ميزانية «التطبيقي» لا تسد يا سمو الرئيس | فيحان العازمي
تعتبر الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الملاذ الآمن والأخير لطلبة الثانوية العامة اذ انها تستقبل طلبة الثانوية العامة كافة الذين تركتهم مؤسسات التعليم العالي من جامعة الكويت والبعثات الداخلية والخارجية وقد تركوا لمستقبل غائب ومصير مجهول.. الا ان التطبيقي أبت ان تتركهم ووضعت على عاتقها المسؤولية المجتمعية وتكفلت بتدريسهم دون النظر الى النواحي المادية والاعباء الكبيرة نتيجة استقبال هذه الأعداد الضخمة وتدرس أكثر من 50 ألف طالب وطالبة سنويا فيها بمختلف التخصصات والسنوات الدراسية.. وبعد تزايد الاعداد عاما بعد آخر يتعرض ابناؤنا اليوم الى مأزق يهدد حياتهم العلمية، فالكل يعلم ان غالبية خريجي الثانوية العامة يتجهون للهيئة العامة للتعليم التطبيقي وذلك نظرا لمحدودية الاعداد التي تستقبلها جامعة الكويت مقارنة بالتعليم التطبيقي التي تستقبل اعدادا كبيرة ولكن ما نتحدث عنه اليوم ونريد ان نلفت انتباه سمو رئيس الوزراء له هو التخبط في توزيع الميزانيات بين الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي حيث إن الميزانية المرصودة للجامعة تفوق بكثير ميزانية الهيئة مع العلم ان الطلبة المتوجهين الى التطبيقي يفوق عددهم طلبة الجامعة باضعاف ولا ندري على أي اساس تم توزيع الميزانية ولكن ما نعلمه جيدا هو اننا في بلد غني ولن تؤثر زيادة الميزانية للتطبيقي لذا فنحن نطالب بان تكون هناك نظرة مستقبلية مدروسة فحاجات سوق العمل تستوعب خريجي التطبيقي وبالتالي تعود المنفعة على سوق العمل وعلى ابناء الكويت، لا نريد ان يتشرد ابناؤنا في الشوارع او يعانوا الغربة خارج الكويت، بل نريدهم داخل وطنهم، فالمسؤولية اولا واخيرا على مجلس الوزراء الذي كما ذكرنا في العديد من مقالات سابقة لاتوجد لديه نظرة مستقبلية او رؤية واضحة لكيفية توظيف ابناء الكويت لخدمة وطنهم، لذا يجب ان تعيد الحكومة النظر في سياسة توزيع الميزانيات والمصروفات على الجهات والادارات الحكومية وان تكون وفقا لاحتياجات الوطن والمواطن فهم اولى من التبرعات المليونية التي توزع على مختلف الدول، فالكويت اليوم تحتاج لنفضة على مختلف الاصعدة لتواكب التطور الحاصل في العالم . حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
فيحان العازمي