يوسف عوض العازمي يكتب: مجرد “حفظ معلومات”!
” لا يمكن للمرء أن يحصل على المعرفة ، إلا بعد أن يتعلم كيف يفكر ”
( كونفوشيوس )
في حوار عابر ، طرح احدهم رأيا” حول الدراسة في المقررات الأدبية والإنسانية ( يقصد الدراسة في الجامعات والمعاهد المتخصصة ) إذ علق بقوله : بعد توفر الكمبيوتر و الأجهزة الذكية إنتهى عمليا” مفهوم الحفظ والتلقين في هذه الدراسات ( هكذا فهمت كلامه ) ويبرر قوله بأنه بوجود جهاز ذكي صغير في يدك بشكل دائم لم يعد للحفظ فائدة ، إذ بإستطاعتك الوصول للمعلومة بضغطة زر ..
أتفق تماما” مع هذا الطرح ، إذ لم تعد للإختبارات الموضوعية في الدراسات الأدبية والإنسانية تلك الفائدة المرجوه علميا” ( الإختبارات الموضوعية هي إختيار الإجابة الصحيحة والصح والخطأ بين عدة إختيارات ) ، فقد أصبحت مجرد حفظ ينتهي بمجرد تسليم ورقة الإجابه ، ولاتسأل عن فائدة علمية ، فقط أصبح الطلبه مجرد آلات تخزين معلومات ، يتم تفريغها بمجرد إنتهاء الإختبار !
من المهم التركيز على الفهم والإستيعاب ، و إستنهاض التفكير التقدي في عقل الطالب ، ومشاركته وإبداء الرأي من خلال قناعته الشخصية وإدراكه للمجمل المدروس في المقرر ، والأخذ والعطاء والتبادل الحواري مع إستاذ المقرر ، حتى تصل الفائدة العلمية المثلى للمبتغى ، و حتى الإختبار يكون عن الفهم و إدراك الطالب ، وليس لحفظ معلومات بالإمكان توفيرها من خلال ضغطة زر في جهازه المحمول !
العلم يتقدم بسرعه ، و العملية التعليمية لم تعد صالحة للطلبة الآليين أمثال ” مصطفى ” ! ، فهذا امر عفا عنه الزمن ، لايمكنك كمعلم ترسيخ المعلومه من خلال حفظ وتلقين ، ومن ثم وضع إختبار موضوعي ، إنتهى هذا الزمن ، الآن عليك الإهتمام بعقلية الطالب ، والتواصل العلمي المتقن مع إعطاءه الفرصه لعرض رأية العلمي والأدبي في الموضوع ذو الصلة ،وتشجيعه على البحث و التحليل ، ولامانع من عمل ” برزنتيشن ” ، للوقوف على إستيعابه و مناقشته بما فهم وأدرك ، أما قصة خذ المذكرة الفلانية أو الكتاب الفلاني ، وأحفظ كم معلومة هنا ، وكم معلومة هناك ، فلن تكن هناك استفادة فعلية ، ومع تسليم ورقة الإختبار النهائي ، سيكون رمي المذكرات والكتب في سلة المهملات امرا” مألوفا” ومتوقعا” ، فأنت لم تقدم علم ، بل عرضت معلومات للحفظ تم حفظها ، او بطريقة ما استطاع الطالب حل الإجابة بشكل غير مشروع ( غش ) و بعدها لاتسألني عن الفائدة العلمية التي حصل عليها الطالب !
يوسف عوض العازمي ..