عادل الإبراهيم يكتب: التعليم العالي وإحباط المتميزين!
في هذا الوقت من كل عام تنشغل الاسرة مع رغبات ابنائها في تحديد مستقبلهم العلمي سواء داخل البلاد او خارجها مع اعلانات الجهات الحكومية لجذب خريجي الثانوية العامة وما تعلنه وزارة التعليم العالي من بعثات داخلية وخارجية والشروط الواجب توافرها في المبتعث وكذلك الشروط الخاصة للبعثات المتميزة وهذا بيت القصيد.
هناك طلبات مقدمة للتعليم العالي منذ اكثر من شهر مستوفاة جميع الشروط واهمها أن تكون الجامعة متميزة ومرموقة على مستوى العالم، واستيفاء الشروط ومنها الحصول على اختبار اللغة الانجليزية ومنها الآيلتس، تلك الطلبات التي تم تقديمها دون التقيد بموعد اعلان البعثات وموثقة من الملحق الثقافي لم يتم البت فيها بإصدار القرار الى الآن بحجة اعادة ارسالها مرة اخرى للملحق الثقافي للتدقيق عليها (!) رغم تحديد مواعيد المراجعة، ولكن للاسف لكل مراجعة طلبات او اجابة غير واضحة ومبهمة وتوجيه غير سليم من مكتب إلى آخر ومن دور الى دور في مقر ادارة البعثات، وآخرها عدم وصول رد من الملحق الثقافي، اعطى لطالب البعثة المتميزة صورة سلبية وتجربة مريرة وروتينا عقيما عن الجهاز الحكومي والتعامل معه.
ولنا الحق في ان نتساءل الى متى سيستمر هذا الوضع؟ وها نحن الآن اقتربنا الى منتصف الاجازة الصيفية والطالب واسرته بانتظار القرار. ما فائدة الاجتهاد والتميز لشخص ما اذا كان وضعه يتساوى مع من اقل منه؟! اين الحرص على تقديم الاداء المتميز؟ الجهاز الحكومي في اول تجربة لطالب مع ادارة حكومية يفترض فيها ان تكون الواجهة المشرفة للاداء الحكومي لتعاملها مع قادة المستقبل؟ ولماذا يستغرق رد المكتب الثقافي وقتا طويلا للرد على طلب التعليم العالي؟ ولماذا لا تتم المحاسبة على هذا التأخير الذي يعتبر من صميم عمل الملحق الثقافي مع تقديرنا لما يقوم به من دور؟ ولكن السرعة في الانجاز مع التقيد بالانظمة واللوائح هو الذي يعطي صورة ايجابية، ولكن للاسف هذا هو الوضع ان لم تكن هناك رقابة للعمل وقبلها رقابة ذاتية من الموظف والمسؤول لتقديم افضل خدمة بحكم وظيفتهم التي هي تكليف لا تشريف.
عادل الإبراهيم