ماذا تَعرف عن العادات السيئة؟ وكيف تتخلص منها؟!
العادات السيئة هي السلوكيات السلبية المتكررة التي تبدأ دومًا كآليات للتكيف والحَد من التوتر، والوصول إلى حالة النشوة المِزاجية، والاسترخاء، ثُم الشعور بالتحسن، فيُصبح الفرد سعيدًا، راضيًا كُل الرضا عن النفس. لذلك عندما نسمع عن العادات السيئة يجول فكرنا لا إراديًّا إلى إدمان الكحوليات والخمور، أو التدخين وتعاطي المخدرات، لكن ماذا إن كنت تقضم أظافرك بأسنانك، أو تماطل في أداء مهامك؟ ماذا إن كُنت تسُب دائمًا؟ أو إن كُنت لا تترك الهاتف من يديك!
إن العادات السيئة لا تعني بالضرورة إدمان الكحوليات، أو المخدرات. لكن قد تعني إدمان استخدام هاتفك الذكي، إدمان تَصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي دون هدف أو فائدة، أو إدمان التَلفظ بالألفاظ البذيئة. لكن ما هي أشهر هذه السلوكيات التي تصبح عادات في نهاية المطاف؟ ولماذا نعتاد عليها حتى تصبح عادة متأصلة؟ وكيف يمكن التخلص من هذه العادات؟ في هذا التقرير سنجيب على كل هذه الأسئلة ونوجهك للطريقة المُثلى لكيفية التخلص من العادات السيئة.
أشهر السلوكيات السلبية، ولماذا أصبحت عادات في نهاية المطاف؟
هُناك العديد من السلوكيات السلبية التي قد تؤذي من حولنا، ولكننا نمارسها في حياتنا اليومية حتى أصبحت عادات من الصعب التخلي عنها. كالنميمة، عدم الالتزام بالوعود، المُماطلة في تأجيل المهام، وغيرها. ومن أكثر هذه العادات شيوعًا:
-
المماطلة والتأجيل في تأدية مهامك
من أسوأ العادات على الإطلاق هي تأخير المهام الواجب عليك تنفيذها، سواءً إن كانت في العمل أو الدراسة، فدائمًا أسرع الطرق إلى الفشل هي المماطلة، والتأجيل. لأن عدم إتمام مهامك في الوقت المُحدد لها يَترك انطباعًا سيئًا لدى من يعمل معك بأنك مُهمل، ولا تحترم مواعيدك. وقد تُسبب لك أضرارًا مهنية بالغة.
يُعتبر من الصعب أيضًا تحديد الدافع وراء المماطلة لكن هناك بعض الأسباب الشائعة كالخوف من الفشل أو النجاح، الخوف من عواقب اتخاذ القرار، أو التمرد على سيطرة الوالدين أو رؤساء العمل. لذلك مهما كان الدافع أو السبب من المماطلة، فإن كُنت ممن يماطلون فأنت في مشكلة حقيقية. الآن لا بُد من وضع أهداف واضحة لإنجاز المهام في الوقت المحدد، ومكافأة نفسك عند التزامك وإنجازك للمهام المنُوطة بك.
-
تناول الوجبات السريعة ليلًا
يُعتبر تناول الوجبات السريعة ذات السعرات الحرارية العالية ليلًا من أكثر العادات السيئة التي تواجه مُعظمنا، ونتائجها سلبية على الصحة فترفع نسبة السكر، وكذلك الكوليسترول في الدم، فتُسبب أمراض القلب والضغط. كما تُسبب زيادة وزن الجسم، فيصبح الشخص مُصابًا بالبدانة المفرطة. السبب الذي يجعلنا نُقبل على تناول هذه الوجبات أن الأطعمة التي تحتوي على الدهون، والكربوهيدرات تجعلنا في حالة جيدة وسُعداء. وذلك لأنها تُثير الحالة المزاجية فتفرز الناقلات العصبية مثل “السيروتونين” و”الأنانداميد” حيث يُعتبر تأثير هذه المواد الكيميائية على الدماغ كتأثير المواد الأفيونية التي تعمل على تخفيف التوتر، والإجهاد النفسي، لكن سريعًا يزول تأثيرها، ثم ينتابُنا الشعور بالذنب ثم اكتساب الوزن، ثم البدانة، ثم محاولة اتباع نظام غذائي لخسارة الوزن. فالأمر من البداية لا يستحق كل هذا العناء الذي تسببه هذه الآفة الليلية.
