د. أحمد الفيلكاوي يكتب: كلية التربية.. البقرة الحلوب
في ضوء كوني دكتورا في كلية التربية الأساسية.. فإني أرى أن هناك رؤى مجحفة في حق هذه الكلية العريقة وكذلك في كلية التربية جامعة الكويت.. التي تخرج الآلاف من التربويين والإداريين والنفسيين والتكنولوجيين والفنيين، وغيرهم الكثير من التخصصات التي تعج بها الكليات التربوية..عندما نجلس في مجالس الرجال أو العائلة نجد من يريد ابنه أن يكون عالم ذرة وكيميائيا وطبيبا ومهندسا وغيرها من التخصصات العلمية.. ـ وقد ذكرت ذلك في أحد المقالات ـ .. لكن المشكلة الحقيقية أنه لو نظرنا إلى مستوى هؤلاء الطلبة لوجدنا أنهم ليسوا كما يقولون، مستويات متدنية ومعدلات أقل منها من التخصصات العلمية.. ويرغبون في أن يكونوا ضمن تخصصات كليات التربية الكثيرة والمختلفة.. ولكن نظرة الأهل التي تقلل من قيمة كليات التربية.. وتستهين بتخصصاتها.. فهل تستوي سوق العمل وتنتج من دون خريجي كليات التربية؟..في كل عام تستنفد طاقات كلية التربية.. البقرة الحلوب.. الأكاديميين والقائمين عليها والجهود المبذولة من أجل مخرجات تلائم حاجة السوق ومتطلباتها.. ولكن تلك النظرة الضيقة التي ما زالت في مجتمعنا جعلت منها وكأنها أقل مكانة من الكليات العلمية..إن كليات التربية هي البقرة الحلوب، التي تغذي المجتمع وسوق العمل بكفاءات ومهارات وخبرات لولاها لأصبح مجال الأعمال يفتقر الى تلك التخصصات والكفاءات.. وسنصبح مستوردين لها بدل أن نستغل أيدينا العاملة الوطنية من مخرجات كليات التربية.. وسنستيقظ ذات يوم نبحث عن إداري.. ومرشد نفسي.. ومعلمين.. وفنيي تكنولوجيا ومبرمجين وغيرهم من خريجي كليات التربية فلا نجد.. وستتأخر عجلة الإنتاج.. وستفشل الكثير من المؤسسات ومجالات العمل والتربية وغيرها من المجالات الخدمية.. فنقف في حيرة من أمرنا.. فلا الوقت يسعفنا أن نبدأ في تفعيل تخصصات كليات التربية للحاجة الملحة.. ولن ينفعنا الكم الهائل من الأطباء والمهندسين والتخصصات العلمية لتقدم يد العون.. فهي بعيدة كل البعد عما نحتاجه..لذلك؛ دعونا نرع تلك البقرة الحلوب (كليات التربية) ونؤمن بمخرجاتها المهمة التي تحتاجها سوق العمل.. ونقنع برغبات أبنائنا بالانتساب إلى تلك الكليات من دون أن نضع العصي بالدواليب.. ونفاضل بين كليات التربية والكليات العلمية.. فليس هناك مفاضلة بينهما.. ولسنا في معركة نخوضها لتحقيق أمنيات الآباء.. فمجتمعنا يحتاج إلى كل التخصصات الإنسانية والعلمية.. وكل تخصص له دوره الذي يحتاجه المجتمع.. ونراع أهمية كليات التربية بتخصصاتها المختلفة.. ولنوقف أسلوب قمع الأبناء الراغبين في الانتساب إلى كليات التربية.. ونطلق الحرية لهم في تحقيق رغباتهم وأهدافهم التي رسموها طوال سني طفولتهم ومراهقتهم..