نورة العجمي تكتب: بين الإحترام والإنهزام

حدث :
دخلت أنا و أختي أحد مطاعم الوجبات ، و كان المكان صاخب بصوت الموسيقى ، قمت بطلب الوجبة و دفعت الحساب ، ثم طلَبَت أختي من العامل أن يوقف صوت الموسيقى ، و كمسلمة في بلد مسلم فهدا الفعل طبيعي و حق من حقوقي ألا أسمع موسيقى في مكان عام ، فرفض العامل مع العلم أن المطعم لم يكن به زبائن ، استغربت ردة فعله و طلبت منه مرة أخرى إغلاق الموسيقى لكنة رفض و قال بلهجة ركيكة و قاسية ” ما يصير مدام هذا من المدير ” أي المدير يرفض إغلاق الموسيقى ، طلبت منه إلغاء الطلب ، و فعلاً ألغى الطلب مباشرة ، و أخذت المبلغ و توجهت لمكان آخر .
ثم :

إننا نحترم الناس بدياناتهم و اختلافاتهم و تصرفاتهم ، لكن بعض التصرفات تأتي من باب العناد صحيح أن الاحترام واجب لكن المبالغة فيه و عدم اتخاذ موقف يعتبر هنا الاحترام ضعف و انهزام ، بعض التصرفات تحتاج مبدأ” تعاتد أعاند ” و البادئ خسر ، ماذا استفاد مدير المطعم من اصراره في تشغيل الموسيقى و هو غرضه الربح من المطعم ، فهو مكان يوفر الطعام و ليس محل للتسجيلات ، أنا لست الأولى و لا الوحيدة التي أسير على نظام إغلاق الموسيقى واجب في وجودي ، لو أن المدير كان مرن أكثر لكان ربحه أكثر و زبائنه بالتأكيد أكثر ، الكثير من المطاعم و المحلات فيها صوت موسيقى ، لكنه أول ما نطلبهم بإغلاق الموسيقى يغلقونه ، نحن بلد مسلمة و لله الحمد و يجب احترام مبادئنا و قوانينيا و الأحكام الإسلامية .
السلام لا يأتي في السلام ، و الاحترام كذلك المبالغة فيه خطأ ، كل شيء نبالغ فيه يقلب بنتيجة سلبية ، لذلك الاسلام أوصى بالوسطية دائماً ، فالاحترام إذا بالغنا في أصبح انهزام
أن تدخل مكان فيه موسيقى في بلد مسلم و لا تطلب إغلاق الموسيقى بحجة الاحترام هذا انهزام ، لأنهم في بلد مسلم و هم يجب أن يعرفوا مبادئك و يقدرونها .
أن تجد تصرفات دخيلة و لا توقفها بحجة الاحترام هذا انهزام
أن ترى انتشار لباس غير مطابق لتعاليم الاسلام في بلد مسلم و لا تنتقد بحجة الاحترام هذا انهزام .
كل فعل غريب دخيل لا يعجبك و لا تمنعه بقلبك أو لسانك أو يدك بحجة الاحترام أحب تنبيهك أن هذا انهزام.

الاحترام واجب و جميل و يجب علينا تقبل الناس بأفكارهم و مبادئهم و تصرفاتهم لكن إذا خالف ذلك دينك و أصبح الموضوع عامي و غير شخصي و لم تتخذ موقف شجاع فأنت انهزامي .

في الختام :
كن محترماً شجاعاً .

نورة العجمي | تويتر : @20alsahab20