د. حامد الفريح: راتب نائب مدير الجامعة أعلى من ميزانية البحث العلمي
- مخرجات التعليم في الكويت لا تتوافق مع احتياجات سوق العمل
قال استاذ الإدارة العامة في كلية العلوم الادارية حامد الفريح ان جامعة الكويت تفتقد عنصر القدوة ولا يمكن ان تنهض أي مؤسسة الا من خلال هذا العنصر للقضاء على البيروقراطية التي تفشت بشكل كبير لافتا الى ان الجامعة تعاني من التسييس وعدم وجود الكفاءات.
وأكد الفريح في حوار مع الشاهد ان مخرجات التعليم بشكل عام لا تتوافق مع احتياجات سوق العمل والدليل على ذلك ان الطلبة ينخرطون في تخصصات لا يحتاجها سوق العمل ويتركون التخصصات العلمية التي يحتاجها كالصيدلة والتمريض والعلوم والتي يصل عدد الكويتيين فيها الى 10% فقط.
وطالب مدير جامعة الكويت بالاستغناء عن بعض نواب المدير وألا يجدد لهم العام المقبل لان مستواهم ضعيف وان العمل العام ليست فيه مجاملات ولابد من اختيار الاكفاء وفتح المجال للدماء الجديدة للنهوض بالعملية التعليمية في جامعة الكويت.
• البعض يتحدث عن ان تقليص ميزانية الجامعة اثر بالسلب على اعمالها ما رأيك؟
– في الحقيقة جامعة الكويت لديها مصاريف تتجاوز 1000 مليون دينار وتقليص الميزانية اثر على الابحاث حيث انه يخصص لهذا القطاع فقط 200 الف دينار في ظل وجود 1500 عضو هيئة تدريس فعلى سبيل المثال لو كل دكتور اخذ 130 دينارا لعمل بحث واحد انتهت الميزانية فهل هذا يعقل في الوقت نفسه منصب نائب مدير الجامعة يحصل في نهاية مدته على عامين تفرغ وراتب مضاعف حيث يصل راتبه في العامين الى 240 الف دينار وهو اكثر من الميزانية المخصصة للابحاث في الجامعة؟ هل هذا يليق بجامعة يفترض ان تكون من الجامعات البحثية على المستوى الاقليمي فكيف تقبل قيادات الجامعة بهذا الوضع؟ وهل التخفيض والتقشف يؤثر على السفرات تبعهم او الدبل الخاص بهم؟
• حدثنا عن ابرز المشاكل التي تعاني منها جامعة الكويت؟
– للأسف الشديد الجامعة تفتقد عنصر القدوة ولا يمكن ان تكون هناك مؤسسة متميزة الا بوجود القدوة لمعالجة الضعف والبيروقراطية التي تفشت بشكل كبير في الآونة الأخيرة كما ان الجامعة تعاني من التسييس وغياب الكفاءات وضعف الإدارة وطول الدورة المستندية.
• هل الجامعة تعاني من نقص في اعداد اعضاء هيئة التدريس؟
– لا يوجد نقص والدليل ان هناك اكثر من 150 عضو هيئة تدريس يشغلون مناصب ادارية بدءا من نواب مدير الجامعة والمساعدين وعمداء الكليات ومساعدي العمداء وما يقارب من 70 قسماً علمياً عندهم تخفيض في المهام التدريسية؟ فلماذا التخفيض اذا كانت جامعة الكويت تعاني من النقص فى عدد أعضاء هيئة التدريس فما المبرر ان تقوم الجامعة بتخفيض العبء التدريسي لهؤلاء فإذا قلنا ان عليهم مهمات علمية فعلى ذلك يأخذون مقابلاً مادياً وسنتين تفرغ علمي وهنا اوجه سؤالا الى مجلس الجامعة: ما الحاجة الى التخفيض واعفاء عمداء الكليات في الفترة الصيفية من التدريس في ضوء اننا نعاني من نقص في اعداد اعضاء هيئة التدريس ولو كنا في جامعة خاصة فلن يكون الوضع بهذه الحالة التي نراها فى جامعة الكويت.
• ما رأيك في تقليص ميزانية البحث العلمي فى جامعة الكويت؟
– التقليص الذي يصيب جامعة الكويت يركز على الجوانب الاساسية بالنسبة للجامعة مثل البحث العلمي والتدريس ولو كان التقليص في امور اخرى كنا تقبلنا ذلك لكن التقليص يصل الى الميزانية البحثية فقط فكيف يمكن للاكاديمي ان يقوم بالبحث في ظل الميزانية وكيف سيكون هناك انتاج بحثي فى الكويت مقابل 200 الف دينار لا يمكن ان يأتي انسان ويقبل بهذا الوضع اذا كان حريصاً على التنمية البحثية فى جامعة الكويت.
• ما تقييمك للتعليم في الكويت بشكل عام؟
– ما يصرف على التعليم لا يقارن بالنتائج التي نحصل عليها لان الدراسات بينت ان تكلفة الطالب 5000 دينار في المدارس الحكومية وواضح ان المخرجات عندنا لا تليق بهذا المبلغ الذي نستثمره خصوصا اننا لو حسبنا باقي التكلفة وخصوصا اراضي المدارس فسنتجاوز الخمسة آلاف دينار سنويا فى القطاع العام لان الحكومة هي التي تملك هذه الاراضي ولا يتم حساب تكلفتها ولو كان فى القطاع الخاص تتم اضافة تكلفة الارض ومن ثم تدرج ضمن تكلفة الصرف على الطالب وفي هذه الحالة قد نصل الى 6000 دينار سنويا للطالب.
• كيف تقيم مخرجات التعليم وهل تتوافق مع احتياجات سوق العمل؟
– مخرجات التعليم بشكل عام لا تتواكب مع سوق العمل لسبب رئيسي إذ إن كثيرا من الطلبة يسعى الى التخصصات التي يعتقد انها سهلة ويبتعد عن التخصصات التي تحتاج اليها الدولة خاصة اننا لو ذهبنا الى الكليات العلمية مثل الصيدلة والتمريض والعلوم نجد انها تعاني من ضعف شديد في إقبال الكويتيين عليها حيث تصل النسبة الى 10% فأين دور الدولة من وقف التخصصات التي يوجد بها فائض خاصة انها لم تقم بدورها في هذا الشأن.
• هل هناك تخصصات لا تحتاج اليها الدولة في الوقت الحالي؟
– نعم.. وديوان الخدمة نشر مجموعة من التخصصات التي يوجد بها فائض في اعداد العاملين مثل تخصص رياض الاطفال.
• هل نملك استراتيجية واضحة في الكويت لمواكبة تطور التعليم؟
– اعتقد ان العملية ليست في الاستراتيجيات وانما لها علاقة بالاداء من خلال التقييم فعلى سبيل المثال مدراء المناطق التعليمية هل هناك تقييم علمي لاداء الطالب قبل وجودهم وبعد ذلك هل هناك دورات بعد 6 شهور وما نتائج وجودهم او عدمه هل الوضع اصبح افضل ام أسوأ ومن خلال ذلك تتم ترقيتهم او الاستغناء عنهم خاصة ان تقييم الاداء المستخدم في اغلب الاجهزة الكويتية تقييم روتيني مرة واحدة في العام ويغلب عليه الجانب العاطفي غير الموضوعي ومنح درجات الامتياز سواء عمل او لا يعمل وهذا خطأ لانه لا يفتح مجالاً للتنافس أو التميز وهذه مشكلة من المشاكل التي نعاني منها في التعليم.
• ما رأيك في فصل وزارة التعليم العالي عن وزارة التربية؟
– لا نملك الرفاهية لان الدستور نص على ألا يزيد عدد الوزراء عن ثلث اعضاء مجلس الامة ولكن الحل الوحيد ان نزيد اعضاء مجلس الامة الى 75 عضوا ومن ثم يكون عندنا 25 وزيرا وبعد ذلك نفكر في الحقائب التي تحتاج الى وزير منفصل اذا كانت هناك رغبة في فصل بعض الوزارات والسؤال ما الهدف من فصل التعليم العالي عن التربية؟ هل للتعرف على مستوى الجامعة ومخرجاتها فان كان كذلك فهذا شيء مهم ولكن الذي يحاسب عن جامعة الكويت مديرها من خلال التقييم وكل الجهات التي تقع تحت مسؤوليته وليس الوزير.
• ولكن وضع التعليم في الجامعة ليس على المستوى المأمول؟
– جامعة الكويت ليست بالسوء في مخرجاتها كما ينتقدها البعض ولكن المشكلة عندما نقيم الجامعة من خلال المؤشرات نجد في الحقيقة انها ليست المستوى الذي يليق بها وهذا ما يجب ان نركز عليه فلابد من اختيار القدوة في من يدير جامعة الكويت والمساعدين والنواب وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام لانهم هم القادة ويجب كل 6 شهور ان يكون هناك تقييم لأدائهم واظهار اوجه الضعف عندهم ومحاولة ارشادهم وان لم يتمكنوا من اداء واجباتهم يفتح المجال لدماء جديدة للنهوض بالعملية التعليمية في جامعة الكويت.
• ما تقييمك لمدير جامعة الكويت؟
– يجب على مدير الجامعة أن يذهب الى الكليات ويلتقي بالاساتذة لان هناك تقصيراً في هذا الجانب حيث ان كثيرا من مدراء الجامعات ينشغلون داخل مكاتبهم فلابد من الابتعاد عن هذا الجانب والتفكير في نقاط مهمة الجامعة بحاجة اليها حيث اننا نأمل النهوض ببعض القطاعات الموجودة تحت ادارة مدير الجامعة لانها ضعيفة وليست على المستوى المأمول ويفترض ان يفكر مدير الجامعة فى تغيير بعض النواب الموجودين ويجب ألا يجدد لهم فترات طويلة لان هذا سيخلق المزيد من الضعف فى جامعة الكويت لسنا بحاجة اليه لاسيما انه يجب الا تكون هناك مجاملات فيما يتعلق بالعمل العام واي تغير ايجابي سينعكس على مستوى الجامعة من اعلى الهرم والى الطالب داخل القاعة الدراسية.