فيحان العازمي يكتب: التعليم يسير في الاتجاه الخطأ
لا شك أن التعليم هو المحرك الأساس في تطور الأمم وبناء الحضارات الذي لا يتم إلا ببناء الفرد وتثقيفه، وهو ما وضح جلياً في اهتمام القرآن الكريم بالعلم وأيضاً حث النبي صلى الله عليه وسلم على طلبه دائماً.
لكن ومن واقع ما نشر بالأمس في صحيفة «النهار» ظهر جلياً اننا لم نأخذ بأسباب العلم والنهوض به، حيث حذرت الأمانة العامة للتخطيط من تراجع مستوى التعليم في البلاد موضحة عدداً من المشاكل والعيوب التي كانت سبباً في تراجعنا تعليمياً فقد حذر مجلس التخطيط من أن جودة التعليم في الكويت لا تواكب رؤية النهضة المأمولة في 2035 وهذا يؤكد اننا نسير في الاتجاه الخطأ، حيث لابد للتطور والتقدم الاقتصادي أن يواكبه تطوير علمي على مستوى مدارس ومعاهد وجامعات الكويت، وبالتالي كل ذلك كان سبباً في تدني النمو الاقتصادي الذي نلاحظه على مستوى جميع الوزارات فقد تحولت الكويت إلى بلد مستهلك بجدارة دون تقدم علمي أو اقتصادي مأمول وبات الاعتماد على النفط هو المصدر الرئيس للدخل بل ولا يوجد أي بديل حالي أو مستقبلي قد يقودنا إلى التقدم فلا تطور سياحياً ولا صناعياً ولا علمياً.
لقد دقت الأمانة العامة للتخطيط جرس الإنذار مؤكدة أن الكويت لم تنجح في تطوير مستوى جودة المخرجات التعليمية وأكدت أيضاً على ارتفاع الانفاق على التعليم وتدني جودته.
ومن مفاجآت تقرير الأمس التي أوضحت أن كلفة الانفاق على طالب الجامعة في الكويت فاقت تكاليف الرسوم السنوية في أفضل ثلاث جامعات بريطانية وهذا يؤكد مدى الهدر والبذخ الذي نعيشه في قلاعنا التعليمية التي اتضح أنها كرافانات للإنفاق دون جودة علمية تعود على الطالب والمجتمع على السواء.
أيضاً ما لفت نظرنا في التقرير المأساوي الذي كشف مدى ما نعيش فيه من أوهام وخيالات نعتقد من خلالها اننا نبني ونعلم ونخرج أجيالاً، هذه الأجيال في الحقيقة هي أجيال ضائعة لا تستطيع أن تنافس علمياً أقل جامعات العالم رغم ما يتم انفاقه على الطالب سنوياً، فظهر الهدر أيضاً في المرحلة المتوسطة حيث تجاوز الهدر ثلاثة أضعاف الهدر في المرحلة الابتدائية ورغم كل ذلك الهدر نجد طالب المتوسط بعد تخرجه لا يعرف القراءة والكتابة.
إن مشكلتنا الأساسية تكمن في ارتفاع الانفاق على التعليم مقابل تدني الجودة وذلك ما يحتاج منا جميعاً أن ننظر إلى تلك الكارثة نظرة جدية تعالج مواطن الخلل حتى نستطيع أن ننتج أجيالاً قادرة على المنافسة علمياً وأن نرى ابناءنا قادرين على النهوض ببلدهم حتى تتحقق رؤية القيادة السياسية في كويت 2035 وقد حققنا ما نتمناه.
حفظ الله الكويت وأميرها وأهلها من كل مكروه.