أعرف شخصيتك من توقيعك! بقلم د. يوسف المرتجي
استوقفني سؤال لأحد طلابي عن ماهية كتابة اليد او التوقيع وعلاقة ذلك بالشخصية الانسانية, او ما يعرف ب ” الجرافولوجي ” وكان إلزاماً علي كوني اكاديمي في المجال ودكتور متخصص في علم النفس ان اوضح ذلك من الناحية العلمية .
إن الإدعاء بالعلاقة بينهما ليس بالأمر الجديد , وإنما يعود ذلك الى اكثر من مائة وثمانون عام عندما استخدمه القس Michon او قبل ذلك , ولكن انتشاره في الوطن العربي كان في حدود العام 2004 , وذلك عندما توفى بيتر فيرارا ولقد ورثة ابنته كاثرين الجمعية الدولية لتحليل الشخصية بكتابة اليد , التي هي عبارة عن شراكة بين المهتمين بالخط وشركة الانشطة المدرة للدخل ! فقامت كاثرين ببيع نصف الاصول التي ورثتها , بذلك دخلت الى الدول العربية .
وقبل ذلك حاول علماء النفس على مدى مئة عام من البحث والدراسة اثبات صحة الجرافولوجي ولكن دون جدوى , وقد صرح بذلك ابو علم نفس الشخصية جوردن ألبرت بأنه لا علاقة بين كتابة اليد او توقيعها او الالوان او قراءة الكف و الشخصية . كما ذكر في هذا الصدد راون باين وهو طبيب نفسي بريطاني بأن تحليل الشخصية بكتابة اليد او التوقيع مغري جدا ولكنه عديم الفائدة وميئوس منه تماما
وقد حاول العالم الفذ ” بينيه ” اول من وضع ادق اختبار ذكاء يستخدم الى يومنا هذا , حاول ان يثبت علاقة كتابة اليد بتحليل الشخصية ولكنه وصل الى ما وصل اليه من قبله من العلماء بأنه لا علاقة بين كتابة اليد او توقيعها وبين الشخصية الانسانية , بل قال عنه بأنه “علم التنبؤ بالمستقبل” .
والسؤال المهم في هذا المجال لمن يدعي انه حقيقة : لماذا لم تقم جامعات العالم العريقة بتدريسه في اقسام علم النفس ؟ مثل جامعة هارفرد او اوكسفورد او سري او غيرهم ……..؟
علما بان بريطانيا تصنف دراسة تحليل الشخصية من خلال كتابة اليد من ضمن علم التنجيم وذلك استنادا الى ان من كان يمارسه في السابق هم المشعوذين الإنجليز وكذلك استنادا الى رأي العلماء فيه .
وفي الختام لو كان ذلك صحيحا لاكتفت المجتمعات المتقدمة والحريصة على الوقت بأن ترسل مجموعات من الافراد الى دورات لا تزيد عن عدة ايام لتتعلم ذلك ومن ثم تقوم بتعيينهم في العيادات النفسية اختصارا للوقت والتكلفة !!!.
د. يوسف المرتجي
عضو هيئة التدريس بكلية التربية الأساسية