كتاب أكاديميا

مها الحسيني تكتب :جائني خبر

جائني خبر ادمى قلوبنا و جعل من دار السلام البيضاء دارٍ غُطيت برداء السواد و وركنت  على كاهلها غيمة سوداء

و غصه اليمة كادت ان تخنقنا من وجع ما نمر به ،  خبرٌ هزّ الكويت بصغيرها وكبيرها ، فبالأمس بتمام الساعه الحادي عشرة مساءً قد اطمئنت على صحة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في وسائل التواصل الاجتماعي ولكن أراده الله كانت اعظم وانا لله وانا اليه راجعون ، خسرنا في صباح الكويت صباحها ونورها الدائم وشمسها المشرقة الدافئه اميرنا صباح في التاسع والعشرين من سبتمبر وباتت كويتنا بِلا صباح

واخذت تتردد في عقلي كلماته الاخيرة  ” وكيف يهدأ لي بال ان لم تكونوا مرتاحين ؟ ”

يا ابتِ قد ثقُل بالنا واهتزت قلوبنا لفراقك  ونكست اعلامنا وانا لمحزونون ، قد كنت خير حاكم حكمت البلاد بسياستك العظيمه وطرقك المتحيزة والكل يشهد وقفاتك العظيمه ، ليست فقط  الكويت من تنعيك بل العالم اجمع ، يختار الله الطيب الانه احبه وانت من خيره الصالحين ذو الابتسامه  اللا اراديه التي تنبع من القلب  كنت خير أب لنا وخير صاحب وخير حاكم ، جعلت من الكويت مركزاً للانسانيه و ارسيتها في بر الأمان لمدة تتجاوز الخمس عقود

ما اروعك ! كنت حاكم عادل تشمل بعدلك كل شيء و قائد سياسي ذا حنكه وحذق و تروي وانسانيه عاليه صاحب الرأي السديد و الحكمه المنيرة

نعاك عربي و اعجمي كبير كان او صغير ، لم يخذلنا احد وقفو في مصابنا رداً لجميلك الدائم لهم واعلنو الحداد  و حتى مع الظروف الصعبه جاؤوك وحضروا تشييع جنازتك ومن غاب عنا كان له عذره ، بل صلوا عليك صلاة الميت الغائب في أطهر بقاع الأرض في مكه المكرمة  سبحان الذي سخر لك هذا وسبحان الذي اعطاك القبول الحسن وما جزاء الاحسان الا الاحسان

رغم مخاسرك وظروفك الصعبه لم نذق معك طعماً للخذلان  فقد فقدت والدتك في سن الرابعه و ابنك في حادث سير وابنتك في مرض خبيث وفقدت زوجتك قبل ثلاثون سنه ولم تتزوج بعدها وهذا دليل الوفاء .

قد منّ الله علينا خير سلف لخير خلف  وهو الشيخ نواف الأحمد الصباح  اميراً جديد لنا اعانه الله على مصابه و على حمل هذه الامه ، ونحن على العهد دائما  باقون في السمع والطاعه و في العسر واليسر و على اكمال مسيرة التنمية والبناء ثابتون ، ولرفعة الكويت مستمرون سبحانك اللهم ان تقول لشيء كن فيكون .

رحم الله ابتسامةً كانت تعني لنا كل شيء اللهم اجعل والدنا وأميرنا ممن يقال لهم: } هذه الجنة التي كنتم بها توعدون }

 

 

مها الحسيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock