كتاب أكاديميا

استراتيجيات التفاؤل في العملية التدريبية | كتب: أ. أفراح الردعان

​اكاديميا|

الأمل والعمل، حرف واحد يُفرقهما وبحرفين يلتقيان، فلا أمل دون سعي وعمل ولا عمل دون أمل في إنجاح العمل. نعيش على أمل ونعيش بالعمل. فالأمل هنا يعني التفاؤل والإيجابية ومن المهم أن يكون المدرب متفائلاً، يثق بالله تعالى فمهما اشتدت الظروف والضغوط لابد لشمس الأمل أن تُشرق، فيتنفس الأمل مع كل جهد عمل. وللتفاؤل استراتيجيات تجعل المدرب يتغلب على صعوبات العمل. ويمكن أن نلخص أهم استراتيجيات التفاؤل بما يلي: أن يبدأ المدرب التغيير من داخله قبل أن يحاول أن يُغيّر الآخرين، كما عليه أن يحدد نقاط القوة فيه ويدع المتدربين يكتشفون وجودها من خلال الإستغلال الأمثل لها في التدريب. ويجب أن يعتاد المدرب على التحدث بصيغة الجمع ليُشعر المتدربين بروح فريق العمل الواحد. والمدرب المُحفز يجب أن يُكثر من استخدام الكلمات التحفيزية والتي تدفع المتدربين للنجاح مثل: نستطيع، نقدر، مستعدين، نجرب ، ونفكر، نحقق. ولغاندي مقولة شهيرة تعبر من أهم استراتيجيات التفاؤل التي يجب أن  يُتقنها كل مدرب فقد قال غاندي: إنَّ الشيء الوحيد الذي يُميِّز بين شخص وآخر هو النظرة السليمة تجاه الأشياء”، فالنظرة تجاه الأشياء هي عبارة عن وجهة النظر التي من خلالها ترى الحياة وهي عبارة عن طريقة تفكير وتصرف وإحساس وهي مفتاح السعادة والوصفة السحرية وراء نجاح القادة. لذا يجب أن ينظر المدرب إلى الأشياء بعين التفاؤل والايجابية وأن يكون فعالاً يُدبر البدائل، ويبذل جهد للتميز، يقرر ما يفعل ويفعل ما يُقرر. وأهم خطوة في تغيير نظرة المدرب إلى الأشياء هي بناء العلاقات الجيدة مع المتدربين، فإذا أردت أن تكسب المتدرب عليك أن تفهمه وحتى تفهم المتدرب عليك أن تعرف احتياجاته، ماذا يريد؟ بماذا يهتم؟ كيف تحببه بالمعلومة التي تريد غرسها به! وهناك حقيقة لابد للمدرب أن يُدركها، أن التعليم ينجح إن نجحت في كسب قلوب المتدربين قبل عقولهم! سيطر على الإحساس حتى تتمكن من غرس المعلومة، بالطريقة التي تجعل التعليم شيء ممتع محبب إلى النفس. والسؤال هنا ماذا يُريد أي مدرب من المتدربين؟ ممكن أن تتلخص الإجابة بالتالي؛ أن يعاملوه باحترام، أن يشعروا بأهميته، أن يفهموا وجهة نظره وان يراعوا مصالحه. كل تلك الاحتياجات ممكن أن تتحقق إذا التزم المدرب بالمداخل السهلة إلى العقول والقلوب والتي يمكن أن نلخصها بما يلي: 

أولا: الاحترام والتقدير.

اتفق مع المتدربين أنهم مهمين وأشعرهم بأهميتهم بالنسبة لك وسوف يتفقون معك في كل شيء.

ثانيا: التسامح والبحث عن العذر.

اجعل تصحيح الخطأ يبدو سهلاً وجدد الثقة بالمُخطئ.

ثالثاً: افهم وجهة نظر المتدرب.

حتى لو اختلفت معهم في الرأي حاول أن تفهم وجهة نظرهم ولا تستخف بهم، فالاستخفاف بآراء الآخرين يدفعهم إلى المقاومة.

رابعاً: ابحث عن العوامل المشتركة.

دائما يوجد نقاط يتفق عليها الجميع انطلق منها ولا تركز على نقاط الاختلاف وتحدث دائما عن المصلحة المشتركة وكأنك جزء منهم.

خامساً: الإعجاب والثناء الصادق.

ابحث عن الجانب الإيجابي في المتدربين وكن مسرفاً في الثناء، افعل ذلك بصدق وردد العبارات التحفيزية الملهمة والتي تشجع المتدرب لبذل المزيد من الجهد.

سادساً: خاطب الدوافع النبيلة.

خاطب الجوانب الإنسانية في المتدرب وسوف يفاجئك بأكثر مما تتوقع.

سابعاً: أحفظ أسماء المتدربين.

أحب الأسماء إلينا هو اسم الشخص الذي نراه كلما نظرنا إلى المرآة، حاول أن تحفظ أسماء المتدربين وتستخدمها أثناء الشرح والحديث وسترى كيف تشد انتباه المتدرب إليك.

ثامناً: حافظ على الابتسامة ؛)

الابتسامة علامة صامته يفهم منها المتدرب أنك تقدره وتحترمه. ابتسم في وجوههم وسوف ترى الابتسامة على قلوبهم قبل الوجوه.

وختاما، كلما أحببنا الآخرين كما نُحب أنفسنا تعلّقت بنا القلوب دون أن نشعر، فرُبّ دعوة صادقة تُحبب الخلق كلهم فيك.

أ.أفراح عبد الله الردعان

عضو هيئة تدريب – معهد السكرتارية

Twitter: @drafraah

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock