التقدير الثقافيCultural Appreciation بقلم: مشعل الدويهيس

في عصر الانفتاح الثقافي على الآخرين والعولمة وتعدد الثقافات، أصبح من السهولة التداخل في العادات والتقاليد والرموز بين الشعوب والمختلفة، ولكن هذا لا يخلو من الإشكالات ومن أبرزها مفهوم “الاستيلاء الثقافي” وهو استخدام عناصر من ثقافة معينة من قبل افراد لا ينتمون لها ، وخاصة عندما تكون هذه الثقافة مهمشة أو أقلية من دون أي احترام السياقها الاجتماعي أو الاجتماعي
الاستيلاء الثقافي لا يقع فقط على تبني الأزياء أو الموسيقى أو حتى المأكولات، بل يمتد إلى اللغة وتقاليد الشعور الأصلية لبقعة ما، ويصبح الأمر إشكاليا حين يستخدم ذلك العنصر الثقافي دون فهم حقيقي المعناه أو بطريقة تفرغه من قيمته الأصلية، وقد يعتبر هذا شكلا من أشكال الإهانة أو
الاستغلال
مثال من واقع مجتمعنا الكويتي ” لبس البشت أو الغترة بشكل استعراضي، حيث يقوم بعض الأشخاص الذين لا ينتمون إلى المجتمع بارتدائهم في جلسات تصوير او مناسبات ترفيهيه من دون أي احترام للقيمة الاجتماعية أو الرمزية الرسمية لهذه الملابس، بل أحيانا يستخدم كنوع من ” الإكسسوار الغريب ”
وكذلك ارتداء الكيمونو الياباني أو الساري والبنجابي الهندي في عروض أزياء عالمية من دون أي اهتمام للخلفية الثقافية لهذا الزي ومعناه
من المهم جدا التفريق بين التقدير الثقافي والاستيلاء الثقافي التقدير يتطلب الكثير من الفهم والاحترام الصادق للثقافة ومعرفة هذه الثقافة والتفاعل معها من موقع التعلم والتبادل الثقافي، اما الاستيلاء فهو واضح ويحدث في سياق غير متوازن، تقوم فيه ثقافة مهيمنة على ثقافة مهمشة دون إعطائها حقها والاعتراف فيها أو حمايتها.
نستطيع تجاوز الاستيلاء الثقافي بالتوعية كخطوة أولى وعلى الفنانون والمصممون والمثقفين أن يبادروا بسؤال أنفسهم عند الاستعارة أو التفكير بأخذ عنصر من ثقافة أخرى هل أنا استخدم هذا العنصر باحترام؟ هل أقدم الفضل لمن ابتكر هذا التقليد أو الزي؟ هل امتلك الفهم الحقيقي للسياق الذي استخدم فيه هذا العنصر ؟
أن تتحلى بالمسئولية الثقافية يعني أنك تمتلك القدرة لتحويل التفاعل الثقافي إلى من السطحية إلى جسر حقيقي للاحترام والتفاهم.
Email: [email protected]
Insta: @Duwaihees