دراسة الكويتيين بالولايات المتحدة..تجربة أكاديمية وحياتية ثرية تستوجب إدراك القوانين واتباع اللوائح والإجراءات
مع اقتراب العام الجامعي الجديد في سبتمبر المقبل يستعد أكثر من 3200 شاب وشابة تم قبولهم في خطة دولة الكويت للابتعاث الأكاديمي للتوجه إلى جامعاتهم في أرجاء العالم مما سيجعلهم مضطرين للتأقلم والتعايش مع محيطهم الجديد وحياتهم الدراسية.
فالواقع الجديد بالنسبة لهؤلاء الطلبة سيكون حافلا بدروس عديدة في الحياة سواء كانت إيجابية أو سلبية وعليهم التعامل مع كل المعطيات أمامهم للمضي قدماً في رحلتهم الأكاديمية وتحقيق طموحهم وآمال ذويهم ووطنهم الداعم لهم دوماً.
ومن بين تلك الوجهات حول العالم الولايات المتحدة الأمريكية التي تستضيف أكثر من 8000 طالب وطالبة كويتيين يتوزعون على الولايات الـ 50 بكل ما يعنيه ذلك من قوانين أكثر تميزا عن غيرها من الدول علاوة على اختلافها بين ولاية وأخرى تحت مظلة القوانين الفدرالية الجامعة لكل الولايات.
وعلى أمل المساهمة في رسم خريطة طريق ناجحة للطلبة الجدد التقت (كونا) اليوم الثلاثاء رئيس المكتب الثقافي الكويتي في واشنطن الدكتور عادل مال الله والملحقة الثقافية في السفارة الأميركية لدى الكويت كاثرين جيري والمستشارة الأكاديمية في السفارة كارين نصرالله وأجمعوا على أنَّ أهم ما ينبغي على الطلبة القيام به التواصل الدائم مع جهات ثلاث هي المرشد الأكاديمي في المكتب الثقافي ومكتب الطلاب الدوليين الموجود في كل مؤسسة أكاديمية بالولايات المتحدة إضافة إلى المرشد الأكاديمي المخصص لهم في الجامعة نفسها.
بداية أكد الدكتور مال الله أنه على الطلبة عدم القيام بأي خطوة قبل التواصل مع تلك الجهات الثلاث سواء كانت تغييرا أكاديميا في المواد أو الجدول أو تغيير جامعة وحتى تحديث بيانات العنوان الضرورية مع كل تغيير معللاً ذلك بوجود متطلبات يجب أن يستوفيها الطالب للاستمرار في بعثته من الجانب الكويتي وحتى الأمريكي الذي يتطلب شروطا مماثلة في الجامعة وعلى مستوى الهجرة الأمريكية.
وقال مال الله إنَّ هؤلاء الطلبة مقبلون على تجربة وفرصة أكثر من رائعة للحصاد الأكاديمي وحتى الحياتي من خبرات سيكتسبونها بمواجهتهم أعباء الحياة المختلفة واستقلالهم في محيط جديد ومسكن ووجهات جديدة وأناس من مختلف العقائد والأجناس.
ونصح الطلبة بالاطلاع على اللوائح والقوانين المتاحة على موقع وزارة التعليم العالي على شبكة الإنترنت لضمان استمرار مهمتهم إضافة إلى ضرورة الاطلاع على القوانين في الولاية التي سيتوجهون إليها خصوصا بالنسبة للسكن والقوانين المرورية والمعاملات البنكية عموما.
وعن الالتحاق ببرامج تعلم اللغة الإنجليزية (لغة ثانية – إي.إس.إل) التي تقدمها معظم المؤسسات العلمية في الولايات المتحدة كخيار للطلبة قبل الانطلاق الأكاديمي أوضح أنَّ وزارة التعليم العالي تسمح للطلاب والطالبات الالتحاق بهذه البرامج مدة عام أو فصلين دراسيين (باستثناء طلبة الطب) إذا ما شعر الطالب بحاجته للوقت للانخراط في البيئة الجديدة أو تعلم المفردات والمصطلحات التي ستساهم بدون شك في الحصاد العلمي للطالب.
وذكر أنَّ بعض الطلبة خصوصاً الذين تخرجوا من ثانويات أمريكية أو بريطانية في الكويت قد لا يحتاجون إلى الانخراط في هذه البرامج لأن بعضهم «قام بواجبه المنزلي» ببحث جميع المتطلبات والأمور استعدادا للدراسة والابتعاث إلى خارج الكويت لاسيما إلى الولايات المتحدة.
وقال مال الله إنّه على الرغم من ذلك فإنَّ الدخول في هذا البرنامج وعلى الأقل لفصل دراسي واحد يتيح الفرصة للطلبة تجهيز جميع الأمور اللوجستية من مسكن وطرق مواصلات وإن بدأت الدراسة الفعلية يكون بأقصى الاستعداد دون إهدار وقت ثمين في البحث عن مسكن أو التأخر عن الحضور في الحرم الجامعي أو المحاضرات. وعن المخصصات المالية للطلبة الجدد أفاد بأنَّ المخصصات قبل الالتحاق الفعلي في الجامعة يكون على الحساب البنكي الكويتي للطالب وأن المخصصات بعد الالتحاق أو المعاش الشهري الذي يبدأ قبل أسبوعين من بدء البرنامج الأكاديمي تكون على الحساب البنكي الأمريكي للطالب فقط مؤكداً أهمية أن يقوم الطالب بفتح حساب بنكي بأقرب وقت ممكن فور وصوله إلى الولايات المتحدة.
من جانبها أكدت الملحقة الثقافية في السفارة الأمريكية لدى الكويت كاثرين جيري ضرورة تعرف الطلبة على مصادر المعلومات المتاحة لديهم مثل المرشدين الأكاديميين وسؤالهم حول أي أمر يجهله الطالب علاوة على التواصل مع السفارة الأمريكية في الكويت حول متطلبات الهجرة والتقديم للتأشيرة الطلابية قبل انطلاق رحلتهم.
ونصحت جيري الطلبة بالتعرف على لوائح البعثة وقوانينها إضافة الى قوانين الولاية المتجهين إليها مثل قوانين المرور لافتة إلى أهمية قراءة العقود عموما لاسيما الشروط والأحكام حتى يتعرف الطالب ويمارس حقوقه وأيضا واجباته تجاه العقد مثل عقود السكن والبنوك.
وعن البنوك قالت إنّه من الأفضل أن يتوجه الطالب فور وصوله إلى مكتب الطلاب الدوليين في الجامعة الذي سيقدم المساعدة والمعلومات حول البنوك وكيفية فتح حسابات عندها وهي عملية بسيطة ومباشرة لكن من الأفضل أيضا اتباع بعض الإرشادات العامة حيال ذلك.
وأفادت بأنّها لا تنصح الطلبة بفتح أكثر من حساب خصوصا في بنك آخر إلا للضرورة لأن الحسابات البنكية في الولايات المتحدة عموما مراقبة على المستوى الفدرالي ومربوطة بصلاحية التأشيرة إذ يمكن أن يمنع حساب ذو رصيد (سلبي) فترة معينة الطالب من دخول الولايات المتحدة مرة أخرى أو مساءلات قانونية يمكن تفاديها بالحرص على عدم تراكم الرصيد في الحسابات الائتمانية أو سحب ما قيمته أكثر من الحساب البنكي للطالب. وقالت جيري ان على الطلبة التقديم على تأشيرة الطالب (إف-1/F-1) في السفارة الأمريكية عن طريق موقعها الالكتروني فور حصوله على القبول الجامعي أو ما يطلق عليه (آي-20/I-20) لتفادي أي تأخير بالرغم من تأكيدها عدم وجود ضغط عال بالنسبة إلى عمل القنصلية في السفارة الأمريكية لكن أيضا على الطالب أو الطالبة انتظار صدور التأشيرة قبل القيام بتجهيزات السفر. من ناحيتها شرحت المستشارة الأكاديمية في السفارة الأمريكية لدى الكويت كارين نصرالله نظام (سيفيس–SEVIS) الذي تتبعه المؤسسات العلمية في الولايات المتحدة وهو متصل مباشرة مع وزارة الأمن القومي الأمريكي مبينة أن دور مكتب الطلاب الدوليين تحديث بيانات جميع الطلبة في هذا النظام والحكم على صلاحية التأشيرة أو الفيزا للطالب.
لذلك أعطت نصرالله أهمية قصوى لتواصل الطلبة مباشرة مع المكتب والبقاء على هذا التواصل في جميع التغييرات خصوصاً اللوجستية من عنوان ووسائل التواصل من تلفون وبريد إلكتروني لضمان استمرار صلاحية التواجد والاستمرار في الدراسة بالولايات المتحدة.
وأشارت أيضا إلى أهمية حضور الطلبة الأسبوع التوجيهي (أورينتيشن) الذي ينطلق عادة في بداية كل فصل دراسي بالمؤسسات التعليمية الذي يستطيع الطالب من خلاله اكتساب كم كبير من المعلومات والتوجيهات حول ما قد يحتاجه الطالب للتأقلم في المناخ الجديد من اختيار السكن والتعامل مع البرنامج الأكاديمي من اختيار المواد المناسبة والتخصصات.
وأضافت نصرالله أنّها أيضاً فرصة سانحة للطلبة للتواصل بعضهم مع بعض واكتساب صداقات جديدة لتساعدهم بدون شك في الرحلة الأكاديمية والحياتية المقبلين عليها.
وعموما خلص المتحدثون إلى أن الابتعاث فرصة أكثر من رائعة تتكفل خلالها الحكومة الكويتية بجميع متطلبات الطالب للوصول إلى النجاح والعودة إلى الوطن متسلحاً بعلم وخبرات تساهم في دفع عجلة التقدم والتنمية في جميع القطاعات.