أخبار منوعة

منها المشي واللون الأزرق.. 6 طرق مُثبتة علميًّا لتحسين الإبداع

دائمًا ما يظن كثيرون أن الإبداع سمة شخصية لدى الفرد، ولكنها ليست سمة شخصية فقط، وإنما مهارةٌ أيضًا يمكن اكتسابها وتحسينها، إذ أجرى علماء النفس دراسات علمية حديثة، أظهرت بعض المواقف والطرق والعوامل التي يمكن من خلالها تحسين الإبداع، والوصول لأفكار إبداعية.

1- الاستحمام

ربما لا يمكن تخيُّل ذلك بالفعل، ولكن أحيانًا عندما تذهب للاستحمام وتشعر بالاسترخاء والاستجمام، تأتيك أفكار إبداعية وحلول لمشاكل، ربما لم تستطع إيجادها وأنت في مكتب عملك، وأثناء تفكيرك بشكلٍ جاد، فالأمر ليس فرديًّا وإنما له أساس علمي.

أجرى الدكتور «سكوت باري كوفمن»، عالم النفس المعرفي، دراسة تسلِّط الضوء على أهمية الاسترخاء في الوصول إلى أفكار إبداعية، وركّزت الدراسة بشكلٍ أساسي على العلاقة بين الاستحمام والوصول لأفكار إبداعية، وأجريت الدراسة من خلال استطلاع رأي 4 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 64 عامًا في ثماني دول مختلفة، هي: البرازيل، والصين، وجنوب إفريقيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا.

وأظهرت الدراسة أن نزول الماء على الجسد، المصحوب بالهدوء والخلوة والانعزال أثناء الاستحمام، عوامل تساعد على الوصول لأفكار جديدة وإنعاش التفكير، ووصلت الدراسة لنتائج مذهلة، إذ كشفت الدراسة أن 72% من الأشخاص محل الدراسة يصلون لأفكار مبدعة أثناء الاستحمام، اللافت في نتائج الدراسة أيضًا أنها أظهرت كون 14% من الأشخاص محل الدراسة يذهبون للاستحمام لسببٍ واحد فقط يتمثل في الوصول لأفكار جديدة.

ويُعلق كوفمن على نتائج الدارسة، ويقول: «إنه من المدهش والمستغرب أيضًا أن تعلم أن الناس يكونون أكثر إبداعًا أثناء الاستحمام، عنه أثناء العمل» لافتًا إلى أنّ نتائج الدراسة أكدت أهمية الاسترخاء في عملية التفكير الإبداعي، وأن الاسترخاء والوحدة أثناء الاستحمام تُساعد على التفكير الإبداعي «من خلال السماح للعقل بأن يتساءل بحرية، وجعل الناس ينفتحون أكثر على تيار الوعي الداخلي وأحلام اليقظة»، على حد تعبير كوفمن، الذي ينصح بضرورة إيجاد مساحة من الوقت يوميًّا للانعزال عن الانشغالات اليومية، من خلال تخصيص وقت للاستحمام أو التنزه، مما يُساعد على الخروج من مسار العمل اليومي، وإعادة تكوين الذهن.

2- خلق مساحة نفسية

ترتكز هذا الفكرة بشكلٍ أساسي على ضرورة أخذ خطوة للوراء لخلق نوع من الفضاء النفسي والمادي، عند الوقوف أمام مسألة تحتاج لحل إبداعي، وتفيد بأن التفكير في الأشياء البعيدة تجعلنا أكثر إبداعًا في التعامل معها، وإيجاد حلول لها. في هذا الصدد، أجرى دكتور علم النفس «ليل جيا» وزميلاه «إجوارد هيرت» و«سامويل كاربن»، دراسة تعود لعام 2009، على طلاب في جامعة إنديانا بومينجتون الأمريكية، المقيمين في ولاية أنديانا الأمريكية (في حالة قرب)، وطلاب آخرين بالجامعة مقيمين في اليونان (حالة بعيدة)، وطلب من الطلبة تعديد وسائل وأنواع النقل المتاحة.

وحققت الحالة البعيدة (في اليونان) نجاحًا أكبر من الحالة القريبة في (إنديانا)، وبذلك كشفت الدراسة أن المساحة النفسية والمكانية الكبيرة تجعل العقل أكثر ابداعًا، وأظهرت أنه كلما كبرت المسافة يعالج العقل المشكلة بصورة مجردة، وهذا عنصر ضروري في التفكير الإبداعي.

