حسن جوهر: المجلس الأعلى للتعليم مهمش ويجب إعادة تشكيله
- القضية التعليمية محل اهتمام النواب.. وهناك 300 سؤال برلماني و105 اقتراحات و19 قانونا بخصوص «التعليم»
– أحمد الحنيان: نحو نموذج جديد للإدارة التربوية يعتمد التكنولوجيا الحديثة كمكون أساسي
– أبرار الموسى: إرساء ثقافة علمية وتكنولوجية وابتكارية مزدهرة من أجل كويت مستدامة
– شيماء الأنصاري: الجامعات الخاصة شريك استراتيجي في العملية التعليمية
أكد المتحدثون خلال مؤتمر تكنولوجيا التعليم في مداخلاتهم على أهمية التحول الرقمي ومواكبة التقنيات الحديثة في التعليم، وعمل بنية تحتية في المؤسسات التعليمية وبناء جامعة للذكاء الاصطناعي، لافتين إلى «خطورة ترك النشء للعالم الافتراضي دون رقابة من مؤسسات الدولة المعنية».
وفي هذا المجال، قال النائب الدكتور حسن جوهر في كلمته خلال الجلسة الأولى حول دور التشريع في تطوير التعليم، على ضرورة مواكبة التطور العالمي باستخدام التقنيات الحديثة في التعليم، مشيرا الى أن هناك قفزة تقنية غير مسبوقة من خلال تطبيق chat GP، الذي يعد أكبر تحد للبشرية والمؤسسات التعليمية، موضحا أن هذا التطبيق يتضمن كما هائلا وغير محدود من البيانات والمعلومات، وأن الخطورة تكمن في تأثيره على عقول النشء وتهميش العقل البشري وإحلال الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في التفكير.
وأكد أن القضية التعليمية محل اهتمام النواب، موضحا أن هناك 300 سؤال برلماني بخصوص قضايا التعليم على كل المستويات، و105 اقتراحات برغبة و19 اقتراح بقانون.
وطالب جوهر بإعادة تشكيل المجلس الأعلى للتعليم المهمش منذ تأسيسه ويجب إعادة تشكيله، لافتا الى أن مستوى التعليم الحالي لا يرتقي إلى تاريخ التعليم في الكويت، وأن الكويت المصنفة 97 على العالم تنفق على التعليم كما تنفق فلندا الاولى على العالم، مؤكدا أن مؤشرات التعليم في الكويت لا تتواكب مع إمكانياتها أو تاريخها أو جودة التعليم التي كانت في صدارة الدول العربية والعالم في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
وقال إذا أردنا إصلاحا حقيقيا للتعليم سواء بالتكنولوجيا أو التقنيات الحديثة فيجب أن يكون ذلك جزء أصيل من استراتيجية الدولة، وإذا لم يتحقق ذلك فلا يمكن أن نتحرك خطوة للأمام.
وأضاف أن على المجلس الأعلى للتعليم المراقبة والمحاسبة، فليس معقولا أن يكون وزير التربية هو رئيس المجلس الأعلى للتعليم، داعيا إلى ضرورة الاستقرار الوزاري وتسكين جميع الوظائف القيادية، مؤكدا أن أكثر من 90 في المئة من القياديين في هذه الجهات بالتكليف، ومبيناً ضرورة أن تكون تكنولوجيا التعليم محور ارتكاز في القضية التعليمية.
من جانبه، تناول نائب المدير العام للتعليم التطبيقي والبحوث الدكتور أحمد الحنيان قضية «الفجوة الرقمية بين واقع التعليم الحالي والتطور التكنولوجي» مشيرا الى أن الدول والمجتمعات تتسابق من أجل إحراز التقدم العلمي في شتى مجالات المعرفة، والثورات التكنولوجية التي ألقت بظلالها على الأنظمة التعليمية، لافتا الى أن الدراسات أشارت الى أن تقدم الدول وازدهارها بامتلاكها التقنيات التي تساعد على تطور التعليم وتميزه.
وأشار إلى الفجوة الرقمية ومؤشراتها الثلاث (النفاذ، المهارات، استخدام وتطبيق المعرفة) وارتباط هذه المؤشرات بالإدارات التربوية والمدرسية وبيئة التعلم المدرسية، إضافة إلى التشريعات والسياسات التربوية في دول مجلس التعاون الخليجي.
