كتاب أكاديميا

د. طارق السنان يكتب: فتح علمي جديد

يعتبر علم الأشعة التداخلية فتحا علميا جديدا، وشخصيا أتوقع أن يفتح هذا المجال الجديد نسبيا في الطب الحديث الكثير من أساليب العلاجات التي ستفيد البشرية جميعا في أمراض مستعصية، ومن أهمها السرطانات، فالعلماء يعكفون الآن على تحقيق طفرة طبية هائلة، وقفزة علاجية في مجال العلاج بالأشعة التداخلية.
فعلم الأشعة التداخلية الآن يهتم بالتعامل مع مشاكل مختلفة من أجهزة الجسم الحيوية كالجهاز الدوري والحركي والعصبي والقلب وغيرها من أجهزة الجسم الأخرى، وحاليا على سبيل المثال لا الحصر يعتبر علاج تليف الرحم أو علاج الأورام الليفية بالقسطرة باستخدام الاشعة التداخلية الموجهة هو أنجح وأفضل وسيلة علاج حديث للتخلص من مشاكل وأعراض الأورام الليفية – ألياف الرحم (الفيبروم) وتجنب الجراحة أو ازالة الرحم.
وفكرة علاج الأورام الليفية بالقسطرة بسيطة للغاية وتعتمد على قطع التغذية والدم عن الورم الليفي الرحمي ومن ثم ضموره والشفاء من الأعراض المرضية مما يجعله علاجا فعالا للغاية وآمنا للغاية، كما أنه لا يحتاج إلى فترة مكوث طويلة في المستشفى.
وإذا ما تحدثنا عن نسب الشفاء في علاج الأورام الليفية بقسطرة الرحم، فإن نسب الشفاء مرتفعة للغاية ففي ٩٠% من المرضى الذين عولجوا بالقسطرة توقف النزيف تماما وعادت الدورة الشهرية لطبيعتها بعد شهر إلى ٣ أشهر، كذلك ففي ٩٠% من السيدات والفتيات يتوقف الألم الشديد المصاحب للدورة الشهرية، وأيضا في ٩٤% من الحالات تضمر الأورام الليفية في الرحم بمتوسط ٥٥ – ٦٥% من حجمها في غضون ٦ شهور إلى عام تقريبا، وكذلك من المميزات الأخرى في ٨٥% من المرضى تختفي أعراض أخرى مثل تكرار البول، الإمساك أو الآم الجماع، وأيضا يتوقف نمو كل الألياف أو التليفات الرحمية تماما بعد العلاج عن طريق الحقن بقسطرة الرحم في أغلب الحالات، وأخيرا تنتهي فرصة أو احتمال تحول أي ورم ليفي إلى ورم خبيث فور ضمور خلاياه بعد العلاج بقسطرة الرحم التداخلية.
وهذه النسب التي ذكرناها تعتبر نسبا عالية ومرتفعة، ومؤكدة مما يدل دلالة واضحة على فوائد الأشعة التداخلية الكبيرة والعظيمة، ويؤكد بأنها فتح جديد للبشرية في مجال الطب من دون ألم، ومن دون «مشرط».

الانباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock