إلى من يهمه الأمر في «التربية» (2-2) جودة التعليم.. ودفن الرؤوس في الرمال | فيحان العازمي
لم تعد أهمية التعليم محل جدل في أي منطقة من العالم، فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك ان بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة في العالم هي التعليم، وان كل الدول التي تقدمت قامت بهذا من بوابة التعليم، ولذلك تضع الدول المتقدمة التعليم في أولوية برامجها وسياستها، وتعتبر العملية التعليمية نظاماً متكاملاً تتداخل فيه العناصر المادية والمعنوية، فتوفير البيئة التعليمية المناسبة يعد متطلباً أساسيا لتحسين نوعية التعليم، فالبيئة المناسبة تتيح خيارات أوسع لكل من المعلم والطالب على حد سواء من خلال إمكانية تنويع الأنشطة، وإثارة الدافعية، وتنشيط الاتصال بين المعلم والطلبة من جهة، ، وبين الطلبة أنفسهم من جهة أخرى، والبيئة التعليمية لا تقتصر فقط على المناهج الدراسية بل تشمل بالاضافة لذلك المعلم، والطالب، والتجهيزات والمستلزمات، كما ان العملية التعليمية الناجحة لا تكتمل أركانها بغير التقييم المستمر لمختلف عناصرها.
ولذلك فانه من شديد الغرابة ان نحمل المعلم وخصوصا المعلم الوافد ضعف جودة التعليم في الكويت، فهو الحلقة الأضعف في المنظومة التعليمية التي تشمل السياسة العامة التي يتم رسمها للتعليم والوزارة التي تنفذ تلك السياسة والطالب والمناهج والإدارة المدرسية، وأخيرا المعلم الذي يقوم بتنفيذ الخط المرسوم له بكل دقة، فان كان الخط المرسوم ناجحا تكون العملية التعليمية ناجحة، وان لم تكن ناجحة يفشل التعليم برمته، فاذا حملنا المعلم مسؤولية الفشل فاننا هنا نكون قد وضعنا رؤوسنا في الرمال.
انني أطالب بتأكيد ثقافة الجودة الشاملة في نظامنا ومؤسساتنا التعليمية من خلال تطبيق المعايير العالمية في جميع عناصر المنظومة التعليمية، وضرورة الاستفادة من مستجدات العصر ومستحدثات تكنولوجيا المعلومات لتوفير مصادر تعليم جديدة.