«جودة التعليم»: أخطاء ومخالفات خطيرة في “التطبيقي”
- شهادات وهمية وترقيات مشبوهة وتعيينات للترضيات
أصدرت الجمعية الكويتية لجودة التعليم بيانا قالت فيه إن الدين والعلم هما الأساسان اللذان تبنى عليهما الحضارات، وإن المجتمعات لا يمكن أن تستقيم إلا على أساس راسخ من الأخلاق والقيم وتشكل هذه المبادئ القواعد الرئيسية التي ترتكز عليها الدول في وضع دساتيرها التي تنظم شؤونها وتساعد على بناء مؤسساتها، إذ لا يمكن أن تتطور أي منظومة عمل في أي مجتمع إلا إذا ألتزم أفرادها والقائمين على مؤسساتها بمواد القانون ونصوصه ليتم تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين.
وأضاف البيان أنه من هذا الأساس ومن منطلق تحقيق أهداف الجمعية التي أنشأت من أجلها فإن الجمعية تجد نفسها أمام مسؤولية بيان الأسباب التي جعلت واحدة من أهم المؤسسات التعليمية في البلاد غير قادرة على مواكبة إنتاج كوادر علمية على درجة عالية من الكفاءة والقدرة على نقل المعلومة إلى أذهان الأجيال وصقلهم لتجعل منهم كوادر مهنية محصنة بمعايير علمية عالية الجودة تستطيع أن تلبي سوق العمل وترفع من مستوى الإنتاج في شتى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
وتابع انه ارتكازا على المعلومات والقرائن والأدلة من أحكام قضاءنا الشامخ وعلى تقارير الجهات الرقابية الرسمية وعلى القرارات الصادرة عن الإدارة الحالية لتلك المؤسسة وعلى الرأي العام ووسائل تواصله وعلى معلومات المهتمين والمتخصصين في قطاع التعليم، فإنه قد بات واضحا كم المعوقات التي تحد من جودة العملية التعليمية وتزيد من وتيرة انحدارها في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والتي أصبحت تتطلب تدخل مباشر وفوري من مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم العالي ومجلس الأمة لإعادة الموازين إلى نصابها بدء من عمل تغيير جذري وشامل في الإدارة العامة للهيئة وتعديل نمط وأسلوب الفكر الذي بات يشكل خطرا على مستقبل المخرجات العلمية لأكبر مؤسسة تعليمية وأكاديمية في البلاد.
وزاد البيان ، ان الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب من اكبر المؤسسات التعليمية في الشرق الأوسط المعنية بالتعليم ما بعد الثانوي والمتوسطة وتختص بتكوين كادر من العمالة المتوسطة لتغطي حيز كبير من هرم الأيدي العامة في البلد ولكن مع الأسف رصدنا الكثير من الخروقات في تطبيق القوانين واللوائح والأنظمة والمخالفات الإدارية والمالية والأكاديمية والتي رصدتها الأجهزة الرقابية (ديوان الخدمة المدنية وديوان المحاسبة)، كما أن وجود عدد من أعضاء هيئة التدريس من حملة الشهادات الوهمية لجامعة غير موجودة على خارطة المؤسسات الأكاديمية، ولا تعد سوى مكتب لبيع الشهادات، يقومون بتدريس أبناءنا الطلبة ليعد كارثة من جميع المقاييس تضع الهيئة في وضع قانوني وإداري غير مسبوق بسبب إنعدام صفة طاقم التدريس وفساد نتائج الطلبة والطالبات في تلك الشعب الدراسية وهو ما يضع إدارة الهيئة والوزارة في مواجهة حاله فريدة من الفشل القانوني والتربوي.
وذكر البيان إن بعض التعيينات والترقيات في الهيئة، وما يتعلق بهما من أبحاث علمية تفتقد الكفاءة والمصداقية، خلال السنوات الماضية والحالية، التي خالفت اللوائح والنظم لتعد من أكثر معاول الهدم التي تحطم أي مؤسسة تعليمية، ناهيك عن إهمال الإدارة لمؤشرات الانحدار في مستوى العملية التعليمية سواء التنظيمية أو المالية للهيئة ككل أو للشعب الدراسية وسلامة الجداول والمقررات، وضعف كفاءة بعض أعضاء الهيئة التدريسية، وما يصاحب ذلك من عدم وجود معايير اعتماد واضحة للمواد والأقسام العلمية وعدم الالتزام في حضور المحاضرات والساعات المكتبية وعدم الرقابة والتدقيق على مستوى الاختبارات ونتائجها التي قد تصل أحيانا إلى مستويات لا تعبر عن كفاءة التدريس وجودة التحصيل العلمي للطلبة، مما يضع علامة استفهام كبيرة بمدى كفاءة وجدية العملية التعليمية والتربوية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
وقال إن حجم المحسوبيات والتدخلات السياسية في شغل الوظائف الإشرافية والقيادية أدت إلى تبوأ الهيئة لمراكز متقدمة للمخالفات الإدارية والمالية وأدت إلى فساد وتعسف وفشل إداري أثر على العملية التعليمية برمتها فارتفعت معدلات بقاء الطالب وكثرت الإحالات للتحقيق وارتفع معدل اللجوء للقضاء ومشاكل الشعب المغلقة والتكدس الطلابي وتكدس تظلمات أعضاء هيئة التدريس والتدريب وحالة انعدام التخطيط، لذا آن الأوان لان تهب رياح التغيير بشكل جذري لاسيما في إدارة الهيئة، فنحن نمر بمنعطف خطير ولابد من تدارك الأمر على وجه السرعة حتى لا ندخل في كارثة لا تحمد عقباها.
وتابع ، ولما تقدم من أسباب وعطفا على ما ذكر فإن الجمعية الكويتية لجودة التعليم تناشد مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم العالي على دفع عجلة تغيير إدارة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لإعادة الهيئة إلى جادة الصواب في العمل التعليمي والتربوي الصحيح لتكون منارة للعمل وحاضنة للقدرات الشابة من أبنائنا الطلبة والطالبات لتجعل منهم كفاءات قادرة على تحمل المسؤولية لبناء الوطن وديمومة حضارته في ظل راعي نهضته حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.