داعًا للأرض ومرحبًا بالسماء.. ماذا يحمل المستقبل لنا في عالم النقل والمواصلات؟
يدفع الطلب المتزايد على وسائل نقل بديلة في المدن المزدحمة رواد الأعمال في جميع أنحاء العالم إلى تطوير الكيفية التي يتنقل بها البشر في حياتهم اليومية؛ للحد من الازدحام المروري الذي تختنق به المدن الكبيرة في ساعات الذروة. تتناول السطور التالية أحدث وسائل النقل التي يعكف المطورون وشركات الإنتاج على تصميمها، والتي من شأن بعضها أن يحدث ثورة في عالم النقل، ويغير الطريقة التي يتنقل بها الناس بشكل جذريٍّ.
سيارات مُحلّقة تحد من الزحام المروري
تتنافس الآن كبرى الشركات حول العالم فيما بينها؛ للخروج بأول ‹‹سيارة مُحلّقة›› مُتاحة تجاريًا للعامة. تختلف تصاميم كل منها اختلافًا كبيرًا، لكنها تتفق في الاتجاه نحو التحليق عاليًا، بعيدًا عن نمط القيادة التقليدية على الطرق البرية. قد تظل الفكرة في مهد التطوير، لكنها تتحرك بعزم مدفوعة بالتقدم التكنولوجي المتواصل.
وقد صرَّح ‹‹لاري بيدج Larry Page›› الشريك المؤسس في شركة ‹‹جوجل››، أن الشركة قد ضخت استثمارًا قدره نحو 100 مليون دولار في مبادرة جديدة، تعمل على تطوير تكنولوجيا خاصة بالسيارات الطائرة، أطلقت عليها ‹‹زي إيرو Zee.Aero››. تستثمر الشركة كذلك في خطة أخرى، تتعلق بالسيارات الطائرة التي تُدعى ‹‹كيتي هوك Kitty Hawk››. لم يُكشف بعد عن التاريخ الذي ستُعرض فيه هذه السيارات للعامة، لكن العمل يجري حاليًا على النماذج الأولية.
كما تُخطط شركة ‹‹أوبر Uber›› التي أعادت تعريف فكرة العمالة المرنة، وتربعت على عرش صناعة سيارات الأجرة الأمريكية في أقل من عقدٍ من الزمان، لإنشاء شبكة من السيارات الطائرة تُدعى ‹‹إليفيت Elevate››، تُقلع وتهبط عموديًا وتعمل بنظام كهربائي بالكامل في غضون عشر سنوات.
في السياق ذاته، تهدف مبادرة أخرى تُدعى ‹‹تيرافوجيا Terrafugia››، إلى عرض أول مركبة مُحلّقة لها تحمل اسم ‹‹TF-X›› بحلول عام 2025، تتمكن من الإقلاع والطيران والهبوط ذاتيًا.
خطوط حديد مُعلقة قد تستبدل خطوط المترو
قد نشهد في المستقبل خطوط سكك حديدية أحادية، تُساهم في تحسين التنقلات اليومية كثيرًا. تتكون من سياج واحد من القضبان، مُثبت لأعلى والقطار مُعلق به من أسفل. يُعد نظام ‹‹سكاي تران SkyTran›› مثالًا واعدًا على هذه الفكرة الطموحة؛ إذ يتشكل من مجموعة قاطرات تُشبه الكبسولات الصغيرة، تتحرك على قضبان مُعلقة على ارتفاع 20 قدم.
يتميز النظام بالكفاءة المرتفعة، وسرعته العالية التي يمكنها الوصول إلى 155 ميلًا في الساعة؛ ما يجعله قادرًا على تحويل رحلة مدتها ساعتان بالسيارة إلى عشر دقائق، حسبما صرَّح ‹‹جيري ساندرز Jerry Sanders›› الرئيس التنفيذي للشركة.
أضاف ساندرز أيضًا أن مسارات ومحطات ‹‹سكاي تران›› صغيرة بما يكفي؛ لبنائها في أي مكان تقريبًا بما في ذلك داخل مباني المكاتب والمطارات، وقد أعلنت الشركة عزمها إطلاق أول مسار لها من خطوط القطارات الأحادية، في ‹‹لاغوس- نيجيريا›› بحلول عام 2020، كما تخطط لجلب النظام إلى بلدان أخرى قريبًا.