3- قضاء وقت في الطبيعة

غلق وسائل الاتصال التكنولوجية، وقضاء بعض الوقت في الطبيعة، يُحسِّن الإبداع، إذ أكدت دراسة لجامعة كانساس الأمريكية، أجرتها الباحثة «روث آن»، أن قضاء الوقت في الأماكن الطبيعية لمدة أربعة أيام بعيدًا عن الأجهزة التكنولوجية يُحسن الإبداع بنسبة 500%.

وجرت الدراسة التي تعود لعام 2012، على 56 رحالة، وتعرَّض 24 منهم لاختبارات إبداع من 10 درجات، قبل الذهاب في رحلة إلى «البرية» حيث الأماكن الطبيعية تستمر لأربعة أيام، فيما تعرّض البقية البالغ عددهم 32 لنفس الاختبارات في صباح اليوم الرابع للرحلة، وحصلت المجموعة الأولى على درجة متوسطة في اختبارات الإبداع، بلغت 4.14، فيما حصلت المجموعة الثانية على درجة متوسطة في اختبارات الإبداع، بلغت 6.08، وعلّقت آن على تلك الدراسة، وقالت: «عندما تقضي مدة معينة وأنت محاط بتلك البيئة الرائعة والهادئة، تبدأ في رؤية كل أنواع التأثيرات الإيجابية، في طريقة عمل عقلك».

4- المشي

عُرف كل من ستيف جوبز مؤسس شركة آبل، ومارك زوكربرج، مؤسس فيسبوك بعقد بعض الاجتماعات، أثناء المشي للوصول لبعض الأفكار الإبداعية، وهو أمر له أساس علمي؛ إذ أجرت جامعة ستانفورد الأمريكية دراسةً تعود لعام 2014، تقارن بين دور الجلوس في مقابل المشي، في تحسين الإبداع.

وجرت الدارسة على 176 طالبًا تعرضوا لاختبارات قياس التفكير الإبداعي، وقياس مستوى الإبداع أثناء المشي في مقابل الجلوس، وكشفت الدراسة أن المخرج الإبداعي للمشي كان أفضل في المتوسط بنسبة 600% من الجلوس.

5- أحلام اليقظة

تساعد أحلام اليقظة على إطلاق العنان للأفكار والخيال؛ مما يُحسّن الإبداع، وفي هذا الصدد، نشرت مجلة «نيو يوركر» في 2012، دراسة علمية لجامعة كاليفورنيا، أجرتها البحاثة «سانتاباربرا»، لدرسة العلاقة بين أحلام اليقظة والإبداع.

وكشفت الدراسة أن الأشخاص، الذين يأخذون – بعد العمل على مهام تحتاج حلول إبداعية– «استراحة ذهنية» بأداء مهام بسيطة وروتينية لا تحتاج لمجهودٍ ذهني تدفع أحلام اليقظة، كانوا أكثر إبداعًا بنسبة 40% عندما عادوا إلى عملهم، من أولئك الذين استراحوا أو عملوا مهامًا أخرى، أو لم يأخذوا استراحة، وخلصت الدراسة إلى أن بعض المهام الروتينية المملة تعزز أحلام اليقظة، وتفتح أبواب الإبداع.

6- اللون الأزرق

أحط نفسك باللون الأزرق، فإن ذلك يُساعد على تحسين الأداء العقلي والإبداع والتفكير خارج الصندوق؛ إذ أكدت دراسة أجرتها جامعة بريتيش كولمبيا الكندية، تعود لعام 2009، تلك العلاقة الإيجابية بين اللون الأزرق والإبداع. وجرت الدراسة على 600 شخص، وكشفت أن المشاركين الذين أدوا مهامًا معرفية، على جهاز كمبيوتر بشاشة زرقاء، أنتجوا مخرجات إبداعية أكثر مرتين، من أولئك المشاركين على شاشات حمراء.

وتفسر «جوليت زو»، التي أجرت الدارسة، تلك العلاقة بين اللون الأزرق والإبداع، وتقول إنه «من خلال علاقته بالسماء والمحيط والمياه، دائمًا ما يربط الناس بين اللون الأزرق والانفتاح والسلام والهدوء»، لافتةً إلى أن اللون الأزرق يُطلق القدرات الإبداعية والاستكشافية للفرد؛ إذ «ليس من المستغرب أن يكون اللون المفضل للناس»، وتجدر الإشارة إلى أن عددًا من أشهر مواقع التواصل الاجتماعي تتخذ من اللون الأزرق لونًا أساسيًّا فيها، من أبرزها: «فيسبوك»، و«تويتر»، و«لينكد إن»، ومواقع أخرى شهيرة كـ«سكايب»، و«تريللو».

المصدر: ساسة بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock