نورة العجمي تكتب: رشاوي يومية

وقفت مُتعبة من كثرة السير من مبنى لمبنى ، و أخذت عيناها تتنقل يمنة و يسرى تبحث عن شيء أو شخص

ما هو و من هو ؟

بعد دقائق وجدت من تبحث عنها و التي  تقدمت بكل سرور لخدمتها ، رفعت حقيبتها بتباهي أخرجت المحفظة أعطت ( عاملة النظافة ) مبلغ الوجبة التي تريدها و لا تريد الوقوف مع صف الطالبات ثم زادت على المبلغ “رشوة” و هذا هو اللفظ الصحيح لها بعيداً عن تلطيف المعاني .

هذا المشهد يتكرر كل يوم و بكثرة ، أغلب الطالبات يعطون (عاملات النظافة) مبلغ و تذهب لتشتري لها ما تريد ، و هي مرتاحة تمام الراحة.

و في نهاية الفصل الدراسي تدخل “تويتر” لتشتم بالإدارة لأنها لا تراقب العمالة  ، كيف تريد من العمالة أن تؤدي دورها بأمانة و هي مشغولة بمشاوير الطالبات.

نحن لا نمتلك ثقافة معرفة الوظائف ، كل شخص له وظيفته في هذا العالم ، من قال أن عامل النظافة مسموح له أن يشتري لكِ وجبة أو عصير ؟

هو وظيفته تنظيف الجامعة ليس إلّا ، و المفترض رحمته لأنه يبذل أكثر من طاقته في وجود ناس لا تقدر جهدهم و تتعامل بطريقة غير حضارية ، ترمي مخلفاتها في كل مكان دون حياء و لا استحياء .

عامل النظافة يعني عامل نظافة فقط ، لكن البعض اختلفت لديه المفاهيم ، و أصبح يعامله، عامل نظافة ، مندوب طلبات ، حمّال أغراض و العديد من الوظائف التي ربما لم نكتشفها بعد .

في الختام :

العامل الذي أجبرته قسوة الحياة للغربة  ربما لا يستطيع قول “لا”، لكن أنت يجب أن تعامله معاملة إنسان لإنسان ، تحترم وظيفته بعيداً عن الماديات ، تحترم سنه ، تحترم ثقافته ، تحترم ديانته ، و بالأخير تحترم إنسانيتك معه .

نورة العجمي

تويتر  :@20alsahab20