طائرات ركاب بدون طيار
تبعد كل من تسلا، وجوجل، وأوبر وغيرها من الشركات حوالي ثلاث إلى خمس سنوات، من بداية التسويق لطائرات ركاب ذاتية القيادة لا تتطلب الرقابة البشرية. تعتمد على خوارزميات التعلم الآلي، وأجهزة الاستشعار، وأنظمة السلامة في خدمة وظيفتها.
تُقدم الطائرات خدماتها كطائرات أجرة Taxi أو خدمة مشاركة الركوب Ride Sharing. يمكن للعميل الحجز عبر تحميل تطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بالخدمة، مثل التي توفرها شركات ‹‹أوبر›› و‹‹لفت Lyft›› لتصله الطائرة، التي سوف تُحلق إلى نقطة اللقاء التي يحددها وتهبط لالتقاطه، من ثم تُقلع به عموديًا وتطير إلى العنوان المطلوب.
تلقت شركة ‹‹إهانغ EHang›› الصينية في (يونيو-حزيران) عام 2016، ترخيصًا لاختبار أول طائرة بدون طيار للركاب في العالم. يمكنها التحليق إلى ارتفاع 11500 قدم، بسرعة تبلغ 63 ميلًا في الساعة، لكن لمدة 23 دقيقة فقط. يُمثل عمر البطارية أكبر عقبة أمام صانعي هذه الطائرات حاليًا؛ آملين في حدوث اختراق علمي في تكنولوجيا البطاريات، يضمن زيادة عمر البطارية وبالتالي مدة الطيران.
طائرات كهربائية صديقة للبيئة
على غرار السيارات الكهربائية، الطائرات الكهربائية أيضًا في طريقها لأن تصبح واقعًا. أعلنت وكالة ‹‹ناسا›› مؤخرًا قيامها بتطوير ‹‹سلسلة طائرات إكس X-plane Series››، طائرات مستقبلية كهربائية بالكامل يحمل النموذج الأولي منها ‹‹X-57›› لقب ‹‹ماكسويل››.
من المتوقع أن تُزود الطائرة بـ 14 محركًا كهربائيًا، وتتميز بتصميم أجنحة حديث،كما تعمل ‹‹ناسا›› جنبًا إلى جنب مع كبار مُصنعي الطائرات، على تطوير أنظمة الدفع الكهربائي الخاصة بها. ستُساعد هذه الطائرات كثيرًا في تقليص انبعاثات الكربون؛ الأمر الذي يحد من ظاهرة الاحتباس الحراري المُتفاقمة، فضلًا عن خفض التلوث الضوضائي الذي تسببه الطائرات العادية.
يمكن لطائرة ‹‹X-57›› التجريبية، أن تكون جاهزة للطيران في أقرب وقتٍ هذا العام. أعلنت ناسا›› كذلك احتمالية إنتاج طائرة ركاب تجارية، ذات نظام دفع كهربائي بالكامل بحلول عام 2035.
صواريخ تُمهد لاستيطان كواكب أخرى
تُكلف المهمات الفضائية التي تُستخدم الصواريخ في إطلاقها وكالة ‹‹ناسا›› مئات الملايين من الدولارات، الأمر الذي جعلها تتجه منذ عام 2011 إلى القطاع الخاص؛ لمساعدتها في شحن الإمدادات الضرورية من وإلى محطة الفضاء الدولية بتكلفةٍ أوفر.
تصميم صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، هو حجر الزاوية في جعل السفر إلى الفضاء أقل تكلفة وأكثر يُسرًا. إذا أمكن استخدام صاروخ أكثر من مرة في أداء عدة مهام؛ تنخفض بذلك تكلفة الرحلة الفضائية انخفاضًا كبيرًا.
تتصدر شركتا ‹‹سبيس إكس Spacex›› و ‹‹بلو أوريجن Blue Origin›› ريادة الجهود التي تعمل على صناعة صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام. حقق ‹‹إيلون ماسك Elon Musk›› المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ‹‹سبيس إكس››، تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال عبر تطوير صواريخ يُعاد استخدامها، تصل إلى مسافات أبعد وبنحوٍ أسرع بكثير من الصواريخ التي تنتجها ‹‹بلو أوريجن››.
الصدر: ساسة بوست