ينتهي بالتوظيف،ممكن ان يكون هناك طلاب لديهم إجازة دراسية، لكن عددهم قليل بالنسبة للطلبة الذين ليس لديهم مهن،كذلك هناك طلاب من جنسيات مختلفة ليس لديهم إعانات ومساعدات مالية، لماذا تمارس الاقسام العلمية هذا الضغط المالي،وهي المفترض عليها ان تقدم موقف تربوي يراعي تحميل الطلبة اعباء مالية قد يصعب على تلك الحالات توفيرها،مما يسبب ذلك حرمانهم من المشاركة في تلك الفعاليات التي تتطلب رسوم مالية ،لهذا تشكل لي موقف وقناعة بأن امتنع عن حضور تلك الفعاليات احتراما لمشاعر الزملاء،وحتى اخفف عليهم هذا الحزن من عدم قدرتهم على المشاركة في هذه الفعاليات،وقد قمت طوال فترة دراستي الجامعية ومن خلال حسابي في وسائل التواصل الاجتماعي في طرح موقفي الرافض لتحصيل الاموال واقامة الحفل من جيوب الطلبة بالوقت الذي فيه تفوق ميزانية التطبيقي ربع مليار دينار كويتي،وعليه نأمل بأن تتفاعل إدارة الهيئة في إعادة النظر في هذا الموضوع وتقديم موقف تربوي عبر تفعيل مسؤولياتها تجاه هذه الفعاليات .
يقول “كالفن كولهج” لايمكن لأي مؤسسة أن تستمر لنفسها فقط،فهي إما ان تلبي حاجة مهمة،وإما ان تقدم خدمة جليلة ليس لنفسها فقط،ولكن للأخرين ولو فشلت بذلك فستتوقف ربحيتها ثم تختفي من الوجود .