بيان الوسط الديمقراطي في كلية العلوم الإجتماعية في #ذكري_الغزو_العراقي_الغاشم
(قالوا لنا ما فات قد مات والصفح من شيم الأباة قلنا سنصفح أنما أعيدوا لقتلانا الحياة )
تمر علينا بعد ساعات ذكرى الغزو العراقي الغاشم , حيث استباح الجار العربي الشقيق كويتنا الحبيبة في ليل أظلم وفي خميس أسود حيث كان سكان الكويت يرقدون بسلام , معتقدين أن الجار سيراعي حرمة الجار وهذا ما لم يكن.
جاء الغزو العراقي للكويت ليوحد صفوف الكويتيين مجدداً بعد خلافات حادة و أنقسامات عديدة على الصعيد السياسي والاجتماعي , ليؤكد أبناء الكويت في حينها ان الأختلافات لن تطغى على حب الوطن وأن الأجساد والأرواح رهن إشارة للكويت متى ما استدعت الظروف .
لقد سطر أبناء الكويت أروع الملاحم بحب الوطن وكتبوها بدمائهم وعلى قماش أكفانهم , وأختلط دمهم على اختلاف مذاهبهم وبيئاتهم الإجتماعية ليصب ببحر هذا الوطن المعطاء معلنين أن الموت ليس إلا أقل القليل فداءا للكويت.
ما يحزننا أن كل ما ذهبوا من أجله شهداءنا الأبرار من قيم عليا بدأ يضمحل الآن , وكل ما حاربوا من أجله لعزة الكويت واستقلالها وتكاتف أبناءها بدأنا نضيعه بطائفية قذرة وقبلية نتنة وعنصرية مخزية , فأصبح الأصل ولقب العائلة هو أساس التقييم والمذهب هو ما يحدد التعامل , وإن حرية الكويت وأبناءها وعزتهم وكرامتهم بدأ أبناء الكويت أنفسهم بتهديدها بكونهم شتاتاً لا يقبلون إختلافات بعضهم البعض بل زادوا عليها برغبتهم بإلغاء كل طرف لغيره.
إن غياب دستور ١٩٦٢ كان أحد الأسباب التي أدت إلى تحول ٢-٨-١٩٩٠ إلى يوم أسود في تاريخ الكويت , وإن عزة وكرامة الكويت وأبناءها لن تكون إلا بألتفافهم حول هذه الوثيقة التي تكفل لهم حرياتهم و حقوقهم حيث أكد في موادة أن السيادة للأمة , وأن أبناء الكويت متساوون في الكرامة الإنسانية لا فرق بينهم بسبب الأصل أو اللغة أو الجنس أو الدين وهو ما أكده أبطال الكويت في محنة الغزو الغاشم .
إن هذا الوطن يسع الجميع بأختلاف إنتمائاتنا , ولا يكتمل جماله إلا باختلاف الوان الطيف فيه , فلنسع لأن تستمر صورة الكويت جميلة رائعة مضيئة من خلال السير على ما أراده شهداءنا الأبرار أن نسير عليه .. العزة للكويت .. والمجد لشهداءنا الأبرار.