فارس النون يكتب: إلى وزارة التربية.. مع التحية
كل عام وأولادنا وبناتنا فلذات أكبادنا ومعلموهم وأولياء أمورهم بخير، وما من شك أننا جميعا نتوق إلى سنة دراسية أفضل من السنوات السابقة، ومن هذا المنطلق أشير إلى عدة نقاط أزعم أنها من الممكن أن تسهم في تحقيق المراد:
أولاً: ضرورة تأهيل المعلمين والمعلمات الجدد، خصوصا القادمين من الخارج الذين تعاقدت معهم وزارة التربية من بعض البلدان العربية، فهناك عادات وتقاليد ربما تختلف عن عاداتنا وتقاليدنا، ويجب عليهم مراعاة ذلك.
ثانياً: حبذا لو عممت وزارة التربية على جميع المدارس بتخصيص الحصة الأولى في اليوم الدراسي الأول، ولعلي لا أبالغ لو قلت تخصيص حصص اليوم الدراسي الأول للخوض في العلاقة بين المعلم والتلميذ، بحيث يحاضر في هذه الحصص خبراء وأساتذة متخصصون، فنحن نتطلع إلى عام دراسي تقلّ فيه مشكلات الطلبة مع المعلمين ومشكلات المعلمين مع الطلبة.
ثالثاً: التعامل مع المعلمين الجدد من حيث تحديد المدارس التي يعملون فيها بشيء من الواقعية التي تتطلب بالضرورة مراعاة التوزيع الجغرافي، فلا يعقل أن يتم تحديد مدرسة في الجهراء لمعلمة تقيم في حدود العاصمة! ذلك لأن مراعاة الجانب النفسي مهم جدا في هذه الجزئية.
رابعاً: في إحدى الدول العربية، أعجبتني تجربة «الحكم الذاتي» التي تُدرّب الطلبة على الإدارة، وتتلخص التجربة بأن يقوم طلاب فصل من فصول المدرسة بإدارة المدرسة يوما، بحيث يقوم أحد الطلاب بدور الناظر، وآخر بدور الوكيل، وثالث بدور الاختصاصي الاجتماعي، وهذا حتى في إدارة الخدمات المقدمة للطلبة، بحيث يكون ذلك تحت نظر المسؤول الذي سيقوم الطالب بدوره، وبالطبع سيسبق التجربة مرافقة الطلاب للمسؤولين، كل في موقعه، يوما كاملا، كي يتدرب على مهامه، وهذه التجربة كفيلة بتعويد الطلبة الاعتماد على أنفسهم، ويمكن الاقتداء بالتجربة بعد دراستها وتطبيق ما يناسب أولادنا منها.
خامساً: أناشد كل أسرة لديها طلاب في مراحل التعليم المختلفة أن تجعل أولادها تحت رقابة صارمة، وأن تدقق في اختياراتهم لأصدقائهم، فالصاحب كما يقال ساحب، وأن تكون هناك طيبة بين الأسرة والمدرسة، فمن المؤسف، كما قال لي أحد مديري المدارس، أن كثيرا من أولياء الأمور لا يزورون المدرسة إلا عند استدعائهم بسبب مشكلة لأولادهم، أو عندما يذهبون للشكوى من بعض المعلمين، وحتى عندما يزورون المدرسة على هذا النحو (والعهدة على الراوي) نجدهم لا يعرفون في أي صف تحديدا يدرس أولادهم!
هذا بعض من كثير أود الخوض فيه والإشارة إليه تحقيقا لمصلحة عامة، والله من وراء القصد.