كتاب أكاديميا

‏د.محمد الدويهيس يكتب: قتلة الإقتصاد والتنمية

شهدت البلاد العديد من الاستجوابات المقدمة من أعضاء مجلس أمة 2013 خلال السنوات الثلاث الماضية تجاوز عددها الـ 24 استجوابا، فمن يتحمل التكلفة السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية لهذه الاستجوابات ياترى؟ هل هو المجلس أم الشعب أم الأعضاء المستجوبون أم ‏الوزراء المستجوبين أم السلطة التنفيذية؟ أم المستشارون للوزراء المستجوبين؟ أم القيادات الإدارية الحكومية؟ أم المستشارون للأعضاء المستجوبين؟ أم مستشارو السلطتين التشريعية والتنفيذية ‏أم المعارضة؟ أم وسائل الاعلام؟ أم النشطاء السياسيون والاقتصاديون؟ أم أصحاب الأموال والأعمال؟ أم المتنفذون؟ أم المتسلقون وخدمة السلطتين؟ أم الجهلة والجاهلون؟ أم الناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي؟ أم قتلة الاقتصاد الجدد؟ النتيجة واحدة، البلد في خطر ويسير نحو الهاوية بسبب فقدان الرؤية ‏وفقدان البصيرة، وبسبب قيادةأصحاب الصفوف الخلفية للمشاريع الاقتصادية وللتنمية، وبسبب سياسة تعيين القيادات البراشوتية، وبسبب التردد في اتخاذ القرار، وتسليم زمام الأمورلحفنة من «قتلة الاقتصاد» ولبعض «قتلة التنمية» و«قتلة الأمن والاستقرار»، بسبب سطوة الباحثين عن الثراءالسريع قليلي الخبرة والوطنية وعابدي الدرهم والدينار، الأمر يتطلب تدخل أهل الحكمة وأهل الحل والربط لاخماد النار التي بدأت تحرق وتقضي على كل جميل في الكويت ولأهل الكويت ومن أجل الكويت، لقد أصبحت الكويت هي الضحية والبقرة الحلوب لكل عابر سبيل، فهل من المنطق والعقل وهل من الرشد السكوت عن ما آلت له حال البلد؟ نعم لقد صمت البعض رغبة بالاصلاح والاستقرار؟ صمت البعض رغبة في اعطاء الفرصة لأصحاب الاختصاص، صمت البعض لعله يكون مخطئاً في رؤيته ونظرته وتحليله لمجريات الأحداث، ولكن‏عندما يتكلم الصادقون الغيورون على وطنهم سيكون أثر أقوالهم وأعمالهم أكبر من أثرالوسائل الحربية على الخونة ومستغلي الظروف.

الأمور تجاوزت حدود المعقول ووصل الخطر لكل محب ومخلص لهذا الوطن، وأصبح السكوت على الأمور هدفاً ومطلبا للفاسدين والمتنفذين، فهل نصبح تابعين ‏لشرذمة الفاسدين وقتلة الاقتصاد والتنمية؟ هل أصبحت الاستجوابات أداة للهدم بدلا أن تكون أداة للاصلاح والتنمية ووسيلة لهز ميزان العدل وأركان المساواة ‏بين أبناء الوطن الواحد؟ هل أصبحت النزاهة والشفافية والاستقامة وقدسية المواطنة أموراً وقضايا يعاقب عليها من قبل المتنفذين وقادة التنمية الجدد؟ هل ‏المطلوب مناأن نسير خلف قتلة الاقتصاد والسياسة والتنمية والاصلاح» بعد كل ما تم استثماره من جهد ومال من أجل التنمية والحريّة والمساواة؟ الأمر محير، والفكر احتار والأمواج تتلاطم في كل حدب وصوب، والبعض بدأ بالتخلي عن السفينة رغبة بانقاذ حياته، والمنقذون بدأوا بالتردد عن اكمال مهامهم لهول مايرون وما يدورمن حولهم من ممارسات خاطئة ومشبوهة، فالى أين نحن سائرون؟ هل نملك قراراتنا أم أننا مسيرون ويجب علينا أن نتبع المتنفدين والفاسدين والمفسدين الى نفق الظلمة والظلام؟ مجرد تساولات تقاطرت الى ذهني وتزاحمت بسبب كثرة الاستجوابات وظهور العديد من «قتلة»التنمية والاقتصاد، فهل هناك من يستمع لصرخات الصادقين الغيورين على وطنهم؟ ان حب الوطن «قدسية» لا يعرفها ولا يفهمها البعض منا.

ودمتم سالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock