كتاب أكاديميا

هاشمية الهاشمي تكتب: لا تقاعد في الحياة

المتقاعد هو شخص عمل في إدارة حكومية أو خاصة يطبق فيه قواعد دعم العمالة للموظف الكويتي ، بسنوات محدودة من عمره ، وانتهت مدة خدمته إما بالتقاعد الإجباري أو برغبة منه وقد حصل على معاشا تقاعديا عن فترة عمله حسب اللوائح الحكومية .

وقد تم تسجيل أول جمعية نفع عام تحت مسمى ” جمعية المتقاعدين ” في عام 1962م وهدفها حسن إستغلال خبرات المتقاعدين والإستفادة منهم ، ونشر القيم الفاضلة وتنمية ثقافة المجتمع والتي تدعو الى احترام كبار السن وتلبية جميع إحتياجات المتقاعدين ، لأن المتقاعد مواطن كرس حياته العملية في خدمة الوطن ، فخبرته بعد الجد والإجتهاد كنز عمل ، وأفكاره علوم وثقافة .

أين جمعية المتقاعدين اليوم ؟! سمعنا بهم ولم نر نورا يضيئ تلك الجمعية .. فهل كانت وزارة الشئون الإجتماعية والعمل هي التي تسببت في وقف نشاط هذه الجمعية ؟؟ فنحن لا نستغني عن خبرات السابقين لدعم المتقدمين .

ويتداول المجلس الحالي ( التقاعد المبكر) والإقتراحات النيابية المقدمة بدعوة الخبراء لمعرفة مساوئ التقاعد المبكر .

ولكن هناك فئة من المواطنين يحبذون ” التقاعد المبكر ” ليس لقضاء ساعات طويلة في النوم والراحة ولا لنية السفر والإستجمام ، ولكن لأنهم يميلون للعمل التجاري والإستثماري ويحبذون المشاركة في التنمية والإقتصاد .

ويبقى تأثير القلق والتوتر سببان رئيسيان للفراغ النفسي الذي يصيب البعض بسبب التغيير المفاجئ للروتين اليومي الذي كان يملؤه بضجيج العمل وقد انعكس عليه بصورة مرضية وسيكولوجية واضحة .. ولتجنب بعض الأمراض التي تصيب الإنسان بسبب التقاعد والفراغ النفسي .. أوجه طلبا لديوان الخدمة في الإستفادة من خبراتهم وتوفير فرص عمل وإنشاء نوادي تعليمية وترفيهية يعمل بها فئة من المتقاعدين وهي إستمرارية ” للحركة الذهنية المستدامة ” وأفضل بكثير من الركون في إحدى زوايا البيت .

فليس كل متقاعد هارب من العمل .. هناك أناس يملؤهم النشاط والحيوية وكان القدر أقوى من حظوظهم فالتقاعد الإجباري سببا لترك العمل  بعدما اكتسبوا خبرة لا تقل عن خمس وثلاثون عاما ، وسنوات العمل والجهد والعطاء لا تقدر بثمن .. فلا يقاس عمر الإنسان بالسنوات بل بالخبرات ..

ومن الأجدر بديوان الخدمة طرح وظائف خاصة للمتقاعدين الذين يرغبون بالعمل بدون درجة وظيفية ويحتسب ” كفاءة عمل ” لمن يرغب .. والإستعانة بهم كمشرفي ومشرفات دور الرعاية الإجتماعية وفي المراكز الصحية ، ويجب الإستفادة من خبراتهم .

نرجو من المجلس الموقر تخصيص بعض الفترات لمناقشة أمور المتقاعدين واحتياجاتهم .. وهناك حلقة مفرغة لم يطبق فيها شيئ من أحقية المتقاعد .. ألا وهي بطاقة شخصية خاصة بالمتقاعد وتصرف له من مركز عمله في نهاية الخدمة ، مماثلة لبطاقة عافية ولكنها تتميز بمفعولها الساري مدى الحياة .

بإعتقادي التام أن المتقاعد بحاجة الى هذه البطاقة لينجز بها معاملاته ومراجعاته اليومية ويحق له الأولوية في المراكز الصحية والمستشفيات والأقسام التخصصية وهي أولوية معتبرة لكل متقاعد ومتقاعدة من المواطنين ، ويجب أن تشمل بعض الميزات كخفض أسعار التذاكر لجميع الرحلات تسهيلا وتيسيرا لهم .

نرجو دعم المتقاعد بمنحه قرض المشاريع الإستثمارية المتوسطة والصغيرة وعدم تحديد السن ليستفاد منه أكبر فئة من المتقاعدين الراغبين في الإستثمار والتجارة ..

هكذا تزدهر الكويت بمساعي الخيرين من المواطنين والمتقاعدين .. ومن غرس زرعا استظل به الآخرون ..

قال تعالى في كتابه الكريم : ” من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم ”

بقلم : هاشمية الهاشمي

Email : [email protected]

Twitter : @H_ALHASHEMMI

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock