18600 أسرة ثرية في الكويت
من المتوقع أن تحقق الثروات الخاصة في الكويت نمواً سنوياً مركّباً بنسبة %5.9 لتصل إلى 0.5 تريليون دولار أميركي في 2020؛ كما ومن المتوقع، خلال السنوات الخمس القادمة، أن تسجّل الثروات الخاصة التي تملكها الأسر ذات الرصيد المالي المرتفع في الكويت نمواً بمعدل %14.2.
أشار تقرير جديد نشرته مجموعة بوسطن كونسلتنغ غروب تحت عنوان «الثروة العالمية 2016: نظرة على مشهد العملاء الجديد»، إلى أن الثروات الخاصة في الكويت سترتفع إلى 0.5 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2020. وفي السنوات الخمس القادمة، سيكون نمو الثروات الخاصة في الكويت مدعوماً في المقام الأول من أسهم رأس المال (%8.5)، ثم السيولة والودائع (%4.7)، فالسندات (%2.8).
وتحدّد الدراسة السنوية السادسة عشرة من مجموعة بوسطن كونسلتنغ غروب تطوّر الثروات الخاصة على المستوى الدولي والإقليمي، مع تسليط الضوء على التوجهات الرئيسة في القطاع واستعراض تطور متطلبات العملاء – خاصة في الفئات غير التقليدية المحرومة من الخدمات مثل المستثمرين من السيدات وأبناء جيل الألفية، الذين من المستبعد أن يتم تحقيق أهدافهم الاستثمارية من خلال منهج الخدمات المعتاد، الذي يعتمد على الثروات الصافية.
وقال ماركوس ماسي، شريك ومدير إداري في قطاع الخدمات المالية في مجموعة بوسطن كونسلتنغ غروب الشرق الأوسط: «لا يزال أغلب مديري الثروات يستعين بمنهجيات التقسيم التي تعتمد بشكل أساسي على مستوى الثروات، دون اعتبار ما الذي يريد العملاء الدفع مقابل الحصول عليه. ولا تسمح هذه المنهجيات بعد الآن لمديري الثروات الاستفادة من كامل الإمكانات الموجودة في السوق».
وأضاف ماسي: «لا يزال مديرو الأصول المحليون يعتمدون على برنامج المنتجات المألوف، والذي يوفر خيارات محدودة، بينما بدأ مديرو الأصول الدوليون يصممون برامجهم حسب الشريحة المستهدفة من العملاء، مستفيدين من الفرص الرقمية المتزايدة. وهم يستعينون بالوسائل التقنية لتزويد عملائهم بالمزيد من قنوات التواصل والخدمات والاستفادة من البيانات الضخمة للتعرف إلى آراء وأفكار العملاء – ليتمكنوا من تصميم عروض أكثر ملاءمةً وشخصيّة. أما مديرو الثروات المحليون في الخليج، فقد بدأوا الآن فقط بالانتباه إلى هذه الفرصة المتاحة، والتي قد تسمح لهم بتقديم برامج مختلفة فعلاً».
وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، تشير التوقعات إلى أن الثروات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ستصل إلى 11.8 ترليون دولار اميركي، وستساهم الكويت، والمملكة العربية السعودية، والإمارات بنسبة %22.7 من هذه الثروات.
تسليط الضوء على الكويت
على مستوى توزيع الثروات، تشير التوقعات إلى أن الثروات الخاصة التي تملكها الأسر ذات الرصيد المالي الضخم في الكويت (التي تتجاوز ثرواتها 100 مليون دولار اميركي) ستشهد نمواً بنسبة %8.3 في السنوات الخمس المقبلة.
كما من المتوقع أن تنمو الثروات الخاصة التي تملكها الأسر ذات الرصيد المالي المرتفع (بين 20 و100 مليون دولار اميركي) بنسبة %14.2 بحلول عام 2020. ومن المثير للاهتمام أن هذه الفئة ستحقق أعلى مستويات النمو في السنوات الخمس المقبلة.
أما الثروات الخاصة التي تملكها الأسر ذات الرصيد المالي الأقل في الكويت (بين 1 و20 مليون دولار اميركي)، فمن المتوقع أن ترتفع بنسبة %6.3.
وأخيراً، وبالنظر إلى المستقبل، تشير التوقعات إلى أن إجمالي عدد الأسر الثرية (التي تمتلك أكثر من مليون دولار اميركي على شكل أصول صافية قابلة للاستثمار) في الكويت سيزيد لكن بشكل محدود، أي بنسبة %1.8 بحلول 2020.
كما كشفت نتائج تقرير مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب أنه في عام 2015، كانت سويسرا %30 الدولة المفضّلة لإيداع ثروات منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في الخارج، تلتها في ذلك المملكة المتحدة بنسبة %23، ثم دبي بنسبة %18.
