الكاتب جراح القزاع: أين سيذهب خريجونا؟ طلبة التاريخ في جامعة الكويت اين سيذهبون؟
ها نحن على مشارف نهاية سنواتنا الأربع في كلية الآداب- جامعة الكويت، ودائما أردد «تفاءلوا بالخير تجدوه»، سواء مع بداية يوم جديد او مع اقتراب موعد الاختبارات التي قد تكون بداية لمراحل التخرج لكثيرين من الطلبة الطامحين بالمستقبل الواعد، والذي يجب أن يعمل علي تحقيقه وتشييده قياديو الوطن من الحكوميين والبرلمانيين لتحقيق المستقبل المنشود لأبناء الكويت.
سبحان الله… يتفاوت بعضنا من حيث الشعور بالتفاؤل وقد يقلقنا ماذا سنفعل بعد التخرج لا سيما ان هناك بعض التناقضات في تعيينات الخدمة المدنية لخريجي الجامعة من الكويتيين والكويتيات، فخذ عندك مثلا «كنا نرى الرجل المناسب في المكان المناسب»، إلا اننا اليوم نرى «الرجل المناسب في المكان غير المناسب» وازيدكم بيتا من شعرنا هذا «الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب»، وعلى هذا التقدير قدمت الخدمة المدنية احصاءات جديدة تفيد بأن عدد الوافدين العاملين في الكويت وخصوصا في تعيينات وزارة التربية يفوق عدد الكويتيين.
أفادت آخر احصائيات وزارة التربية والخدمة المدنية ان إجمالي عدد المعلمين الكويتيين الذكور العاملين في المراحل التعليمية الثلاثة المتمثلة بالابتدائية والمتوسطة والثانوية بلغ 6131 مدرسا في حين كان عدد المعلمين الوافدين في ذات المراحل 9939 مدرسا وما يمثل نسبة 38.2 في المئة للكويتيين و61.8 في المئة للوافدين غير أن عدد المعلمات الكويتيات فاق نظيرهن من الوافدات إذ بلغ عددهن 33265 معلمة بينما كان عدد الوافدات 14308 معلمات وبنسبة تصل إلى 69.9 في المئة للكويتيات و30.1 في المئة لغير الكويتيات.
فيما أن التخصصات التي يقل فيها عدد المعلمين الكويتيين هي اللغة العربية واللغة الإنكليزية واللغة الفرنسية والرياضيات والعلوم بفروعها من كيمياء وفيزياء وأحياء وجيولوجيا، أما بالنسبة للمعلمات فإن التخصص التي يقل بها عددهن للكويتيات هي اللغة الفرنسية والفيزياء، وأشارت اخر الاحصائيات ان عدد المعلمين الكويتيين من الرجال في المرحلة الابتدائية يفوق عددهم من الوافدين فيها إذ بلغ عدد المواطنين 896 معلما وبلغ عدد الوافدين 702، ومن اصل 8394 معلما في المرحلة المتوسطة كان عدد الكويتيين منهم 3388 وعدد الوافدين 5006 معلمين وقل عدد المعلمين الكويتيين كثيرا في المرحلة الثانوية إذ بلغوا 1847 معلما بينما بلغ عدد المعلمين الوافدين فيها 4231 معلما.
وبلغ عدد الكويتيين خريجي مادة العلوم فيها 107 مقابل 704 معلمين وافدين لها وبلغ عدد معلمي مادة الرياضيات منهم 150 معلما مقابل 820 معلما وافدا،وبلغ عدد معلمي مادة اللغة الإنكليزية 106 معلمين كويتيين مقابل 923 معلما وافدا وفي مادة اللغة العربية كان العدد 246 للكويتيين مقابل 823 للوافدين وشهدت المرحلة الثانوية نقصا كبيرا عنها في المرحلة المتوسطة في هذه المواد إذ كانت للغة العربية 61 مقابل 660 وللغة الإنكليزية 51 مقابل 569 وفي اللغة الفرنسية 23 مقابل 164 وفي الرياضيات 22 مقابل 590 وفي الفيزياء 4 مقابل 322 وفي الكيمياء 19 مقابل 312 وفي الاحياء 57 مقابل 220 وفي الجيولوجيا 30 مقابل 103 وفي الحاسب الآلي 89 مقابل 274 معلما.
وسجلت الاحصائيات النقص للمعلمات الكويتيات في مادة التربية البدنية بواقع 725 مقابل 845 في حين شهدت مادتا الرياضيات والتربية البدنية تفوقا نسبيا في عدد الوافدات عنه للمعلمات الكويتيات إذ كانت في الرياضيات 473 مقابل 755 وللتربية البدنية 157 مقابل 429 وكان الفارق في المرحلة الثانوية واضحا لجهة مادتي اللغة الفرنسية بواقع 24 مقابل 249 والرياضيات 211 مقابل 492 والفيزياء 53 مقابل 292.
وخذ عندك أيها القارئ العزيز، هل تعلم ان خريجي كلية التاريخ من طلبة جامعة الكويت، قد يمتهنون مهنة أخرى لربما تجار عقارات أو اصحاب مشاريع صغيرة او مجهول لا احد يعلمه إلا الله, وذلك لأن ديوان الخدمة المدنية أعلن ان لديه اكتفاء ذاتيا من المدرسين الكويتيين لمادة التاريخ… فأين سيذهبون؟
بات من الواضح ان مشكلة التركيبة السكانية ساهمت بشكل كبير بحرمان الطلبة الكويتيين حديثي التخرج من حقهم الطبيعي بالعمل وفق دراساتهم الجامعية، فمن المسؤول عن حل هذه المشكلة التى من شأنها وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب.