شهلا العجيلي تفوز بجائزة «القصة القصيرة العربية»
احتضن حرم الجامعة الأميركية في الكويت، وعلى مدى يومي 4 و5 ديسمبر الجاري احتفالية الدورة الثانية 2016/ 2017 لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، حيث اقيم حفل الجائزة وإعلان الفائز مساء الاثنين الماضي، بحضور رئيس الجامعة ولفيف من كتّاب القصة العرب من مختلف البلدان العربية والأجنبية، حيث فازت في المركز الأول الكابتة شهلا العجيلي.
بدأت الاحتفالية بفيلم قصير يظهر الفكرة وراء إطلاق الجائزة، بالشراكة بين الملتقى الثقافي والجامعة الأميركية في الكويت، وكذلك الهدف المرجو منها. ثم تلا ذلك كلمة لمؤسس الجائزة ورئيسها، الأديب طالب الرفاعي، أكد فيها أن «الكويت تفخر بأن تحتضن فن القصة القصيرة العربي، وتكون محطةً سنوية للقاء المبدعين العرب، كون الجائزة في مضمونها الأساس هي مشروع إبداعي ثقافي كويتي عربي عالمي.» كما أشار الرفاعي إلى أن الجائزة في دورتها الأولى حظيت بدعم ورعاية كريمتين من وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، مما كان له بالغ الأثر الطيب في إطلاق جائزة للقصة القصيرة على ساحة الجوائز العربية. وأضاف الرفاعي «أتمنى أن تؤكد الجائزة عبر احتفالية بسنتها الثانية، قدرتها على أن تكون جائزة عربية لافتة، وأنها تقدم إبداعاً عربياً يستحق كل التقدير ويكون وجها عربياً للقارئ الأجنبي وذلك عبر الترجمة» واختتم الرفاعي كلمته بتوجيه الشكر لكل من الجامعة الأميركية و مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، لدعمهما الكبير لكتاب «القصة العربية.. النشأة والحضور».
من جهته أوضح الدكتور حسن النعمي، رئيس لجنة التحكيم «أن مهمة تحكيم المجموعات القصصية تحتاج إلى تحد من نوع خاص، ذلك أن القصص داخل كل مجموعة تتباين في بنائها السردي وفي موضوعاتها. من هنا تتفاوت المستويات داخل المجموعة الواحدة مما يجعل المحكم يبذل جهداً أكبر في تقييم المجموعة بناء على المشترك بين أقاصيص المجموعة الواحدة.» كما أشار الى أن أغلب ترشيحات هذه الدورة قد جاءت من الأفراد، مقارنة بتلك التي أتت من دور النشر، وهذا، على حد تعبيره «يطرح علامة استفهام أمام الناشرين ومدى تواصلهم مع الجائزة.» وفي نهاية كلمته، أعلن النعمي عن الفائزة بجائزة الملتقى للدورة الثانية للكاتبة السورية الدكتورة شهلا العجيلي، عن مجموعتها القصصية «سرير بنت الملك» والصادرة عن دار نشر منشورات ضفاف.
بعدها بدأت مراسم تكريم الفائزين من قِبل رئيس الجامعة الأميركية الدكتور تيم سولفان، ورئيس الجائزة الأديب طالب الرفاعي، وبوجود رئيس لجنة التحكيم. وبعد تسلمها درع وشهادة الجائزة ألقت الفائزة شهلا العجيلي كلمة قالت فيها، «شكراً لأنكم قرأتم قصصي واستمعتم لحكاياتي وها أنتم تحملونها بهذا الفوز الى آلاف القراء وتحملون علاقتنا بالموجودات التي قد لا ينتبه إليها الآخرون فالقصة تحررنا من التصورات الثابتة و تضخم نظام الذكاء فينا ونظام العاطفة والشجاعة. أما عن موضوع كتابة النساء فلعل هذا الفوز ليس تأكيدا على صوتنا التاريخي فحسب بل إعلان عن تاريخ قديم ومستمر من الصياغة الفنية التي عاشت خلف الأبواب المغلقة» وفي الختام شكرت الكاتبة الجامعة الأميركية في الكويت وإدارة الجائزة ولجنة التحكيم الني آمنت بقصصها.
وضمن فعاليات الإحتفالية، أقامت الجائزة نشاطاً ثقافياً مصاحباً لاحتفاليتها في حرم الجامعة الأميركية، وذلك طوال يوم الثلاثاء الموافق 5 ديسمير، حيث كانت الجلسة الصباحية الأولى خاصة بشهادات الفائزين بالقائمة القصيرة، بينما جاءت الجلسة المسائية بعنوان «الأدب العربي والترجمة»، وشارك فيها كل من: فاروق مردم بيك، والدكتور سعيد بنكراد، وأدارها القاص محمد خضير.
عن المجموعة الفائزة: صدرت المجموعة الفائزة «سرير بنت الملك» للكاتبة شهلا العجيلي في العام 2016 عن دار نشر منشورات ضفاف، و هي من المجموعات القصصية التي تتنوع فيها الأحداث وتصل إلى المزج بين تقويض الحكاية الأسطورية، ورصد الواقع العربي الراهن. أغلب أقاصيص المجموعة يتصاعد فيها الأحدث وتتحقق في نهاياتها المفارقة، وهي مفارقة ترفع سقف الأسئلة مما يجعل نصوص المجموعة عالقة في الذهن لجدة الأفكار، وجودة البناء السردي.