كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: الحظر الكلي .. أحوال الوافدين في الكويت

” إن القوة لا تأتي إلا عن طريق الحق الذي يحميه القانون “

( المهاتما غاندي )

تتعرض دول العالم في هذا الكوكب إلى عاصفة من الرعب و الخوف خشية فايروس كورونا أو ماتمت تسميته كوفيد 19 ، و تأثرت مناحي الحياة كافة و لم يسلم إلا النزر القليل ، من تبعات هذا الفايروس القاتل ..

إمتلأت المستشفيات ، أعلنت الطوارئ ، إستنفرت أجهزة الدول جميعها من أجل مواجهة هذا العدو الخفي ، و عجزت أعتى و اقوى الدول عن إيجاد مصل او لقاح يعالج هذا الفايروس ، نسمع يوميا” عن محاولات و قرب إنجاز ، و لكن في الحقيقة لايوجد علاج متفق عليه نهائيا” ، و هنا أتذكر فيديو إنتشر في وسائل التواصل الإجتماعي يظهر به وزير الصحة في جمهورية السودان الشقيق يتحدث به بصراحة غير معهودة و صادمة إذ يقول موجها” كلامه للمواطنين و بنبرة هادئة لكنها حاسمة : لايوجد علاج للفايروس العلاج الوحيد هو في إلتزامك الحظر في منزلك و عدم الخروج ، فإن اصبت فلانملك سوى حبة بنادول و إن أضطرب التتفس نعالجك بالأوكسجين غير ذلك لايوجد علاج و تموت !

في الحقيقة كلامة حتى لحظة كتابة هذه الكلمات هو كلام واقعي 100% ، صحيح أنه قالها بطريقة صادمة لكنها الحقيقة حتى الآن ، صحيح نقرأ و نسمع عن إنجازات طبية في الابحاث للحصول على لقاح لمعالجة المرض لكن يبدو حتى الآن انه لايوجد إتفاق واضح بين دول العالم على دواء محدد ! ( نعم قرأت عن دواء في الولايات المتحدة / الصين / الهند / وأعلنت الإمارات العربية أيضا” عن ابتكار مختبراتها لعلاج ، لكن حتى الآن لايوجد إتفاق عالمي واضح حول وجود علاج معتمد للفايروس )

من اهم الفئات التي تضررت من إجراءات الحظر داخل الكويت هي العمالة الوافدة ، خاصة الذين توقفت اعمالهم و اسباب رزقهم اثناء الازمة ، هؤلاء لايمكن تجاوزهم ويجب الإهتمام بهم إهتماما” مضاعف ، فالامر الآن إستثنائي ، و أناشد السفارات المعنية ان تولي اهتمامها لرعاياها في هذه الظروف عبر مبادرات في حدود صلاحياتها و ماتسمح به القوانين و الأعراف الدبلوماسية و لا يؤثر على سيادة البلد ، هؤلاء العمالة بالنهاية بشر و لهم حقوق يستحقونها كمتابعة احوالهم ، و هذا وقت إستفادتهم من وجود سفارة لبلدهم و إلا مافائدة السفارة !

الكويت كحكومة لم تقصر و قامت بمبادرات غير مسبوقة ، فقد اسقطت غرامات المخالفات في الإقامة ، و دفعت قيمة الإيواء و تذاكر الطيران للمخالفين ، في مبادرات ربما لم تحدث من قبل في أي دولة ، ولكن هناك أيضا” مخالفين لم يتقدموا للسلطات الحكومية الكويتية ، للإستفادة من المميزات التي تخدم الجميع ( الكويت + المخالف ) لذا الآن مسئولية السفارات لعمل توعية و تواصل مع رعاياها من المخالفين ، و إلا فحملات وزارة الداخلية لن تألوا جهدا” في تنظيف البلد من المخالفين ، مهمة السفارة ان تضطلع بمتابعة إحتياجات رعاياها بما يحميهم في هذه الايام العصيبة ، لم اسمع بسفارة بادرت بتقديم اطمعة و غذاء لرعاياها، هذا جزء من مهمتها وحق للرعايا ، صحيح الحكومة الكويتية لم تقصر ابدا” و الجهد الشعبي عبر اللجان الخيرية و التطوعية ساهمت بجزء كبير في تقديم اغذية و مساعدات للعمالة الذين انقطعت بهم السبل لكن تبقى مهمة السفارة مهمة لتوعية رعاياها و إبلاغهم بالقوانين و التعليمات التي تصدر من الجهات السيادية في الكويتية ، فهذه أقل مهمة ممكن تقدمها اي سفارة لرعاياها .. في كالأم الحنون لرعاياها .

الأمر جلل ، و الوباء ينشر الخوف بين الناس ، و نحن بحاجة إلى مبادرات إنسانية ترفع معنويات الناس و تساعدهم في مواجهة الظروف ، و إن شاء الله لن يطول الوضع ، و من يدري فقد تعود الحياة إلى طبيعتها في وقت أقصر مما نظن ، هناك عدة دول نجحت بتجاوز الخوف و اعادت الحياة لطبيعتها ، كي تكون الامور على مايرام علينا فقط الدعاء لله و التفاؤل و الإلتزام بتعليمات الجهات المختصة في الكويت ..

حفظ الله الكويت و أهلها و كل من يقيم على ارضها و الإنسانية جمعاء من هذا الفايروس ..

يوسف عوض العازمي
alzmi1969@

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock