يوسف عوض العازمي يكتب: إستاذ الأمل!
في إحدى الجامعات في ماوراء البحار ، تعرض طلبة أحد المقررات الصعبة ( الحقيقة إنه مقرر صعب جملة و تفصيلا” ) لمواقف متنوعه مع إستاذهم الهمام ، أو إستاذ الأمل كما وصفوه !
هو إستاذ عجيب غريب ، يعمل الخطأ وينسبة للطلبة المساكين ، الذين لاحول لهم ولاقوة ، بعد أن وضعهم الحظ التعيس مع إستاذ الأمل !
ولو تمعنت جيدا” ، لوجدت أن الطلبة أخذهم الحظ التعيس مع هذا الإستاذ لدراسة ” مقررين ” وليس مقرر واحد ، يفترض أن الإستاذ يقدم مادة واحدة ، إنما في الواقع كانت مادتين ، أو مقررين ، أولهما المقرر الرئيسي ، والآخر كيفية العيش على إنتظار أمل !
في بداية الفصل الدراسي ، قام الطلبه وبكل أدب وتمنوا على الإستاذ في أول الفصل الدراسي أن تكون هناك وسيلة للتواصل مع الإستاذ ، لمعرفة إعتذاراته عن الحضور ، أو للأستفسار بخصوص المقرر ، أو غيرها من المبررات المعقولة ، إلا أن الإستاذ رفض بشدة ذلك التمني ، وأصر على عدم وجود وسيلة تواصل ، وبأن النواصل الوحيد هو الحضور للمحاضرة ، ومن يأتي ويصادف غيابي مستعد ادفع له وقود سيارته ( حسب قوله لافض فوه ) وهو كلام غير مقبول منطقيا” !
لذلك وقبل كل محاضرة ، كان الطلبه يتحاورون بينهم ( إحدى المرات حصل رهان ) ويتساءلون : هل سيحضر الإستاذ أم لا ؟ ، ويكون الطلبه على اعصابهم ، هل سيأتي ام لا ؟ ، وأحيانا” تمر دقائق تصل إلى نصف ساعه ، والطلبه حائرون متكئين على أريكة الإنتظار ، والسؤال الملح الحاضر : هل سيأتي ؟
احدهم وبينما كان الطلبة ينتظرون إستاذ الأمل ، اقترح إقتراحا” قد يبدو وجيها” ، لتخليد ذكرى إستاذ الأمل ، وكان الإقتراح هو تقديم كتاب مرفق بإقتراح إلى مسئول الكلية ، وذلك لطلب الموافقة على عمل تمثال لإستاذ الأمل يوضع في الساحة الرئيسية للكلية ، وينحت على قاعدة التمثال ، العبارة التالية : إستاذ الأمل !
وبالطبع يمول هذا التمثال بتبرعات من طلبة الأمل ، والغرض من عمل التمثال ( حسب رأي الطالب ) هو أن يكون شاهدا” على أسوء إستاذ قد يتصوره الطلبة ، إستاذ يبدو إنه أخذ المهنة على إنها فرصة لممارسة هواية التعسف ضد الطلبة المغلوبين على أمرهم ! ، ولا أظن بوجود أمر آخر ، فهو لاعلم ولا تعامل ولا إلتزام ! ، أسوء نموذج تتصوره لإستاذ علم !
وقانا الله وإياكم من الوقوع تحت رحمة مثل هذا الإستاذ ، أو مايماثله من المسئولين في المناصب القيادية الاخرى ..
يوسف عوض العازمي ..
@alzmi1969