كتاب أكاديميا

عبدالله خلف يكتب: أوزان لغوية شاذة دخلت الكويت

أوزان لغوية شاذة دخلت الكويت حديثاً لم تعرف في العربية ولا في لهجة الكويت؛ سداسية وسباعية، من الأسماء أدخلها المصريون من الألفاظ التركية..

مثال ذلك ما أدخله معلقو الرياضة، خاصة في كرة القدم، فقالوا نسبة في الأسماء: عرباوي وقدساوي وسلماوي ويرموكاوي وجهراوي، فخرجوا بذلك من قواعد النّسب العربية.. فنسبة إلى العربي «عربيّ»، والقادسية «قادسيّ»، والسالمية «سالميّ».. والجهراء فريق الجهراء وفريق الفحيحيل وفريق الصليبخات..

وليس كل المواقع الجغرافية ينتسب إليها.. أُسر كثيرة تركوا أسماء أُسرهم التي ألفها تاريخ المجتمع الكويتي وانتسبوا إلى موقع لا يُنتسب إليه.. فلا نقول «فيلجاوي» أو «فيلكاوي»، بل نقول «هذه الأسرة من فيلجه»، ولا نقول في نسب الجهراء بل نقول من الجهراء.. ومن الفنطاس ومن الفحيحيل، ولا ننسب إلى الفنيطيس ولا إلى أم الهيمان ولا إلى الشويخ. أما من اجتهد مبكراً في اسم فيلجه وجعلها من التي أدخل عليها ظاهرة الكشكشة اللغوية فهذا اجتهاد خاطئ، فلا يوجد اسم فيه ظاهرة الكشكشة من المواقع أعيد النسبة للفظ الكاف مثل ما قالوا في «فيلكا» «فيلكاوي»، الأفلاج في الجزيرة العربية كثيرة، وما في الجزيرة عندنا هو تصغير للفلجة (فليجة) مع شيء من التحريف البسيط، والافلاج مواقع رخوة رطبة ماؤها سهل المنال، أما الاجتهادات في الأصول فقد ذهبت إلى أبعاد لغوية، منها اليونانية «فيلكس» بمعنى الجزيرة البيضاء، ولفظ «فيلجة» هو لفظ قديم قبل أن تعمر مدينة الكويت ومنطقة العدان، أما إخلاء شعبها فذلك عمل جائر يخلو من التعقل ذكرته في الحديث السابق..

أسر كثيرة تركت اسماء عائلاتها المألوفة إلى فيلكاوي حديثاً، وليس كل موقع جغرافي عند العرب ينسب إليه، ولكن يقال هذا الشعب «من» هذا المكان، وهذا الفرد من هذا المكان، وأفضل من التزم بذلك المملكة العربية السعودية والعراق والكويت.

فلا ينسب في الكويت إلى كل المواقع، بل نقول من فيلجة، ومن الجهرة أو الجهراء، ومن الفنطاس، ومن الفنيطيس ومن الفحيحيل.. ومن الصليبخات، ومن هدية، ومن الظهر، ومن الأحمدي، وفي المملكة السعودية هكذا: لا نسبة إلى الرياض، فلا يقال فلان رياضي، ولا ينسب إلى الدمام، ولا إلى جدّة، بل ادخل «الجداوي» من أقام فيها، بل يقال فلان من جدة.. والحجاز لم تعد مدرسة نحوية ولغوية كما كانت في العصور الإسلامية السابقة.

ولا ينسب إلى الجبيل، بل ينسب إلى الاحساء في الاحسائي وليس الحساوي بل ينسب إلى مكة «مكي» والمدينة «مدني».

وفي العراق ينسب إلى البصرة بصري وليس «بصراوي»، وبغداد بغدادي والموصل الموصلي وليس «مصلاوي»، والحلة الحلي، والقرنة القرني.

في مصر لا ينسب إلى القاهرة، كما نسب العرب إليها قاهري، تجنبها المصريون لقلبهم القاف إلى حرف الألف لقربها من دلالة مُشينة، فيقال للقاهرة «مصر»، وكان الأدباء والكتّاب والشعراء يقولون طبع الكتاب في الفجالة بمصر، ومن الأدباء من يقول بمصر المحمية، وينسبون إلى الاسكندرية اسكندراني والصحيح اسكندري، ولا ينسب إلى المنصورة منصوري بل «من المنصورة»، وينسب إلى الإسماعيلية وأسيوط والفيوم وأسوان وطنطا.. الشعوب التي زحفت على مصر تركت الكثير من لغاتها مثل الأتراك والمماليك والفرس وغيرهم حتى اختلطت الألفاظ كما هو في سائر الشعوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock