لماذا يكذب الأطفال؟ بعيداً عن العقاب.. 7 طرق لجعلهم يقولون الحقيقة
الكذبة الأولى للطفل الصغير تعد بمثابة مفاجأة غير سارة للوالدين، لكن لحسن الحظ لا يزال لدى الأولياء فرصة لتصحيح الوضع عبر تغيير الأسلوب التربوي الذي يتّبعانه.
عند اللعب، قد يرتكب الطفل العديدَ من الهفوات، على غرار كسر شيء ثمين في المنزل أو تلويث الأريكة، فضلاً عن الهفوات البسيطة التي يقوم بها عادة الأطفال الذين يبلغون سن الست سنوات أو دونها. فعلى سبيل المثال، عندما تستدعي الأم طفلها لتسأله عن المسؤول عن كسر المزهرية على الرغم من أنها تعلم مَن الفاعل، سيُنكر ويدعي أنه لا يعرف من المسؤول. عادة، هكذا تكون الكذبة الأولى، وغالباً ما تكون ردة فعل الأم متوقعة، كأن تنفعل وتقول له إن الكذب والخداع ممنوعان، وتسأله عن سبب عدم قوْله للحقيقة. بحسبموقع Good House الروسي
ويعد أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لكذب الأطفال هو الخوف والرغبة في الإفلات من العقاب. وفي الواقع، من الصعب أن يكون الطفل صادقاً، إذا كانت ردة فعل أحد الوالدين عنيفة، على غرار استعمال القوة البدنية أو الإذلال أو غيرها من الطرق. وتجدر الإشارة إلى أنه من الصعب على الطفل أن يشعر بالمسؤولية إزاء التصرف الخاطئ الذي قام به إذا ما واجهه الوالد/ة بردة فعل كهذه.
ومن الأسباب الأخرى التي تدفع بالأطفال إلى الكذب، الخوف من تغيّر نظرة الوالدين إليه. وعلى هذا الأساس، لا يريد الطفل تخييب آمال والديه، فيلجأ إلى الكذب عوضاً عن الاعتراف بالتصرفات السيئة التي قام بها. ووفقاً لذلك، يُولي الطفل اهتماماً كبيراً لردود الفعل التي يتخذها الكبار تجاه أفعاله، وبالتالي يقوم باختلاق الأكاذيب بهدف الإقناع.
وللأسف، فإن معاقبة الأهل للطفل بسبب كذبه تقود إلى حلقة مفرغة، فكلما قام الوالد/ة بتأنيب ابنه ولومه وتخويفه، امتنع الطفل عن قول الحقيقة.
لا تصرخ في وجه طفلك
في حال واجه الأبوان الطفل بالصراخ عند أقلِّ هفوة يرتكبها، فسيشْعر الطفل بالخوف تلقائياً من قول الحقيقة. لذلك، على الأولياء أن يحاولوا التحدث مع أطفالهم بصوت هادئ (على الرغم من صعوبة ذلك)، كما يجب أن يركزوا على محاولة إيجاد حلول لكل مشكلة، وعدم الاكتفاء بتوجيه اللوم للطفل.
2. حافظ على كرامة طفلك وعلى معنوياته المرتفعة
لا حاجة لطرح الأسئلة في حال كان الوالد يعرف الإجابة مسبقاً، حتى لا يدْفع طفْله للكذب. وعلى سبيل المثال، بدل توجيه السؤال التالي: “هل أنهيت واجباتك المدرسية؟”، حاول أن تسأله “ماذا تنوي أن تفعل بعد إنهاء واجباتك؟”. وبهذه الطريقة، لن يكون الطفل مضطراً للكذب، وإنما سيعْرض عليك خطته التالية دون أي إحراج.
3. التركيز على مشاعره
إذا كان الطفل غالباً ما يلجأ للكذب، فعلى ولي أمره أن يحاول فهم السبب الذي جعله غير صادق مع والديه، بدلاً من إدانته. وفي الواقع، سيتبيّن أن الطفل يخترع الأكاذيب، خصيصاً لوالديه دون سواهم. وبالتالي، يجب أن يتحاور الأولياء مع أطفالهم بغية فهم السبب الكامن وراء لجوئهم للكذب. وفي مثل هذه الحالة سيؤدي الحوار الهادئ مع الطفل إلى الحصول على إجابة صادقة، فضلاً عن الكثير من المعلومات الأخرى التي قد تساعد الأولياء على فهم أطفالهم بطريقة أفضل.
4. الصدق محل تقدير
عندما يقول الطفل الحقيقة مهما كانت بسيطة، وحتى لو كانت غير سارة، فيجب على الولي أن يعبِّر عن تقديره واحترامه لذلك، كأن يقول لطفله “من المؤكد أنه كان من الصعب عليك أن تقرر قول الحقيقة، إلا أنك قمت بذلك فعلاً. وأنا أحترم للغاية شجاعتك”.
5. كن متسامحاً
إن الأخطاء تعدُّ الوسيلة الناجعة التي ستمكّننا مستقبلاً من اتخاذ الخيارات الصحيحة في المستقبل. فإذا كان الطفل يعلم أن أمه لن تثور وتغضب إزاء أخطائه، فسيكون بالتأكيد صادقاً معها. في المقابل، إذا لاحظ الطفل ردود فعل عنيفة وغاضبة من أوليائه إزاء أبسط الهفوات، فإنه سيخْشى قول الحقيقة.
6. تقديم الحب للطفل
يجب على الأم أو الأب أن يعبِّرا عن حبّهما لأطفالهما. وفي الحقيقة، يجب أن يتأكد الطفل من أن والديه سيحبّانه دائماً مهما فعل. وبالتالي، لا شيء يمكن أن يغير هذا الحب ولا داعي للكذب.
7. لا تكذبوا
يجب على الأولياء أن ينتبهوا دائماً إلى الأطفال، دائماً ما يراقبون كل ما يحدث من حولهم. لذلك، عندما يكذب الوالدان على أصدقائهما لأي سبب من الأسباب، فإن الطفل سيقلّد ذلك، ولن يفهم الأسباب الكامنة وراء كذب والديْه.
المصدر:
هافينغتون بوست