المكاتب الثقافية .. إجراءات دقيقة ومتابعة صارمة لطلبة وجامعات البعثات الخارجية
الشايع :تواصل مع الطلبة والمؤسسات التعليمية للتأكد من جودتها
استكمالا لما نشرته «الأنباء» الأسبوع الماضي حول دقة وصرامة إجراءات الابتعاث للخارج في المؤسسات التعليمية العليا بجامعة الكويت او الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ودور ذلك في مواجهة ما يعرف بقضية «الشهادات المزورة» او «الوهمية» والتي طغت على الساحة بحدة خلال الفترة الاخيرة، واحدثت حالة من الشد والجذب في مختلف الاوساط، قال عدد من الاكاديميين ان اجراءات الابتعاث في الجامعة و«التطبيقي» لا تدع مجالا للتلاعب او التزوير، حيث الهدف الأبعد من إثارة القضية بهذا الشكل قد يكون لزعزعة الثقة في مخرجات بعض المؤسسات من الكوادر العلمية والمهنية.
وأوضحوا لـ«الانباء» ان اجراءات الابتعاث تلزم الطالب بأن يكون طوال فترة ابتعاثه تحت اشراف المكتب الثقافي الذي يقوم بزيارات ميدانية بين فترة واخرى للجامعات التي يبتعث اليها الطلبة الكويتيون والتواصل المباشر بين المشرف والجامعة حيث يخصص المكتب الثقافي مشرفا لمبتعثي الجامعة «والتطبيقي» ليتسنى له متابعتهم بشكل دقيق وتوفير الأوراق الرسمية والضمانات التي يحتاج إليها المبتعث، وكذلك يقوم المكتب بمتابعة وضع الجامعة وتقييمها بما يتفق مع المعايير المعتمدة، ولا تنتهي العلاقة بين المبتعث والمكتب الثقافي الا بانتهاء مدة البعثة.
وفي هذا السياق، أكد الملحق الثقافي السابق في جمهورية مصر العربية د.شايع الشايع ان الملحقيات الثقافية هي المسؤولة عن أوضاع الطلبة المبتعثين من قبل وزارة التعليم العالي في الخارج سواء كانوا مبتعثين من المؤسسات التعليمية او الجهات الحكومية الاخرى، لافتا الى ان الفترة التي كان يعمل خلالها في المكتب الثقافي حدثت مشكلات عديدة في مصر أثرت على الطلبة حيث قام المكتب بالتدخل واستقبال جميع الطلبة الكويتيين سواء المبتعثون او الدارسون على نفقتهم للتصديق على الشهادات وحل مشكلاتهم. وأضاف الشايع في تصريح خاص لـ «الأنباء» ان المكاتب الثقافية تقوم بعدة أدوار، منها التنسيق مع وزارات التعليم العالي والمؤسسات التعليمية لتسجيل الطلبة الجدد بحيث يتم توزيع الطلبة على الجامعات بالتساوي حسب التخصصات حتى لا يكون التركيز على جامعة واحدة ولكي تتنوع مصادر الخبرات، مشيرا الى انه بعد ذلك يتم إعلان اسماء الطلبة المقبولين في الصحف ووسائل الاعلام المحلية الكويتية وبناء عليها يقوم الطالب بمراجعة ادارة الوافدين باوراقه الأصلية بعد التنسيق مع المكتب الثقافي، وانه بعد قبول الطالب يذهب للجامعة ويدفع الرسوم ليحصل على شهادة القيد من الجامعة ليقوم المكتب الثقافي باعتمادها وبعدها يراجع وزارة التعليم العالي بالكويت.
سلامة الإجراءات
واشار الى انه بعد انتهاء البعثة يقوم المكتب الثقافي بمراسلة الجامعة للتأكد من قيام المبتعث بإنهاء جميع متطلبات التخرج وذلك عن طريق ارسال تقرير نهائي مع كشف الدرجات وشهادات الطالب بظرف مختوم يرسل مباشرة من قبل شؤون الطلبة بالجامعة الى المكتب الثقافي ليتم اعتماد الاوراق الاصلية ووضع التوصيات من قبل المكتب الثقافي ليرسلها الي ادارة البعثات في الجهة العلمية وتشمل تاريخ التخرج، التخصص العام والدقيق، الدرجة العلمية وغيرها والتي تقوم باجراءات اعتمادها واصدار القرارات المناسبة على ضوئها، كما ان المكتب الثقافي بالتعاون مع جهة الابتعاث يملك السلطة لإيقاف او تعليق الابتعاث في اي وقت.
استياء أكاديمي
وهنا لا بد من الاشارة الى ان المبتعث لا يملك الا تنفيذ قرارات ادارة الجامعة و«التطبيقي» او قرارات الملحقية الثقافية وهو ما يتعارض مع فكرة وجود جامعات وهمية أو شهادات مزورة.
وقد لمست «الأنباء» وجود استياء بين مجموعة من الأكاديميين بجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب من تلك القضية والمنحى الخطير الذي قد يخلق حالة من الذعر وعدم الاستقرار بين الاساتذة والاداريين والطلبة، وانه لا يوجد ما يسمى شهادات وهمية لجامعات تم اعتمادها من قبل ادارات وجهات رسمية وبناء على ذلك تم ابتعاث الطلبة إليها.
أسئلة مشروعة
في ظل تلك الضبابية في التعامل مع قضية «الشهادات المزورة» وتبادل الاتهامات بين الجهات المختلفة، يبقى دور ادارة البعثات ولجان الابتعاث والمحلقيات الثقافية بحاجة الى قرارات جديدة لتفادي تكرار مثل تلك المشكلات
وما يترتب عليها من أضرار تلحق بالمبتعث والمال العام. وفي ظل هذه الاوضاع يبقى التساؤل الأهم: هل يستطيع المبتعث من قبل جامعة الكويت او «التطبيقي» التمتع ببعثة دراسية لجامعة «وهمية» غير معتمدة من وزارة التعليم العالي وغير مستوفية لإجراءات الابتعاث؟توزيع الطلبة على عدة جامعات لتنويع مصادر الخبرات العلمية
المصدر: الانباء