بدر المطيري: ممنوع إنشاء اتحادات للوافدين في عمّان وطلبتنا من أكثر الجاليات إقبالاً على الدراسة في الأردن
- الملحق الثقافي الكويتي في عمّان أعرب عن تطلعه لإعتماد برامج وتخصصات جديدة في الجامعات
- هناك جامعات أردنية تم إيقاف التسجيل فيها… وليس إلغاء الاعتراف بها
- الطالبات الكويتيات أنفسهن لا يرغبن المعيشة في سكن خاص وليس رفضاً منا
- المكاتب الثقافية الخارجية أداة تراقب من خلالها «التعليم العالي» مسيرة الطالب الأكاديمية والمعيشية
- طلبتنا يلتحقون في مؤسسات تعليم عالٍ مُوصى بها من الجهات المُختصة في الكويت ما يؤهلهم للمنافسة في سوق العمل
- المكتب الثقافي حقق طوال مسيرته الكثير من الإنجازات التي تعزز العلاقات الأكاديمية والثقافية والاجتماعية بين الكويت والأردن
- لا يوجد ما يمنع أي دارس من أن يصبح طالب بعثة إذا حقق كافة الشروط المطلوبة
- أدعو الدارسين الكويتيين في الأردن إلى أن يكونوا على قدر التحدي ويتذكروا أن التنمية في بلدنا لا تحتاج إلى شخص مؤهل فقط
فيما أكد الملحق الثقافي الكويتي في الأردن بدر المطيري أن الطلبة الكويتيين من أكثر الجاليات العربية إقبالاً على الدراسة في الأردن حيث يبلغ عددهم ما يقارب أربعة آلاف طالب وطالبة، أعرب عن تطلعه لزيادة هذا العدد من خلال اعتماد عدد من البرامج والتخصصات الجديدة التي تسهم في استقطاب المزيد من الطلبة الجدد.
وكشف المطيري أن إلغاء اتحاد طلبة الكويت في الأردن جاء بتوصية من الاتحاد الأم في الكويت استجابت لها السلطات الأردنية، مؤكداً صعوبة عودة الاتحاد الآن لأن القوانين المعمول بها في الأردن لا تسمح بإنشاء اتحادات للطلبة الوافدين. ونوه إلى ان طلبة البعثات يمكنهم الالتحاق في عدد من التخصصات الطبية والعلمية والإنسانية التي تحددها اللجنة العليا للبعثات في وزارة التعليم العالي الكويتية، أما الطلبة المبتعثون من غير الوزارة، فإن التخصصات التي يلتحقون فيها أكثر تنوعاً لأنها تخضع لخطة الوزارة في ما يخص طلبة ديوان الخدمة المدنية.
ولفت الملحق الثقافي في الأردن إلى أن التحويل للبعثات من اختصاص وزارة التعليم العالي الكويتية ولا يوجد ما يمنع أي طالب من أن يصبح طالب بعثة إذا حقق جميع الشروط المطلوبة ومن أهمها أن تكون دراسته في تخصص مدرج ضمن قائمة التخصصات التي تبعث إليها الوزارة.
وعن سكن الطالبات الكويتيات في الأردن قال إن البعض طالب بتوفير سكن لهن، والمكتب لم يكن يعارض، لكننا تأكدنا بعد إجراء استطلاع بين هؤلاء الطالبات من عدم رغبتهن في توفير مثل هذا السكن.
• ما التخصصات والجامعات المتاحة للمبتعثين الكويتيين؟
– يجب أن نميز بين الطلبة المبتعثين على نفقة وزارة التعليم العالي، والطلبة المبتعثين عن طريق ديوان الخدمة المدنية والجهات الأخرى كجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
وفي ما يخص الطلبة المبتعثين على نفقة وزارة التعليم العالي هناك خطة سنوية تقرها وزارة التعليم العالي الكويتية سنوياً، ويتم في هذه الخطة تحديد التخصصات والجامعات التي يُسمح للطلبة بالالتحاق بها، وقياساً على السنوات السابقة فإن طلبة البعثات يمكنهم الالتحاق في عدد من التخصصات الطبية والعلمية والإنسانية التي تحددها اللجنة العليا للبعثات في وزارة التعليم العالي الكويتية.
أما الطلبة المبتعثون من غير الوزارة، فإن التخصصات التي يلتحقون فيها أكثر تنوعاً لأنها تخضع لخطة وزاراتهم في ما يخص طلبة ديوان الخدمة المدنية، بينما تتحكم حاجة الأقسام الأكاديمية بتخصصات الطلبة المبتعثين على نفقة جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
• ما الدور الذي يقوم به المكتب الثقافي في الأردن؟ وهل هناك إقبال للطلبة الكويتيين في الدراسة في الأردن؟
– المكاتب الثقافية الخارجية وجدت لتكون أداة تراقب من خلالها وزارة التعليم العالي الكويتية مسيرة الطالب الأكاديمية والمعيشية، وهناك إطار عام لهذا العمل يكاد يكون عنواناً رئيساً للدور الذي يؤديه المكتب، ويتمثل ذلك بتوجيه جميع من يعمل في المكتب لتحقيق هدف (التكامل والتواصل المستمر)، حيث نتكامل في عملنا مع وزارة التعليم العالي الكويتية، ونتواصل باستمرار مع الطلبة لجعل مسيرتهم وإقامتهم في الأردن غنية بكل ما هو جديد ومفيد.
أما عن إقبال الطلبة للدراسة في الأردن، فيمكنني القول وبكل ثقة إن الطلبة الكويتيين من أكثر الجاليات العربية إقبالاً على الدراسة في الأردن، ويبلغ عددهم ما يقارب أربعة آلاف طالب وطالبة، ونسعى لزيادة هذا العدد من خلال اعتماد عدد من البرامج والتخصصات التي تساهم في استقطاب طلبة جدد.
• هل تؤيد رفع قيمة المكافأة الممنوحة للطلاب المبتعثين؟
– اعتماداً على خبرتي العملية في وزارة التعليم العالي فإنها تقّيم بشكل دوري حاجات الطلبة المبتعثين، وتسعى من خلال التعاون مع المكاتب الثقافية بإعداد دراسات تساهم في تحديد الحاجات الفعلية للطالب المبتعث، وبما يساهم في تحقيق الأمان المعيشي في البلد الذي يُبتعث إليه، وفيما يخص طلبة الأردن فقد ساهمت الإدارات السابقة في زيادة المخصص الشهري لطلبة البعثات أكثر من مرة، وإذا ما تبين لنا إنها غير كافية فسنسعى لتقديم المقترحات والدراسات اللازمة لذلك.
• هل أنتم راضون عن أوضاع الدارسين الكويتيين في الأردن؟
– أنا شخص مسؤول ومؤتمن على طلبتنا الدارسين في الأردن، وشعوري بالرضا ما هو إلا انعكاس لشعور الطلبة أنفسهم، ولولا وجود الرضا لما شهدنا هذا الإقبال الشديد على الدراسة في الأردن، فطلبتنا نكن لهم كل الاحترام والتقدير من جميع فئات الشعب الأردني.
الجانب الآخر من راحة الضمير التي نشعر بها نابع من مسؤوليتنا الشخصية تجاه الكويت، وأود أن تكون على ثقة تامة بأن طلبتنا يلتحقون في مؤسسات تعليم عالٍ موصى بها من الجهات المختصة في الكويت، وهو ما يساهم في عودة أبنائنا مؤهلين قادرين على المنافسة في سوق العمل.
• ما علاقة المكتب بالجهات العلمية والثقافية في الأردن؟
– تتميز البيئة التعليمية في الأردن بمتابعة ورقابة على أداء مؤسسات التعليم العالي من كليات وجامعات، ويتم ذلك من خلال وزارة التعليم العالي الأردنية، وهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي، ويمكنني القول بأننا نتمتع بعلاقات أكثر من مميزة مع الجميع، وليس أدل على ذلك من الإجماع على أن تترأس الكويت مجلس المستشارين والمُلحقين الثقافيين العرب لدورتين متتاليتين تحقق خلالها كثير من الإنجازات للطلبة العرب.
فنحن حريصون على ترجمة رؤى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر وقيادات وزارة التعليم العالي الكويتية في جعل العمل الثقافي والأكاديمي من روافد الدور الريادي للكويت، والحمد لله ما يجمعنا مع الإخوة في الأردن هو الاتفاق على إنجاز كل ما يمكن أن يصب في مصلحة البلدين.
• ما سبب عدم وجود اتحاد للطلبة الكويتيين في الأردن؟
– دعني أجيب عن ذلك من واقع خبرتي الشخصية عندما كنت طالباً في الأردن، في الحقيقة، فإن السؤال بهذه الصيغة يعطي للآخرين انطباعاً بأن الطلبة الكويتيين لم يكن لديهم اتحاد، وهذا بالطبع غير صحيح، فقد استمر اتحاد طلبة الكويت في الأردن لغاية العام 2009، وكان في ذلك الوقت هو الاتحاد الوحيد الذي سمحت السلطات الأردنية بإنشائه، وكان له إنجازات لا يمكن نكرانها، ولكن ما علمت به فيما بعد أن هناك عوامل كثيرة ساهمت في إلغاءه أهمها استجابة السلطات الأردنية لتوصية الاتحاد الأم في الكويت، ما يؤكد صعوبة عودة الاتحاد الآن لأن القوانين المعمول فيها في الأردن لا تسمح بإنشاء اتحادات للطلبة الوافدين.
• هل هناك جامعات في الأردن ألغي الاعتراف بها وما هو مصير الطلاب الذين التحقوا فيها؟
– القول الأكثر دقة أن هناك جامعات تم إيقاف تسجيل الطلبة بها، وليس إلغاء الاعتراف بها، وطبعاً يتم ذلك بموجب قرارات وزارية تنظم الدراسة في الخارج بالتعاون مع الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي.
والجانب الآخر أن جميع القرارات التي صدرت لتنظيم الدراسة في الأردن تم تطبيقها اعتباراً من تاريخ صدورها، وبالتالي فإن جميع الطلبة الذين كانوا ملتحقين في جامعات تم إيقاف التسجيل بها لم يتضرروا، ومنهم من أنهى دراسته وعاد إلى الكويت وتمت معادلة شهادته، أما من التحق في تخصص تم إيقاف التسجيل به فيكون قد درس على مسؤوليته الشخصية ومن دون موافقة المكتب وبالتالي تطبق عليه قرارات وزارة التعليم العالي في شأن الاعتراف والمعادلة.
• ماذا عن سكن الطالبات الكويتيات في الأردن؟
– أسمع عن هذا الموضوع منذ فترة طويلة، فقد طالب البعض بأن يكون هناك سكن للطالبات، ولا نعارض ذلك في المكتب شريطة أن يكون ذلك بناء على رغبة الطالبات، ومما تأكدت منه بعد أن قدمت للعمل في الأردن أن المكتب أجرى استطلاعاً في السابق وتبين أن الطالبات أنفسهن لا يرغبن بذلك، وبالتالي فإن الأهم من الفكرة هو نجاحها، وليس من المنطق أن تجهز سكناً ولا تجد من يسكن فيه.
• هل هناك حظر على الدارس في الأردن من التحويل إلى طالب بعثة؟
– بالطبع لا، إذا كان هذا الإجراء يتوافق مع القوانين والتعليمات واللوائح التي تنظم دراسة الطلبة المبتعثين في الخارج، وفي النهاية التحويل للبعثات من اختصاص وزارة التعليم العالي الكويتية ولا يوجد ما يمنع أي طالب من أن يصبح طالب بعثة إذا حقق جميع الشروط المطلوبة ومن أهمها أن تكون دراسته في تخصص مدرج ضمن قائمة التخصصات التي تبعث إليها الوزارة.
• ما وسائل الاتصال التي يتم من خلالها تحقيق التواصل بين الطلبة والمكتب؟
– ذكرت آنفاً أن فكرة التواصل المستمر مع الطلبة، وترجمة ذلك يعني أن علاقة الطالب مع المكتب الثقافي عملية مستمرة لا تتوقف عند حصوله على القبول، وقد حرص المكتب عبر العديد من الأفكار لتوفير أكبر مساحة زمنية من التواصل مع الطلبة من خلال عدد من الأنشطة والخدمات خلال الفترة التي تبدأ بالتحاقه بالدراسة وتنتهي بتخرجه.
