مُترجم: أساليب المدح الخاطئة للأطفال وأثرها فيهم
مترجم عن Was falsches Lob bei Kindern anrichten kann
توصلت أحد الدراسات إلى أن الكبار يميلون عادة وبشكل تلقائي إلى مدح الأطفال الذين يعانون من نقص في تقدير الذات، لكن ذلك قد يؤدي مع مرور الوقت إلى شعورهم بمزيد من النقص.
ويعتقد الآباء أن العقاب يظهر الجانب السيء في الطفل ولا يعطي دائمًا النتيجة المرجوة، وهو ما قد يبدو أكثر منطقية. إلا أن دراسة جديدة نشرها فريق علمي عالمي في جريدة «علم النفس التجريبي»
توصلت إلى أن المدح ليس له دائمًا تأثير إيجابي على الأطفال، وأوضح الباحث «إدي برولمان» من جامعة أوتريشت في نيوزلندا أن المهم هو طريقة المدح، الثناء على قدرات الأطفال أو مواهبهم ربما يكون له أثر عكسي.
زيادة الشعور بالخجل
ويقول برولمان إن مدح الطفل بعبارت مثل “أنت فنان بارع” سرعان ما تتحول إلى شعور بالخجلـ إذا لم يرسم الطفل بشكل جيد في مرة أخرى، فهو يعتبر هذا النوع من المدح بمثابة وعد من مادحه.
ومن الأفضل مدح أفعال الطفل نفسها بعبارات مثل “لقد رسمت رسمًا جميلاً”.
وأثناء الدراسة قام الباحثون بإجراء تجربه على 351 شخصًا بالغًا، حيث وصفوا لهم ست شخصيات وهمية لأطفال؛ ثلاثة منهم يتمتعون بتقدير عالٍ للذات، وثلاثة آخرون على النقيض يعانون من نقص في تقدير الذات.
طريقة تشجيع خاطئة
وطلب من الآباء أن يدونوا ملاحظات على الأنشطة المختلفة لتلك الشخصيات، وكانت النتيجة أنهم مدحوا شخصيات الأطفال التي لا تتمتع بتقدير عالٍ للذات ضعف شخصيات الأطفال الواثقين من أنفسهم.
فالأشخاص البالغون يميلون للاعتقاد بأن مدح مواهب وقدرات الأطفال يساعدهم على التغلب على ضعف الثقة بأنفسهم، لكن ما يفهمه الصغار من ذلك هو أن الآخرين يقدرونهم طالما كانوا ناجحين ويستطيعون إثبات ذلك باستمرار، ولكن عندما يفشل الطفل في مرة ما، يشعر أنه بلا قيمة، وهذا ما يجرح مشاعره بشكل أكبر.
وقد استطاع برولمان وزملاؤه إثبات تلك النتيجة أيضًا من خلال تجربة ثانية، أجروها على 313 طفلاً في أعمار تتراوح بين 8- 13 سنة، حيث تلقى هؤلاء الأطفال ملاحظات من كمبيوتر بعدما قاموا بحل بعض الألعاب على ذلك الجهاز.
وقبلها بعدة أيام أجروا اختبارًا عن مفهوم “تقدير الذات”. وبالطبع تم التلاعب باللعبة ونتائجها من قبل الباحثين، وتم تقسيم الأطفال بشكل عشوائي إلى ناجحين وخاسرين.
مدح المجهود هو الأكثر فائدة
في المرحلة الأولى من التجربة تلقى الأطفال ملاحظات من الكمبيوتر إما بمدح مجهودهم كعبارة “واو! لقد فعلت هذا بشكل رائع”، أو مدح شخصياتهم كعبارة “واو! أنت شخص رائع”، أو لم يتلقوا عبارات مديح أصلاً.
ثم أنهى الأطفال المرحلة الثانية، والتي كانوا يقسمون فيها إلى رابحين وخاسرين، وكانت النتيجة أن أكثر من شعروا بالخجل هم أولئك الذين ليس لديهم ثقة بأنفسهم، وتلقوا ملاحظات على شخصياتهم مثل “واو.. أنت رائع”.
ولهذا ينصح العلماء بمدح مجهود الأطفال دائمًا لأن هذا يؤدي إلى عدم ربط قيمة الطفل بالنجاح بشكل تلقائي، وبالتالي لا يشعر بخيبة الأمل عندما يفشل، وإنما يبحث عن حلول أخرى ويبذل مجهودًا أكبر
المصدر:
ساسة بوست