لا لتكدس الطلاب.. لا لإغلاق مكتب كندا | كتب: بدر البحر
كيف لقرار بحجم إغلاق مكتب الثقافي في كندا أن يتم من غير أخذ رأي المعنيين؟ كمدير المكتب والجهات الاعتماد أو الابتعاث الأخرى، بعد أن أثبت التعليم العالي في كندا كفاءته وجودته باعتراف الوزير نفسه! خصوصاً للتخصصات العلمية كالطب والهندسة. كيف لقرار من هذا النوع أن يبعثر جهوداً كبيرة قام بها لسنوات العاملون بالمكتب، لزيادة أعداد الطلبة والتخصصات، وتوقيع اتفاقيات علمية وثقافية مع جامعات عريقة هناك؟إن ما أثار قلقنا هو تضارب تصريحات الوزير مع بيان اتحاد الطلبة المنشور في بداية هذا الشهر، فالوزير أرجع قرار احتمال الإغلاق إلى عدم وجود العدد الكافي، وهو مئتا طالب فأكثر، بينما يتجاوز أعداد الطلبة الحاليين الأربعمئة طالب وطالبة، وفق بيان الاتحاد! إذاً، فمن يعرف العدد الصحيح لطلبتنا هناك؟! إن الخمسين طالباً الإضافيين المطلوبين لإبقاء المكتب على قيد الحياة يمكن تغطيتهم في سنة واحدة، إذا استمرت سياسة البعثات الحالية، فهل يا ترى إذا زاد العدد إلى الحد المطلوب، سيتم فتح المكتب مرة أخرى؟ على شاكلة «طف اللّيت شب اللّيت»، افتح المكتب سكر المكتب، أين التخطيط الاستراتيجي الطويل الأمد إذاً؟!إننا ننعم بفساد يبدأ من تغيير حجر الرصيف والبواليع من غير الحاجة إلى ذلك، كما يحدث الآن في منطقتنا وبأسوأ الطرق الفنية وبعمالة رديئة، وينتهي بصفقات المليارات المشبوهة، فهل سنموّل هذا الفساد عن طريق قصقصة أجنحة التعليم لدعم عجز موازنة الدولة؟!ليعلم الوزير أن لدينا أرشيفاً لتصريحاته، فقد أشاد بجودة التعليم في كندا وزيادة التخصصات في آخر زيارة له أبريل 2015، حيث قصّ شريط المقر الجديد للمكتب الثقافي، ثم يصرح بعد عام واحد على ضرورة إغلاق المكتب! هل هو قراره أم ربما بضغط من طرف آخر قد يكون له مصلحة بذلك؟ فهل الذي يخشى عجز الموازنة فيقوم بهدر المال العام بهذا الشكل؟ كيف يغلق مكتب كندا وأعداد الطلبة في ازدياد؟ وكيف ستتم متابعتهم من قبل المكتب الثقافي في أميركا المثقل بهموم الطلبة هناك، التي لا تعد مشاكلهم، ولا تحصى أعدادهم المتكدسة في بعض الجامعات؟!وهو ما ينقلنا إلى موضوع لا يقل خطورة، وهو التكدس الطلابي في أميركا وبريطانيا الذي نتج عن غياب تطبيق ضوابط السقف العددي لكل جامعة وتخصص، فهل يعقل أن يفوق عدد الطلبة في جامعة نورث ردج في كاليفورنيا ألفاً ومئتي طالب؟ وأن يفوق الخمسمئة والخمسين في جامعة أيداهو، رغم كل ما شهدناه من تداعيات ومساوئ لهذا التكدس؟ فمن المسؤول عن هذا التخبط؟ ومتى سيتم الإعلان عن سياسة واضحة للسقف العددي؟ ومتى سيتم وقف الواسطات والترضيات مع مجلس الأمة الحالي؟إن رسالتنا لمعالي الوزير واضحة ليعود التعليم العالي إلى مساره الصحيح، وهي لا لتكدس الطلاب، ولا لإغلاق المكتب الثقافي في كندا.* * *إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.بدر خالد البحر[email protected]نقلاً عن القبس