كتاب أكاديميا

أسماء السكاف تكتب: معرض كتاب أم معرض ثياب

 

دخلتُ إلى قاعةٍ من قاعات معرض الكتاب في الفترة المسائية بحماس حاملةً قائمةً من الكتب التي أنتظر المعرض للحصول عليها فالمعارض تُسَهِل وتُيَسر البحث والحصول على ما نرغب من كتب، للوهلة الأولى شككت أني دخلت قاعةً خاطئة من الزحام والازدحام وكمِّ المصورين المُحمّلين بكاميراتهم والأناقة و(الكشخة) المفرطة للرجال والسيدات، نظرت وتلفت، بلى هذه هي القاعة وهذه الكتب تصطف وتنتظر قرائها، من الزحام والضجيج لم أعرف حتى التنقل جيدا حملت نفسي عائدة لمنزلي مُؤَملة نفسي على القدوم بالفترة الصباحية عسى أن تكون أقل زحاماًوعراكاً على شراء الكتب!!! 

كل من يقرأ سيلوم انزعاجي من الزحام، فالتهافت على الكتب والقراءةظاهرة جيدة إيجابية لطالما حفَّز وحثَّ عليها الجميع فكل دولة تطمح أن يُقبل ناسُها على القراءة بهذا الشكل، قم وانزل يا عزيزي قبل أن تلومني وانظر للزحام أين يكون؟  مُرَكز على ثلاث أو أربع من دور النشر ممَّن نشرت لمشاهير فجاء المتابعين للحصول على توقيع أو صورة مع مشهورهم المفضل بأبهى الحلل لتشعر أنك بعرس وليس بمعرض كتاب !!

باللاشعور رجعت بذاكرتي لبضع سنين مضت عندما كنت آتي لذات المكان مع والدي لنحصل على المكافأة من القصص والكتب التي وعدنا بها والدي حينها، أذكر الهدوء والزحام الراقي اللطيف والتنوع بين دور النشر وتوزع الناس عليها، ربما كانت نظرتي طفولية حينها أرى الأشياء كما أريدها، ولكن بمشوار صباحي مع أطفالي دخلت قاعة الطفل من أجمل القاعات، دور نشر الأطفال منوعة وموزعة بشكل لطيف على القلوب خفيف، تشعر بعبق الحب ينتشر داخل هذه القاعة تحديدا بين أبٍ يمسك بيد صغيره يتجهان بحماس لإحدى المكتبات وبين أمٍ تقف بجانب ابنتها تقرآن ما اختارته ، الأنشطة المُقامة فيه رائعة من قراءة قصص للصغار لعروض واستعراضات طفولية مرحة بشكل عام جو من البهجة الثقافية يشع هنا، تجولنا وحصدنا حصادا جميلا من الكتب والقصص للصغار.

إذاً لم يفقد المعرض بهجته وجماله التي كنت أراها في صغري، ولكن شوّه البعضُ هدوءَ وجمالَ وحُرمةَ الكتاب وأهل الكتاب، أرجوكم دعواالكُتب والكتاب بعيدا عن شهرتكم وأضوائها، تكسَّبوا واربحوا من كل شيء ولكن دعوا لمعرض الكتاب رونقه و ركازته، فضاء الكتابة كبير جدا يتسع للجميع ولكن بشروط وأحكام، فلا يصح كاتبا دون أن يكون قارئا، بجولة سريعة واطّلاع على بعض الكتب ستجد كماً هائلاً من الكتب بلا مضمونٍ ولا معنى وأخطاءٍ أخلاقيةٍ ولغوية، أظنها بل أكاد أجزم أنها لم تمُر على تدقيقٍ قبل نشرها، القراءة فعلٌ جميل انتقال لعوالم أخرى بعيداً عن صخب وضجة الحياة اليومية لا يصِّح أن تكون (موضة) أو (هَبَّة)، شعرت ببعض الكتب الثمينة وبعض الأعمال الأدبية الراقية حزينة لتهافت الكثير على الغث وتركهم للثمين.

في الختام اقرأ اقرأ اقرأ ولكن اختر بعناية ماذا تقرأ فما كلُّ من كتب شِعراً بشاعر وما كُلُّ من كتب روايةً براوٍ.

 

 

أسماء السكاف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock