ما حقيقة ارتباط ترتيب الولادة بالشخصية المتمردة؟
ناقش علماء النفس منذ فترة طويلة ما إذا كان ترتيب المواليد يؤثر على شخصياتهم، بحيث يكون الأشقاء الأكبر سنا أكثر تحفظا ونضجا، فيما يكون الأشقاء الصغار متهورين وأكثر تمردا.
لكن دراسة جديدة كشفت أن هذا القالب التقليدي لعلاقة ترتيب الميلاد بشخصية الطفل، لا أساس له من الصحة.
ولعقود من الزمن، تغاضى الباحثون عن نقاش هذه النظرية التقليدية التي أشعلها أخصائي العلاج النفسي، ألفريد أدلر، الذي كتب في عشرينيات القرن الماضي أن الأطفال الأكبر سنا يائسون لموافقة آبائهم على النجاح، وأن الأطفال الأواسط مستقلون، بينما يكون الأطفال الأصغر سناً أكثر ميلاً للمخاطرة.
وأشير إلى هذه النظرية في كتاب “Born To Rebel” عام 1998، والذي أعلن فيه طبيب النفس، فرانك جي سولواي، أن الأطفال المولودين أولا يلتزمون بشكل طبيعي بالوضع الراهن، في حين أن الأصغر سنا يميلون إلى المخاطرة.
ولكن، وفقا لتقرير جديد نشر هذا الأسبوع في مجلة “PNAS”، فإن النظرية لا تصمد أمام الأدلة التي تشير إلى أن ترتيب الميلاد لا علاقة له بميول المجازفة على الإطلاق.
وحلل الباحثون في معهد ماكس بلانك للتنمية البشرية في برلين، قاعدة بيانات تضم 84 مستكشفا و103 ثائرين لمعرفة ما إذا كان اختيارهم للمخاطرة يعود لترتيب ميلادهم.
كما بحث الفريق في مجموعتين معاصرتين من البيانات تضمنت استبيانات لـ 1507 من أفراد أسر المشاركين في الدراسة، وبيانات عن 11 ألف أسرة من دراسة اجتماعية واقتصادية للسكان في ألمانيا، استمرت من 1984 إلى 2017.
ولم يجد الفريق أي علاقة بين ترتيب الميلاد والسمات الشخصية، قائلا: “لقد بحثنا عن أدلة في البحوث الاستقصائية والبيانات التجريبية وفي العالم الحقيقي، ومن خلال تحليل التقارير الذاتية والقرارات المحفوفة بالمخاطر، وخيارات الحياة المتعبة، لكن النتائج تشير بالإجماع إلى الاتجاه نفسه: لا توجد آثار لترتيب الميلاد على الميل إلى المخاطرة”.
المصدر:
ديلي ميل