ورشة عمل عن”أساليب التعلم والتدريس” في كلية القانون الكويتية العالمية
- بمشاركة أستاذتين من جامعتي (واريك) و(كمبريدج) البريطانيتين
- الجمع بيت التدريس والبحث.. وتشجيع الطلبة على التفكير النقدي.. والقراءة الذكية
“التفكير النقدي”.. “الدراسات الاستقصائية”.. “البحث العلمي”.. “التفكير خارج الصندوق”.. وسوى ذلك من مصطلحات مشابهة، طغت بين الحضور في ورشة العمل “أساليب التعلم والتدريس” التي نظمتها مؤخرا إدارة كلية القانون الكويتية العالمية، في نطاق سعيها الدؤوب إلى تطوير منهاجها الأكاديمي حتى يبقى مواكبا لأرقى المعايير الدولية، بحضور رئيس وعميد الكلية أ.د. محمد المقاطع وعدد من أعضاء هيئة التدريس.
بداية قالت أ.د. شاهين علي إن جامعة واريك البريطانية اعتمدت أساليب التدريس التالية: أولاً، نهج “القانون في السياق” والذي يمنع المعلم من أن يكون محدودا ومقيدا بثوابت ضيقة في شرح القانون للطلبة. وثانياً، يساعد التعليم القائم على البحث الطلاب على الانخراط في فهم المسائل القانونية التي يدرسونها بشكل نقدي لأنهم يتعرفون على أكثر من رؤية فقهية وقانونية لموضوع واحد من باب المقارنة، لذلك بات مؤكدا أن هذا الأسلوب يساعد على توسيع نطاق تدريس القانون من خلال ربطه بأحدث الأبحاث التي يتم طرحها في الكتب والدوريات العلمية المتخصصة وفي الندوات والمؤتمرات، وكذلك أحدث السوابق القضائية التي تتضمنها الأحكام الصادرة عن المحاكم العليا، وهذا الأمر يساعد الطلبة على تحقيق التطور الذاتي من حيث التعرف على مختلف التوجهات والاجتهادات وبالتالي يتمكنون من بناء أسلوبهم الخاص بالتفكير.
والمعروف أن أ.د. شاهين علي تولت خلال الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 2016/2017 تدريس طلبة الكلية وقد أعدت خلال عملها ورقة بحثية بعنوان: “الدستورية الإسلامية، منظور مقارن”. ناقشت فيها كيف أن الاختلافات الثقافية هي السبب الذي يدفع الطلاب والمعلمين إلى النقد بالطريقة التي يتبعونها. فخلال المقرر الذي قامت بتدريسه لطلبة الكلية، ركزت على تعليم طلبتها كيفية الانخراط في الدراسات الاستقصائية، وقد عملوا على 10 مسوح ميدانية ليستنتجوا بعد تحليلها كيفية الحكم على “الدستورية الإسلامية على أرض الواقع”. وأشارت إلى أهمية ترجمة المصادر من اللغات الأخرى بشكل صحيح.
التعليم القانوني بدورها قدمت أ.د. كاثرين ماكينزي شرحا عن “مجموعة راسل” التي تضم 24 جامعة بارزة في المملكة المتحدة، منها جامعة كامبريدج، وجامعة أكسفورد، وجامعة واريك التي اعتمدت في مناهجها الدراسية أسلوب الجمع بين البحث والتدريس، وفيما يتعلق بنظام التعليم القانوني في بريطانيا أوضحت أن دراسة القانون تستمر مدة ثلاث سنوات تركز على مواضيع أساسية، منها قانون العقود، وقانون الضرر، والقانون الدستوري، والقانون الأوروبي الذي قد يتم إلغاؤه بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسواها. ويجوز للطالب بعد ذلك أن يقرر ما إذا كان يرغب في تلقي التدريب كمحام (وهو الجانب العملي من القانون، ولا يحتاج الطالب للعمل في المحكمة)، أو محامي دعوة (والذي يدرس كيفية الترافع أمام المحكمة). ومن ثم يقومون بتدريبهم بشكل منفصل لمدة عامين، ثم يتم نقلهم إلى مكتب محاماة بينما يقوم محامي الدعوة بتلقي تدريب فردي من قبل محام ذي خبرة. ومن ثم يكون الطالب مؤهلًا لممارسة المهنة..
وأوضحت أن الأساتذة في جامعتي أوكسفورد وكامبريدج يتبعون أحد نهجين للتدريس؛ أولها قيام الأستاذ بتقديم محاضراته لعدد كبير من الطلاب (قد يتجاوز الـ100 في كثير من الأحيان) لمدة 6 إلى 7 ساعات في الأسبوع. أما النهج الثاني فهو أسلوب ” المجموعات التعليمية الصغيرة”، وهو ما يحدث لمدة ساعتين إلى 3 ساعات يحضر خلالها طالبان أو 3 طلاب فقط محاضرة يلقيها أستاذ المقرر. ويساعد هذا الأسلوب في تمكين الأستاذ من تتبع تقدم الطلاب فيما يتعلق بدرجاتهم وقدرتهم على التعلم والتفوق. يتمكن الطالب من استيعاب المعلومات بشكل أكبر حيث تعادل ساعة من الدراسات الجماعية فاعلية 3 ساعات من المحاضرات الاعتيادية.
وبينت أن المجموعات التعليمية هي الأكثر إنتاجية حيث يطلب من الطلاب تقديم تقريرين إلى 3 تقارير في الأسبوع يتراوح محتواها بين 1500 إلى 2000 كلمة، ثم يقومون بإرسال ورقة البحث/التقرير إلى الأستاذ حتى يتمكن من تصحيحها خلال الليل ويجتمعون مرة أخرى في اليوم التالي لمناقشتها. وهو الأمر الذي يجعل الطلبة يعتادون على البحث والمطالعة والقراءة بطريقة أكثر ذكاءً ودقة، ويتدربون على كيفية قراءة الحواشي من أجل الوصول إلى القضايا أو مزيد من المعلومات التي قد يتطلبها البحث. وهذا الأسلوب من التعليم الذي يجمع بين التدريس والبحث يساعد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على التفكير النقدي قبل كتابة أي بحث أو دراسة.
شرح صورة:
– أ.د. شاهين علي وأ.د. كاثرين ماكنزي تتحدثان في ورشة العمل