د. أحمد الفيلكاوي يكتب: إلى من يعترض على قرارات وزير التربية في الغشّ
كانت المشاهدات والمشادات في الآونة الأخيرة، نتيجة لقرار معالي وزير التربية في الغش، شاحنة وملأى بالغضب من الطلبة وأولياء الأمور، والكثير من الإداريين وغيرهم، ممن لهم طرف في القرارات. وتابعنا ردود الأفعال التي وصلت إلى رفع أولياء أمور الطلبة، الذين حرموا من الامتحانات نتيجة للغش، قضايا تظلم في المحاكم.
دعونا ننظر الى تلك الدعاوى في المحاكم، تتبعنا رأي المحكمة المستعجلة، التي أقيمت للنظر في تلك الدعاوى للمتظلمين من حرمانهم بتأدية جميع الامتحانات، وشاهدنا الحكم الذي أصدر برفض تلك الدعاوى، وقضاؤنا نزيه ما عليه غبار بلا شك..
في إطار هذا الحكم العادل، سنأتي بدليل أنّ مع معالي وزير التربية حقّاً في الإجراءات التي اتخذها ضد الطلبة، الذين غشوا في الامتحانات، وأن المحكمة لها الحق في رفض الدعاوى. والدليل هو: نسبة النجاح في الثانوية لهذا العام، مقارنة بالسنوات السابقة، سنجد أنها فروق كبيرة، بل هائلة تكاد تكون خرافية، فبعد أن كانت في بعض السنوات الأعلى في العلمي نسبة %90.66، والديني %90.99، وأدناها في الأدبي %79.77، وفي سنوات أخرى الأعلى العلمي %91.2، والديني نسبة %88.2، وأقلها الأدبي %86.3، وأخرى أعلاها %87.26، والأدبي %86.3، وأقلها الديني %78.9، وأخرى أعلاها %80.35، والديني %75.65، وأقلها الأدبي %75.60، هذا في سنوات سابقة من 2013 إلى 2017.
أما نسبة النجاح في الثانوية لهذا العام 2017 ـــــ 2018 فهي: العلمي؛ %69.84.. والأدبي؛ %63.89.. والديني؛ %68.75! هل لاحظتم يا سادة يا كرام أن نسبة النجاح هذا العام قد انخفضت وبشكل كبير، بالطبع فهي ليست صدفة، أو حظّاً عاثراً لطلبتنا.
نعم ليست صدفة، وليس للحظ مكان، بل هو قرار معالي وزير التربية، الذي جاء في مكانه، وقضى على الغش الذي استفحل كعامل فساد في قاعات الامتحانات، فمن لا يستحق ينجح وبنسبة لمجرد أنه يبدع في الغش، وغيره من يدرس ويبذل جل طاقاته قد لا يصل إلى النسبة التي يحصل عليها هؤلاء، الذين يعتمدون على الغش، فهل هذا من العدل شيء؟!
دعونا نمعن العقل، ونبسط الضمير، فالغاضبون من قرار معالي وزير التربية، وليجلسوا مع أنفسهم جلسة حق مع ضمائرهم، فسيعلمون أن «من غشنا ليس منا»، وأن القرار جاء ليوجه أبناءهم إلى صائبة الطريق، ويعتمدون على أنفسهم، وبذل طاقاتهم في الدراسة بدل الاستهتار والاستخفاف بمستقبلهم، فالغش لن ينفعهم، وهو كالإدمان طريق لا يصل بهم إلا الى الفشل والندامة. فتحية لمعالي وزير التربية على قراره الجريء، وللمحكمة الفاضلة التي حكمت بالعدل.