واستعرض التحديات المتعلقة بالسياسات والتشريعات التربوية لمواجهة وتقليص الفجوة الرقمية وتداعياتها على المعرفة التربوية، والتعرف على جهود دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال والعوامل المؤثرة على تطوير المعرفة التربوية في العصر الرقمي.
وأكد على أهمية تحسين النفاذ التكنولوجي والوصول للمحتوى الرقمي، وتطوير مهارات استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة في التعليم، والتي ستتطلب سياسات وخططاَ تربوية جديدة تستوعب وتطبق الإدارة والمعرفة في العصر الرقمي الحديث على جميع مكونات العملية التربوية والتعليمية من طلبة ومعلمين إلى إدارة مدرسية وإدارة تربوية.
وأوضح أن تحقيق هذا الهدف يستدعي توفّر نموذج جديد للإدارة التربوية يعتمد التكنولوجيا الحديثة كمكون أساسي.
من جهتها استعرضت مستشار ومدير برنامج تعليم العلوم والرياضيات في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتورة أبرار سليمان الموسى «استراتيجية المؤسسة نحو التعلم الرقمي»، موضحة رؤية إرساء ثقافة علمية وتكنولوجية وابتكارية مزدهرة من أجل كويت مستدامة، لافتة الى أن استراتيجية المؤسسة الحالية تركز على التعليم في ظل التحول الرقمي من خلال عدد كبير من المشاريع.
وأشارت إلى مشروع باص العلوم والتعليم باستخدام المنهج الهجين ودمج التكنولوجيا بالتعليم وتطوير مهارات التعليم في القرن الحادي والعشرين، وتقديم تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة من برمجة وطباعة ثلاثية الأبعاد، لافتة إلى برامج تعليمية وتفاعلية للطلبة واعتماد المنهج التكاملي والتفاعلي والاستثمار في ركائز المنظومة التعليمية وسد الفجوات المعرفية لدى الطلبة ومعالجة الفاقد التعليمي بفعل تداعيات جائحة كورونا
من جهتها أوضحت مراقب استشراف مستقبلي وتحليل مخاطر بالأمانة العامة للتخطيط فضة عبد المعيلي مفهوم التعليم الإلكتروني وأهميته، والتقنيات المستخدمة لتنفيذه وكيف يمكن أن يساهم في تحقيق مستوى جيد من التعليم كأحد أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت الى أن التعليم الإلكتروني هو شکل من أشکال التعليم عن بعد يتضمن الدراسة باستخدام أدوات تکنولوجيا التعليم من أجل إيصال المعلومات للمتعلمين بأسرع وقت وأقل تکلفة، ويمتاز بتوصيل المواد الدراسية والمعلومات بسرعة ودقة فائقة دون اعتبار للمكان والزمان، كما يمكن تخزين الرسائل والمواد العلمية إلى أن تصبح الجهة المستقبلة مستعدة لقراءتها كما هو الحال في الاتصالات غير المتزامنة، ويعمل التعليم الإلكتروني على تقليل قيمة التكاليف المادية المطلوبة في التعليم التقليدي، حيث لا يوجد في التعليم الإلكتروني ضرورة لوجود المنشآت التعليمية بالشكل الحالي، للقيام بعمل فصول لكي يتم التدريس فيها، وكذلك تقليل تكاليف التنقل من المنازل إلى المنشآت التعليمية على كلمن الطلاب والمعلمين.
وتخلل المؤتمر جلستين حول «المؤسسات التعليمية وجائحة كورونا» و«التعليم في الكويت والثورة التكنولوجية»، وقد أدارتهما عضو المركز الاعلامي والعلاقات العامة بالإدارة العامة للتعليم الخاص الدكتورة شيماء الأنصاري. وكان من بين المتحدثين عضو هيئة تدريس بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا الدكتورة فاطمة الهاشم والتي اكدت أن الجامعات الخاصة شريك استراتيجي في العملية التعليمية، مستعرضة نظام التعليم في جامعة الخليج.
ولفتت إلى أن جميع تعاملات الطالب إلكترونية، كما أن نظام العمل يعتمد على استخدام التكنولوجيا، مشيرة إلى أهمية التعليم عن بعد والذي يجب أن يتماشى والثورة الرقمية. ونوهت إلى أن أمام وزارة التربية تحدي دمج التكنولوجيا بالتعليم والتخلي عن التعليم التقليدي، مؤكدة أهمية الشراكة مع القطاع الخاص.
وتناولت مسؤولة القبول في كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا عبير الشبيني قضية تأثير الربط الإلكتروني مع الهيئات الأخرى في تطوير عملية التقديم والقبول في الكلية وتأثيره الإيجابي على سرعة العملية ودقة البيانات، مشيرة إلى أن الكلية قامت بتطوير عملية طرح الجدول الدراسي وجدول الاختبارات وتسجيل المواد الدراسية، كما قامت بأتمتة (دجتلة) الخدمات الطلابية وتطوير النماذج الإلكترونية، بإلإضافة إلى تطوير نظام الـSIS وبورتال الطالب داخل الكلية.
وبدورها أوضحت الموجه الفني العام للعلوم منى الأنصاري أهمية خلق بيئة تعليمية رقمية متكاملة، بالإضافة إلى تنفيذ اختبارات إلكترونية معيارية مبنية على المعايير الوطنية لقياس وتقييم أداء الطلبة في دولة الكويت وتطبق على مجموعة من المراحل الدراسية وتهدف إلى إصدار تقارير تدعم متخذي القرار لتطوير عملية التعليم ومخرجاتها، مشيرة إلى ضرورة وضع منظومة خاصة لاكتشاف ورعاية الموهوبين والمبتكرين.
من جهتها قالت موجه فني أول حاسب آلي بوزارة التربية وعضو مجلس إدارة جمعية تقنية المعلومات منى سالم عوض أن جائحة كورونا كان لها تأثير عميق ومدمّر على العالم بأسره، فقد واجه العالم تحديات عدة وتعد الخسارة التعليمية التي عانى منها المتعلمون خلال الجائحة مأساة لها عواقبها المؤلمة بسبب إغلاق المدارس فضلاً عن التأثير الاجتماعي والنفسي.
وأشارت إلى أن التعلم الرقمي الإلكتروني يعد من أكثر الوسائل فعالية في مواجهة التحديات المستقبلية، لافتة إلى أن التخطيط لتطوير وتعزيز التعليم عن بعد يتطلب عدة عوامل وإجراءات، منها البنية التحتية الفيزيائية بما في ذلك الفصول الدراسية المجهزة بالأجهزة الإلكترونية والمنصات التعليمية والأجهزة الصوتية والبصرية، وشبكات الإنترنت السريعة.
وأشارت إلى أهمية الإدارة الإلكترونية والبرمجيات التعليمية وتحفيز الإبداع والابتكار، وتعزيز الشراكات المجتمعية وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي والاستفادة من الخبرات الدولية والاستثمار في التقنيات الحديثة مثل تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز وتقنية الذكاء الاصطناعي، وتطبيقها في التعليم عن بعد.
من جهتها، طرحت الأستاذ مشارك بقسم دراسات المعلومات بالهیئة العامة للتعلیم التطبیقي عضو جمعیة دراسات الذكاء الاصطناعي ومحاكاة السلوك ببريطانيا الدكتورة جميلة العتيبي ورقة علمیة عن تأثیر روبوتات المحادثة خاصة ChatGPT على عملیة البحث العلمي ومستقبل استرجاع المعلومات، بالإضافة دور الروبوتات في البحث العلمي وأبرز المآخذ على استخدام هذه الروبوتات في مستقبل البحث العلمي كالمآخذ الأخلاقیة والعلمیة.
وتناولت الموجه الفني- حاسوب ومسؤول فريق تكنوسوفت بوزراة التربية الجازي العتيبي، قضية تدريب المعلمين على التعليم الإلكتروني تحت شعار «تكنوسوفت طموح تحدي الواقع وجائحة كورونا»، واصفة مشروع تكنوسوفت بأنه مبادرة طموحة من فريق عمل رائد من الكفاءات والخبرات في الميدان التربوي لمواكبة المستجدات الإلكترونية في التعليم وتسخيرها لخدمة العملية التعليمية سواء في الظروف الطبيعية أوالظروف غير الطبيعية التي تؤثر على انتظام الطالب بالمدرسة حتى لا يتوقف التعليم يوما في المدارس.
أما الفائز بجائزة تكنولوجيا التعليم المهندس بدر العيسى فقد تناول موضوع المنصات التعليمية، حيث قدم سردا تاريخيا لتطور وسائل التواصل بين البشرية وارتباطها بشكل مباشر بتطور مستوى العالم، معتبرا وسائل التعليم المبنية على التفاعل والتواصل الجماعي أكثر الوسائل فاعلية لمحاكاتها للعملية التعليمية على أرض الواقع ولفاعليتها في جذب انتباه المتعلم.