تحت المجهر: النتائج العالمية
• تباطؤ في النمو. حققت الثروات المالية الخاصة العالمية نمواً نسبته %5.2 في عام 2015، لتصل إلى ما مجموعه 168 ترليون دولار اميركي، بحسب نتائج التقرير. وكان معدل هذا النمو أقل من معدلات النمو في العام السابق، حين ارتفعت الثروة العالمية بنسبة تتجاوز السبعة في المئة. وقد شهدت جميع المناطق، ما عدا اليابان، نمواً أبطأ مقارنة بعام 2014. وعلى نقيض السنوات السابقة، جاءت النسبة الأكبر من نمو الثروات العالمية في 2015 نتيجة تشكيل ثروات جديدة (مثل ارتفاع مدخول الأسر) بدلاً من أداء الأصول الموجودة، حيث بقي العديد من أسواق أسهم رأس المال والسندات في حالة ركود أو حتى أنها تراجعت. وبافتراض أن تستعيد أسواق الأسهم زخمها، فمن المتوقع أن تحقق الثروات الخاصة العالمية معدل نمو مركّب إجمالي بنسبة %6 على مدى السنوات الخمس المقبلة لتصل إلى 224 ترليون دولار اميركي في عام 2020. وقد شهد عدد الأسر الثرية على المستوى العالمي نمواً بنسبة %6 في عام 2015، وحققت العديد من الدول، خاصة الصين والهند، أعلى مستويات النمو.
– إدارة الثروات الخارجية. يشير التقرير إلى نمو الثروات الخاصة الموجودة في الخارج بنسبة معتدلة تبلغ %3 في العام 2015 لتصل إلى 10 ترليون دولار أميركي تقريباً. ومن العوامل الرئيسية التي أدّت إلى هذا النمو هو قيام المستثمرين بإعادة إدخال الأصول الخارجية إلى الأسواق النامية. وقد تراجعت الثروات الخارجية التي يملكها المستثمرون في أميركا الشمالية وأوروبا الشرقية واليابان، بنسبة تتجاوز %3 في العام 2015. ومن المتوقع أن يتحسن النمو السنوي للثروات الخارجية العالمية بحلول 2020، على الرغم من أنه سيكون بمعدل نمو أقل من الثروات الداخلية (%5 مقابل %6). ومن المراكز الخارجية، برزت هونج كونج وسنغافورة كالمركزين الأفضل نمواً (بحوالي %10) في 2015. ومن المتوقع أن ترتفع معدلات الثروات الخارجية في هذين المركزين بنسبة %10 تقريباً على نحو سنوي وصولاً إلى 2020، بشكل يزيد من الحصة المركّبة لهما في أصول الثروات الخارجية العالمية من %18 في 2015 إلى %23 في 2020. وحافظت سويسرا على مركزها في صدارة الترتيب كأكبر وجهة للثروات الخارجية في العام 2015، مسجلة حوالي ربع إجمالي أصول الثروات الخارجية في العالم.
– ثلاثة توجهات رئيسية. بحسب الاستبيان الدولي لمجموعة بوسطن كونسلتينج غروب، أحد الأقسام السنوية للتقرير، فقد تراجع متوسط الإيرادات وهوامش الأرباح لدى مدراء الثروات بين 2012 و2015، مما يشير إلى حاجة مدراء الثروات لاغتنام الفرص التي تنشأ من ثلاثة توجهات رئيسية غيّرت – وستواصل تغيير – القطاع، ألا وهي: تشدد اللوائح التنظيمية، والتطور الرقمي السريع، وتغير الاحتياجات في فئات العملاء التقليدية.
– فئات العملاء غير التقليدية. يقول التقرير أن اثنتان من مجموعات العملاء غير التقليدية تستحق متطلبات وأحجام استثماراتهما اهتماماً خاصاً، وهما فئة السيدات – اللواتي حققن نجاحاً كتنفيذيات في الشركات ورائدات أعمال (إضافة إلى كونهنّ المستفيدات من ثروات وتسويات قانونية) – وفئة أبناء جيل الألفية (أي الأشخاص المولودين بين عامي 1980 و2000) والذين تشهد ثرواتهم نمواً سنوياً ثابتاً. وفي العام 2015، سيطرت المرأة على حوالي %30 من الثروات الخاصة العالمية، بحصة أكبر قليلاً في الأسواق المتطورة مقارنة بالأسواق الناشئة. ومع ذلك، فقط %2 من مدراء الثروات الذين شملهم استبيان مجموعة بوسطن كونسلتينج غروب يعتبرون أن السيدات ينتمين إلى فئة عملاء خاصة – حيث يقومون بالتحقق من متطلبات استثماراتهن كاملاً وكيف يرغبن بالحصول على الخدمة – وقد قاموا بتعديل نماذج خدماتهم لتتناسب مع حاجاتهن. وعلى نحو مشابه، قال %50 من مدراء الثروات أنهم لا يملكون رؤية واضحة حول كيفية التعامل مع أبناء جيل الألفية من حيث نموذج الخدمة الذي يجب استخدامه، والمنتجات، والمنهجية المعتمدة بشكل عام.