6 خطوات لإدارة حياتك
لا ينقصك بالطبع أن تكون مخلصًا لنفسك ولمصالحك الشخصية وبرغم تجردك إلى الله في طلب حاجاتك فإن الأمور تختلط لديك ربما حول كيفية إدارة حياتك، وقد تكون قرأت مثلي عشرات الكتب في برامج التخطيط بأنواعه ومجالاته أو تكتفي بما يقدمه لك المصدر المعلوماتي الأحدث من مقالات تثقيفية أو أكاديمية. إلا أنه يطيب لي أن أطرح عليكم ست خطوات تخدمك فردًا في النظر إلى مستقبلك والتعامل مع حياتك.
أولًا لابد لك من وضوح الرؤية ولا يحصل ذلك عادة من القلوب العابثة وفي الأماكن اللاهية، ولا حتى عندما يجهل أحدنا بالواقع وتفاصيله وهو الغشاء الأخطر على عين أحدنا في أن ينطلق للتعامل مع حياته بما يطرح عليه من معلومات مغلوطة، وبالتالي فإن استنتاجاته تكون على غير علم وهدى.
ثانيًا يأتي ترتيب الأولويات ولتطرح القصة التالية على عقلك: جرى تكليف فريق بمهمة زيارة قرية صغيرة لإنقاذها من خطر انهيار ثلجي قادم عليها، وفي الطريق صادف هذا الفريق حادث سير شديدًا فمات البعض وجرح آخرون. وقف الفريق محتارًا بين إكمال المسير لإتمام مهمته الأولى في إنقاذ القرية أو التوقف لمساعدة المصابين ونقلهم للمستشفى أو دفن الموتى منهم ونول أجر المشاركة في الجنازة والصلاة عليهم! هذه القصة الرمزية إنما تدعوك للتفكر في ترتيب أولوياتك وتحديدها.
ثالثًا يجدر بك أن تتجه نحو التحديث والتطوير لحياتك بشكل مستمر لأن حال الحياة مستمر إلى الأمام غير متراجع ولا تريد أن تكون متخلفًا عن بقية المجتمع الذي تتعايش معه، فعلى سبيل المثال تتغير الفتوى حسب الزمان والمكان والعوائد والأحداث ومن هنا كان للإمام الشافعي مذهبان ولو رحل إلى الهند مثلًا أو الأندلس لكان له مذهب ثالث ربما.
يجدر بك رابعًا أن تفكر في إنقاص نسبة الخطأ لأن تزايد الأخطاء يزيد الفجوة بين الواقع الذي تعيشه والذي تريد أن تصل إليه وبالتالي ستعتاد أن تعيش في الجو الفاسد المتخلف والجاهل فيصبح الخطأ أمرًا مألوفًا وتتراكم الأخطاء حتى تصل إلى انهيار جليدي قاتل. بحسبك أن لا تكون ممن قال عنهم عز وجل «الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا».
خامسًا يقول المفكرون الاستراتيجيون إن الهزيمة تكمن في أن تتحرك متأخرًا عن موعدك. وبرأيي فإن مبدأ الوصول متأخرًا أفضل من عدم الوصول هو مبدأ خاطئ، وكمثال أذكر لك ما قامت به إحدى الدول النامية من تبني مشروع الإرسال البريدي وتطويره إلى أفضل ما يكون في زمن تحول الناس فيه إلى التعامل الإلكتروني كليةً خلال خمس سنوات فقط. ومع ذلك لم توقف تلك الدولة المشروع اتباعًا منها لهذا المبدأ. عليك أن تحرص على الوصول إلى المكان الصحيح عبر الطريق الصحيح ولربما من الأفضل لك أن تغير مسارك كليًا عندما تعلم خطأ المسار الذي تسير فيه. الوقت هو رأس مالك الحقيقي.
أخيرًا لابد أن تتمعن في قوله تعالى «يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب». فهي تشير إلى ما يمكن للإنسان أن يتعامل معه من عناصر تطوير المستقبل فيما لا يتدخل به بالغيبيات ومسائل القدر. وهنا أدعوك لتساهم في تشكيل مستقبلك فلا تتركه لغيرك ليخططه له فيضعك موضع تنفيذ محتوم فتكون عاجزًا عندها بعد السعي لتدخل نطاق المستحيل زمنيًا ومكانيًا وبالتالي قدريًا.