شرطة البيئة مطلوبة لـ«التطبيقي» | كتب: بهيجة بهبهاني
أصبح لقضايا البيئة في مختلف مجالاتها أهمية اساسية للدول والمنظمات المعنية بالبيئة، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة التي تولي اهتماماً كبيراً بالقضايا البيئية مثل التنوع البيولوجي والتغيرات المناخية والمحافظة على الحياة الفطرية. ولقد أنشأت الهيئة العامة للبيئة إدارة خاصة تابعة لوزارة الداخلية تحت مسمى «الشرطة البيئية»، والتي تعد تجربة رائدة وغير مسبوقة في دول مجلس التعاون الخليجي العربي. ويعتبر جهاز «الشرطة البيئية» حالياً ذا اهمية قصوى في تطبيق القوانين والتشريعات البيئية من خلال مراقبة الاعمال التي قد تشكل انتهاكا للبيئة بمكوناتها ثم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يرتكبها. وتختص «الشرطة البيئية» بضبط المخالفات المتعلقة بالرعي والصيد الجائر والنفايات والتعدي على المحميات والبيئة البحرية والبرية والثروة النباتية واستنزاف المياه. كما تقوم «شرطة البيئة» بمراقبة دخول المواد الخطرة والضارة بالبيئة عبر المنافذ البرية والجوية وتطبيق الاتفاقيات الجوية والبرية والبحرية الخاصة بالبيئة.
ان استحداث «شرطة البيئة» امر ذو اهمية بالغة في عصر التقنيات الالكترونية والنفايات الصناعية والممارسات البشرية التي تتسبب في دمار البيئة وتلوثها، وبالتالي الاخلال بالاتزان البيئي والتأثير السلبي في الصحة العامة.. ولكن لابد من استكمال اداء العاملين بشرطة البيئة لاختصاصاتهم الوظيفية، خصوصا انهم وبحكم وظيفتهم ملزمون بالتعامل مع الكائنات الحية (الحيوانات المفترسة) عند مصادرتهم لها، ولهذا يجب عليهم التعرف اليها بصورة علمية دقيقة ومعرفة اضرارها، كلدغات العقارب والعناكب والثعابين والتماسيح، ومن ثم التدريب على اجراء الاسعافات الاولية للحد من آثار سمومها عند الاصابة بها قبل الوصول إلى المستشفى حفاظا على حياتهم ومن اصابتهم بعاهات دائمة. كما أن بعض الأمراض تنتقل من الحيوان إلى الإنسان بسبب عدم إجراء الفحوصات وأخذ التطعيمات اللازمة للحيوانات التي يتم تربيتها في البيوت او تلك التي يتم استيرادها من الخارج. كما أن هناك بعض المواطنين الذين يقومون بالمتاجرة بالحيوانات المفترسة، رغما عن القوانين، ويقومون بتهريبها من المنافذ المختلفة للدولة، ودون معرفة بالأمراض المصابة بها ودون القدرة على تعريف اعراضها.. وتتم السيطرة على الحيوانات المفترسة باستخدام المسدس المخدر او باستخدام الشبكة.
ان اجادة هذه الامور جميعها تتطلب حضور محاضرات علمية ودورات تدريبية متوافرة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب من خلال كلياتها المتخصصة في العلوم الطبيعية والعلوم الصحية. والله الموفق.
أ.د. بهيجة بهبهاني