ونحقق ذلك من خلال اللقاءات اليومية للطلبة الذين يزورون المكتب، إضافة للقاءات الدورية التي تتم سنوياً في جميع الجامعات والكليات التي يتواجد بها طلبة، ولكن النقلة النوعية تمت فعلياً عندما تم توظيف وسائل الاتصال الاجتماعي المنتشرة للتواصل مع الطلبة وإرشادهم، فقد تم إنشاء حسابات رسمية عبر «تويتر» و«انستغرام» لنقل جميع ما له علاقة بالدراسة، فأصبح في هاتف كل طالب مكتب ثقافي مصغر يمكن من خلاله الاطلاع على أي قرار جديد، ويمكنه توجيه أي سؤال والإجابة عنه بأسرع وقت ممكن من قبل الشخص المختص سواءً كان استفساراً أكاديمياً أو أمنياً أو قانونياً، وبذلك أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمكتب فضاءً إلكترونياً يتفاعل فيه الطلبة وهو الأمر الذي يسهم في زيادة معرفتهم بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.
• ما أبرز إنجازات المكتب الثقافي في الأردن؟
– قبل الحديث عن الانجازات، لا بد من الإشارة إلى أن مسيرة المكتب اقتربت من الـــ 15 عاماً، وخلال هذه الفترة تحقق الكثير من الإنجازات التي ساهمت في تعزيز العلاقات الأكاديمية والثقافية والاجتماعية بين البلدين، واستفاد منها الطلبة وأولياء أمورهم ومؤسسات التعليم العالي الكويتية والأردنية.
أكاديمياً، هناك إنجازات قد لا تحصيها مقابلة واحدة، ولكن دعني أقول بأن ما حققناه في تطوير التشريعات الأكاديمية التي تحكم عمل مؤسسات التعليم العالي الأردنية ساهم في جعل مسيرة الطالب الأكاديمية في الأردن مميزة في مختلف الدرجات العلمية والتخصصات التي يلتحق بها طلبتنا في الدبلوم والبكالوريوس والدراسات العليا.
أما في المجالات الأخرى فقد سعى المكتب إلى توفير القدر الكافي من الثقافة الأمنية والقانونية التي يحتاجها الطالب خلال إقامته في الأردن، وبما يساهم في جعل اندماجه في المجتمع الأردني أكثر سهولة، وقد تم ذلك من خلال جملة من النشاطات الاجتماعية والثقافية تمثلت في الندوات العلمية والثقافيـة والتوعويـة لتعريف الطلبة الدارسين بالأبعاد المختلفة للحياة في المجتمع الأردني بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات الثقافية والتراثيـة الموسمية وأسابيع الجاليات العربية التي تعقد في المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية واستثمار هذه الأنشطة في إبراز التراث والعادات والتقاليد الكويتية والخليجية فضلاً عن تنظيم عدد من الأسابيع الثقافية، وقد وفرت هذه الأسابيع بيئة تفاعلية لفئات مختلفة من الشعب الكويتي والأردني للمناقشة والتحاور وتبادل وجهات النظر من خلال ندوات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية شارك بها نخبة من المختصين وإقامة حفل سنوي للفائقين لتشجيع ورعايـة الطلبة وحضهـم على الزيادة في العطـاء والتميز في الأداء، وإقامة مسابقة شاعر الكويت في الأردن، حيث يعتبر هذا النشاط تظاهرة ثقافية بامتياز ساهم فيها أكثر من 1300 شخص من جميع الجنسيات العربية، وتنافس فيها نخبة من طلبة الكويت الواعدين في مجال الشعر.
• ما الكلمة التي توجهها للدارسين الكويتيين في الأردن؟
-أدعوهم أن يكونوا على قدر التحدي، وأن يتذكروا دائماً أن مسيرة التنمية في بلدنا لا تحتاج إلى شخص مؤهل فقط، فإلى جانب الشهادة يجب أن يكون لديك الوعي والانتماء وأن تكون على قناعة بأن ما تقوم به يسهم برسم لوحة مشرقة للكويت.
المصدر:
الراي