إلى وزير التربية المهندس جلال الطبطبائي.. بقلم :أ. د. فيصل الشريفي
في البداية أتقدم بخالص التهنئة للزميل المهندس جلال الطبطبائي على نيله ثقة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حفظهما الله ورعاهما، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، سائلاً المولى عز وجل له السداد والتوفيق. اختيار الزميل جلال لقيادة وزارة التربية خلال الفترة المقبلة يستحق المراهنة والمتابعة، وذلك لكونه من الأشخاص القلائل القادرين على إحداث التغيير الإيجابي لما يمتلكه من خبرات إدارية ومهنية وروح المبادرة والعزيمة والفطنة والقدرة على التواصل. ليس من عادتي المديح والكتابة عن وزير تسلم مقاليد الوزارة للتو، خصوصا والحديث عن وزارة مثقلة بالكثير من التحديات والمشاكل المزمنة التي أشبه ما تكون بالسنوات العجاف، ناهيك عن كونها من الوزارات الخدمية التي تقع تحت رصد ومتابعة من كل المستويات، ومع ذلك فثقتي بالمهندس جلال كبيرة في اتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها رفع مستوى جودة التعليم.
التحديات والمشاكل الإدارية والتربوية التي تعانيها وزارة التربية ليست بخافية على أحد، لذلك نأمل من المهندس جلال ألا يضيع الوقت كغيره من القيادات التي مرت على الوزارة، ولتكن البداية بملء الفراغ الإداري الذي تعانيه معظم قطاعات الوزارة، وإلى ضرورة معالجة حقيقة الفاقد التعليمي الذي وصل إلى خمس سنوات كما جاء في تقرير البنك الدولي، وأقرت فيه الحكومة بأكثر من مناسبة، وإلى ضرورة وضع الآليات اللازمة لرفع كفاءة مخرجات الكليات التربوية، فضلاً عن إيجاد الحلول للمشاكل المتعلقة بطبيعة النظام الإداري الروتيني، وتسريب الامتحانات، وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، وظاهرة التنمر. عندما أراهن على نجاح المهندس جلال فإنني أراهن على قدرته على إحداث نقلة نوعية بالعمل التنظيمي الإداري لما يملكه من خبرات كبيرة في نظم إدارة الجودة، وعندما أراهن على قدرته على التطوير والارتقاء بمنظومة التعليم فإنني أراهن على إمكاناته في توظيف الطاقات العاملة بالميدان والاستفادة منها والدفع بالمقترحات والدراسات إلى حيز التنفيذ، وعندما أراهن على قدراته الشخصية فإنني أراهن على علاقة مهنية جمعتني وإياه لأكثر من ثلاثين سنة، والتي لم تخلُ من المناكفة والتباين بالآراء، لكنها وبالرغم من ذلك لم تؤثر على علاقتنا الشخصية، لذلك أقول لمنتسبي وزارة التربية اختلفوا مع وزيركم الجديد كيفما شئتم ما دام خلافكم معه يصب في مصلحة العمل.
في الختام، نسأل، الله عز وجل، التوفيق والسداد للصديق «بوعبداللطيف» في أداء مهمته الجديدة. ودمتم سالمين.