م. محمد بن خواش يكتب: التعليم في الكويت .. مشكلة تحتاج إلى حل
يعاني التعليمُ في الكويت من تدهور واضح وملموس على جميع الأصعده، بسبب تفشِّي أسباب الفساد وتوغُّلها في كل أقسام المنظومة التعليمية لدينا، فمخرجات المنظومة التعليمية ضعيفة بشكل رهيب و جلي للعيان، والدليل على عجز نظامنا التعليمي الحكومي وفشله هو هروب الكويتيين منه إلى المدارس الخاصة، فقد جاء ترتيب دولة الكويت في مؤخرة الدول في الاختبارات العالمية لقياس التحصيل الدراسي للتلاميذ في الرياضيات والعلوم واللغة الإنكليزية قراءة وكتابة، وجامعاتنا لم يكن لأيٍّ منها مكانٌ في الجامعات ال500 الأعلى نجاحًا في العالم، بل تكاد تخرج من التصنيف العالمي للجامعات.
مشكلة انهيار التعليم لدينا ترتكز على ثلاث محاور، المنهج التعليمي والمعلم والتلميذ، فعندما نأتي للمرتكز الأول للمشكلة التعليمية ألا وهو المنهج التعليمي نجد بأن طغيان الطابع النظري والمناهج النظرية في المنظومات التعليمية جلي و واضح، بالإضافة إلى أن الأساليب المستخدمة في التدريس بدائية وقد عفى عليها الزمن، مما أدى إلى عدم قدرة الطالب على الأستفادة من المحتوى العلمي المقدَّم له، ويتخرج وهو ليس على درايةٍ بما يجب أن يفعله بعد التخرُّج لأنه قد حفظ نظريات تم تلقينه إياها لم يفهمها ولم يتعلم كيف يطبقها واقعياً ولا يعرف ما الهدف منها، كما أن منظومتنا التعليمية قد أهملت دور الكتب والمعامل العلمية والمكتبات، ولم تدرب الطلاب على القراءة وطريقة البحث العلمي الذي هو أساس كل منظومة تعليمية، وأيضا لاننسى المباني التعليمية المتهالكة بتصميمها المخيف الذي هو أشبه بالمعتقل، وافتقارها لوسائل الراحة والترفيه والجذب للطلبه، كل ذلك أدًّى إلى ضعف انتماء الطالب وحبه للمدرسة ولاستكمال العملية التعليمية.
نأتي إلى المرتكز الثاني وهو المعلم، فالمعلم إما أن يكون أصلاً أحد مخرجات هذه المنظومة التعليمية أو قد يكون مدرس وافد جاء من دولة هي أصلاً خارج التصنيف العالمي للتعليم، ويتعرض الطالب للعنف من قبل المدرس وكذلك من المتنمرين من الطلبة الذين لم يجدوا من يردعهم سواءً من المعلمين أو من إدارة المدرسة، وأخيراً المرتكز الثالث لمثلث أزمة التعليم في الكويت وهو التلميذ، فقد تراجع الدور التربوي والرعائي للأسرة الكويتية نظراً لتغيير ظروف الحياة وخروج الوالدين إلى العمل وانشغالهم عن ابنائهم وتخلي معظم الأسر عن واجبها في غرس حب التعلم في نفس التلميذ وتنشيط الدافعية للتعلم لديه. وفي مقابل ذلك يتنامى دور العاملات الاجنبيات في تربية الصغار ورعايتهم.
أنا هنا ألقي الضوء على الظواهر السلبية للنظام التعليمي في الكويت، علنا نجد حلول لهذه المشكلات لكي ننهض بنظامنا التعليمي الذي هو الركيزة الأولى لنهضة أي دولة، فأنا أؤمن بأن الكويت تمتلك كافة المقومات لحل أزمة التعليم من مرحلة رياض الأطفال إلى نهاية المرحلة الجامعية وفي وقت قصير جداً.
من يمعن النظر في المنظومة التربوية الكويتية، يجد انه على الرغم من الجهود الكبيرة والتوظيفات المالية الضخمة وكثرة اللجان والمؤتمرات والبحوث التي تناولت قضية التربية والتعليم في الكويت، فإن نسبة النجاح التي حققت لا تزال خجولة، نحتاج إرادة سياسية عليا تعيد لنظامنا التعليمي مجدة السابق.
المهندس محمد بن خواش
الأمين العام السابق لتجمع المهندسين الكويتي
Email: [email protected]
Twitter: @mrq8i11