كتاب أكاديميا

هاشمية الهاشمي تكتب: القدس … زهرة المدائن

 

القدس بلا شك قضية المسلمين الأولى ، وعاش في كنفها الأنبياء والرسل : كالنبي إسماعيل ويعقوب وإسحاق عليهم السلام ، وكان الوحي ينزل عليهم إبان ” الحكم العربي الإسلامي ” وقد حظيت خلاله المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية بتقدير تام ، وتعامل هذا الحكم مع المصلين في الأماكن المقدسة بكل إحترام …

وقد ذكرت المصادر التاريخية بأن الرسول أخبر أهل القدس بأنهم مجاهدون إلى يوم القيامة ..

أما اليوم فهي مهددة ، فقد إحتل اليهود في عام 1948م الجزء الغربي منها ، وفي عام 1967م أكملوا السيطرة عليها ..

إن أهل فلسطين يعيشون في قلق دائم إثر سماع صوت رصاص الغدر بإستمرار فهم في خطر دائم ، أعراضهم تنتهك وأبناؤهم يقتلون وتترمل نساؤهم وتسرق بيوتهم وتمنع عنهم الكهرباء والماء والعلاج والمؤون ، ونحن نقف مكتوفي الأيدي إثر هذه المجازر اليومية .. فإلى متى يا أمة الإسلام !

نحن لا نقبل بأن يسيطر اليهود والصهاينة على مساجدنا ومعتقداتنا الدينية السمحاء

فالقدس تواجه اليوم خطر ” التهويد ” فقد حاول اليهود تهويدها وإزالة معالمها الإسلامية وطرد العرب المسلمين منها وإنتهاك قدسيتها وحرمتها بدعوى البحث عن الهيكل المزعوم للنبي سليمان عليه السلام ، فمن أخطر الأمور محاولة اليهود محو الملامح الإسلامية العربية لمدينة القدس ، وطرد سكانها الأصليين وتكثيف المستوطنين اليهود ، ويقيم اليهود المهرجانات والإحتفالات بما يزعم ” القدس عاصمة لليهود ” وقد إتخذ الكنيست الإسرائيلي في يوليو قرارا بإعتبار مدينتي القدس الشرقية والقدس الغربية ” عاصمة موحدة وأبدية لدولة إسرائيل ” ثم أعيد الإصرار على ذلك في العاشر من مايو 1994م .

وتهويد القدس هو إنتهاك لحقوق المدنيين الفلسطينيين وإنتهاك لقرارات مجلس الأمن الذي صدر مؤخرا بقرار (2334) يحرم التطهير العرقي المنتهج في القدس حيث يحاول اليهود عزل القدس وطرد سكانها المسلمين تدريجيا ، فتفقد بذلك المدينة المقدسة أهم أرصدتها التاريخية والحضارية ، وقد قام اليهود مؤخرا بعمل ” ماكيت مجسم ” للمشروع اليهودي بالقدس بعد محاولة إزالة ” قبة الصخرة المشرفة ” لا قدر الله ..

فقد خرج الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية والمدن التي تحيط بهما بإنتفاضة غاضبة رفضا للإجراءات القمعية والتعسفية التي يتخذها اليهود والصهاينة بين فترة وأخرى ضد الشعب الفلسطيني وكانت الأخيرة وضع بوابات إلكترونية وجسور حديدية وكاميرات مراقبة حول المسجد الأقصى مما تسبب في إستفزاز الفلسطينيين كنوع من السيطرة والهيمنة والمضايقات المتكررة ..

فعزيمة الشعب الفلسطيني وإصراره كان سببا لتخويفهم بإزالة كل الإجراءات الأمنية المستحدثة في الحرم القدسي ..

هكذا شعب فلسطين يجاهدون بدمائهم مرفوعي الهامة دوما .. فكل الإعجاب والفخر بالشعب الفلسطيني الأبي الذي خرج منددا برفع الشعارات والعبارات ليرعب اليهود بأسلحتهم ومدرعاتهم وحافلاتهم الثقيلة .. فحملوا بواباتهم الإلكترونية متراجعين متخاذلين بعدما فقد الشعب الفلسطيني أعدادا من أبنائهم وجرح الكثيرون منهم ..

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية قد أصدرت قرارا بإغلاق جميع المساجد في أحياء القدس والبلدان القريبة والتوجه للصلاة أمام بوابات القدس الإلكترونية إحتجاجا لإقامة مثل هذه البوابات ..

فقد قاوم المقدسيون وإخوانهم من البلدات المجاورة الإحتلال فاعتكفوا في الباحات وأقاموا الصلاة بالقرب من الحواجز والبوابات الإلكترونية رفضا لعنجهية وحقد اليهود وكثرة جرائمهم بحق المقدسيين ، فقد أصاب رصاص الغدر أعدادا من الشباب وجرح آخرون فخلقت لتلك الإنتفاضة المباركة خوفا ورعبا في قلوب الصهاينة ، فكان التنديد في جميع دول العالم ، فقد نظمت بعض اللجان والجمع الإسلامي خطابات تستنكر جرائم الإحتلال .

ويتابع مجلس الجامعة العربية مايحدث في فلسطين من إنتهاكات إسرائيلية ضد القدس والمسجد الأقصى كما أنها دعت مجلس الأمن لمسؤوليته في حفظ الأمن وتطبيق قراراته ذات الصلة في القدس الشريف وإلزام إسرائيل ” المحتلة ” بوقف الإعتداءات المتواصلة على القدس الشرقية والمسجد الأقصى ، وقد عبر الأمين العام للأمم المتحدة بأن الإشتباكات عنيفة جدا في محيط القدس ..

أكتشف مؤخرا بأن سلطات الإحتلال الإسرائيلي قامت بسرقة وثائق عقارية بأملاك وأراضي القدس المحتلة وذلك أثناء إغلاق المسجد أمام المصلين لمدة ثلاثة أيام ويقصد بذلك إتلاف ومصادرة كل ما يختص بشرعية التملك للأوقاف الإسلامية في القدس ، وحصر جميع المفقودات من الوثائق المسروقة التي من شأنهم تزويرها لصالح الكيان الصهيوني في الوقت الذي ما زال الشارع الفلسطيني يحتفل بإنتصاره رغم سقوط قتلى وجرحى ..  

ففرحة الإنتصار على الكيان الصهيوني المحتل بمثابة عيد من الأعياد ، وظن اليهود بأفعالهم تلك بأنهم منتصرون ، إلا أن العكس كان صحيحا ..

لذا صرحت الخارجية الفلسطينية : بأن معركة الأقصى والقدس مستمرة ولن تنتهي إلا بزوال الإحتلال الإسرائيلي .

أين المسلمون اليوم أمام مزاعم اليهود تلك ، لم لا تسترد المدينة المقدسة ونعمل على وقف المخططات اليهودية التي تهدف الى إنتزاع القدس من جسدها العربي الإسلامي .. وبيت المقدس هي الأرض التي جعلها الله لعباده الصالحين كما جاء في سورة الأنبياء / آية : 105

” ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ”

    صدق الله العظيم

 

 

بقلم : هاشمية الهاشمي

[email protected]

@H_ALHASHEMMI

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock