فيكتور شوارتز يشرح جذور القلق التعليمي وكيفية التغلب عليه ومواجهته
يستعرض دكتور فيكتور شوارتز، أستاذ مساعد الطب النفسي في كلية الطب في جامعة نيويورك والمدير الطبي لمؤسسة Jed، جذور القلق المدرسي، وما يمكننا القيام به لمساعدة الطلاب على التعامل مع مخاوفهم.
مرحلة ما قبل المدرسة
سبب التوتر: حتى مرحلة ما قبل المدرسة، تتركز الحياة على البيت، والوجوه المألوفة. ثم تأتي المفاجأة الكبرى، حيث يُجبر الصغار على التعامل مع الأغراب من معلمين وأطفال آخرين.
كيفية المساعدة: أولا.. يجب عليك البقاء هادئا لأن القلق معدي. ثانيا.. يجب أن تقوم بإعداد طفلك من خلال ترتيب مواعيد للعب بعيداً عن المنزل بل وحتى المبيت لدى الأصدقاء وأفراد العائلة موثوق بهم. وثالثا.. أكد لأطفالك أنهم سيكونون على ما يرام، ولكن بطريقة تجعلهم يعتقدون أنك حقا واثق من ذلك.
رياض الأطفال إلى الصف الثالث
سبب التوتر: دائماً ما يدور الآتي في ذهن الطفل.. هل يمكنني أن أرتقي إلى توقعات المعلمين؟ هل سأتمكن من تعلم جداول الضرب والحساب؟ هل يمكنني إنجاز الواجبات المنزلية؟
كيفية المساعدة: تواكب هذه المرحلة بداية تعليم أطفالك عادات الدراسة الجيدة التي من شأنها أن تؤدي إلى النجاح بالمدرسة. لا تقم بعمل الواجبات المنزلية بالنيابة عنهم، ولكن ساعدهم على تفادي تكرار الأخطاء، وكيف يكون لديهم إصرار ومثابرة.
الصف الرابع إلى السادس
سبب التوتر: يتركز الواجب المدرسي في هذه المرحلة على مشاريع طويلة الأجل.
كيفية المساعدة: قبل بدء العام الدراسي، عليك بالتخطيط لأنشطة تؤكد على المثابرة والتنظيم، مثل القيام بعمل نماذج طائرات وسفن وقطارات. كما يساعد تعلم العزف على آلة موسيقية في تعلم كيفية الانتقال من الإحباط على المدى القصير إلى تحقيق نجاحات طويلة الأجل. أيضاً فإن ألعاب الفيديو تساعد الأطفال على تعلم الإصرار على بلوغ المرحلة التالية.
المرحلة الإعدادية
سبب التوتر: إنها المرحلة التي تشهد بداية مشاعر الرومانسية والبلوغ لدى الأطفال، بالتزامن مع تكون الأفكار حول المرحلة الجامعية والنجاح في المستقبل.
كيفية المساعدة: يجب أن تساعد الأبناء في العثور على مجموعة من الأنشطة الممتعة خارج المدرسة، والتي تمكنهم من العثور على النجاح وتكوين الصداقات، مثل الإشتراك في الفرق الرياضية، أو فرق التمثيل على سبيل المثال. ولا تكذب أو تبالغ حين تسرد لهم بطولاتك أثناء المرحلة الإعدادية، وإلا سيتوقفون عن تصديق أي قصص مستقبلية تسردها لهم.
المرحلة الثانوية
سبب التوتر: يتعرض طلاب هذه المرحلة لضغوط شديدة منها الهرمونات المستعرة التي تغذي المواقف العاطفية والجنسية المشحونة لديهم، وكذلك المخاوف بشأن مستقبلهم، مثل الجامعات والوظائف والزواج، وكذلك من ضغوط الكبار عليهم لتحقيق النجاح. وإن هذه المرحلة العمرية عادة ما تشهد ظهور الاكتئاب والقلق والإضطرابات النفسية والوساوس.
كيفية المساعدة: حاول العثور على الوقت المناسب أثناء العشاء مع الأسرة، أو خلال الأجازات، أو أثناء قيادة السيارة مثلا لتوضيح تعريف واضح للنجاح من وجهة نظرك، مع أهمية ألا يكون تعريفاً هامشياً. كما يجب أن تحاول ألا تقلق بشأن نفس الأشياء التي يعاني منها أبناؤك.
المرحلة الجامعية
سبب التوتر: في هذه المرحلة، يبرز من جديد قلق الانفصال عن الأسرة. فبعض الطلاب قد يستعدون للانتقال للعيش بعيدا عن المنزل، ربما للمرة الأولى في حياتهم. كما يساور طلاب الجامعات الجدد القلق بشأن الإندماج في عالم إجتماعي جديد، أو الفشل الأكاديمي. كما أن المخاوف المالية، الخاصة بمصروفات الدراسة، قد تؤرق نومهم أيضاً، خاصة إذا كانوا مسؤولين عن توفيرها.
كيفية المساعدة: قبل مغادرتهم المنزل، يجب أن تدربهم على كيفية القيام بغسل ملابسهم، وطهي طعامهم، والتعامل مع بطاقات الإئتمان، وكيفية طلب المساعدة عندما يحتاجون إليها. وتحدث معهم حول التوازن بين الحياة والعمل، والتي سيكون عليهم التنقل بينهما طوال حياتهم. وتناقش معهم بشأن الأمور العملية مثل الخيارات الغذائية، وساعات النوم المناسبة، وكيف أن المخدرات والكحوليات لا تحل أبداً المشاكل وإنما تتسبب فيها.
متى تحتاج للحصول على مساعدة متخصصة؟
إن معظم القلق لدى الأطفال من العودة إلى المدرسة أمر طبيعي ويمكن التحكم فيه. ولكن في بعض الأحيان تصل المخاوف – لك ولأطفالك – إلى مستوى خارج نطاق السيطرة. ويتحتم عليك طلب المساعدة من المتخصصين في الحالات التالية:
بلوغ القلق مستويات أكثر حدة من المعتاد واستمراره مع مرور الوقت.
تأثير القلق بشكل سلبي على الطعام والنوم.
عدم جدوى الأنشطة التي من المفترض أن تقلل الشعور بالقلق.
المصدر:
نيويورك