-
قَضم الأظافر بالأسنان
التوتر، القلق، اضطراب السلوك، والوسواس القهري، مُرتبطين ارتباطًا وثيقًا بقضم الأظافر بالأسنان. فهي من أسوأ العادات التي يتخذها البعض سبيلًا لمواجهة التوتر والقلق دون حل المُشكلة الأساسية. بالإضافة إلى أنها عادةٌ غير صحية تمامًا، فقد تُسبب الإصابة بالأمراض الطفيلية والبكتيرية إن كُنت لا تهتم بنظافة أظافرك. لذلك فإن كُنت ممن لديهم هذه العادة السيئة، فاهتم أولًا بنظافة أظافرك ثم اتخذ الطريق خُطوة خُطوة للتخلص من هذه العادة السلبية.
إذًا، إن كان لديك عادة سيئة، كيف تتخلص منها؟
يُعانى كلٌّ منا من مشكلة التغيير، وصعوبة كسر العادات السيئة، وكذلك صعوبة استبدالها بعادات أخرى جيدة. لكن إذا كنت تمتلك بعض العادات السيئة أو السلوكيات الخاطئة فإليك بعض الخطوات التي تساعدك في التغيير. ولكن قبل كل هذه الخطوات لا بد أن يكون القرار نابعًا من داخلك وبإرادتك. فإن كُنت تبحث عن الخطوة الأولى للتخلص من العادات السيئة، فالخطوة الأولى هي الوعي بالمشكلة، فاجعل الوعي بالمشكلة ما يشغلك بدلًا من الشعور بالذنب. ثُم اسأل نفسك أولًا:
-
متى، وأين، ومع من تُمارس هذه العادات السيئة؟
- وما هو الحافز الذي يُحفزك للقيام بها؟ عند إجابتك على هذه الأسئلة تُصبح أكثر وعيًا بالمشكلة، لتبدأ في حلها من الآن. لذلك اتبع تلك الخطوات حتى تُصبح قادرًا على التخلي عن تلك العادات السيئة:
-
اختر بديلًا عن هذه العادة السيئة
يجب أن يكون لديك خطة بديلة لتحل محل هذه العادة التي تريد التخلص منها، هذه الخطة تحوي الأشياء التي ستفعلها عندما تصاب بالملل أو التوتر عند احتياجك للعادة القديمة. فإن كنت تريد الإقلاع عن التدخين فلا بد من قيامك بأشياء بديلة كممارسة الرياضة، القيام بتمارين التنفس، قراءة كتاب، زيارة أقاربك. اذهب دائمًا لتتناول قهوتك في أماكن ممنوع التدخين فيها، اكتب قصة تريد كتابتها منذ فترة، أو مارس إحدى هواياتك المُفضلة.
-
الابتعاد عن المحفزات بأكبر قدر ممكن
من السهل تجنب العادات السيئة عن طريق تجاهل المُحفزات لهذه العادة السيئة، فإن كُنت معتادًا على أكل الأطعمة ذات السعرات الحرارية ليلًا عند دخولك للمطبخ، فحاول بقدر الإمكان تجنب دخول المطبخ. أو إن كنت معتادًا على التدخين أثناء شرب القهوة، فحاول التقليل من شرب القهوة يوميًّا. وذلك لأن البيئة والمناخ الذي تمارس فيه هذه العادة السيئة هو أكبر المُحفزات لتلك العادة، فيجب عليك تغيير هذه البيئة حتى تستطيع التغلب على عاداتك السيئة.
-
الانضمام إلى شخص آخر لديه نفس المشكلة
إن الانضمام إلى شخص آخر كصديق، أو زميل، أو أخ لديه نفس هذه العادة السيئة يجعلك أكثر حماسًا وقابلية للتخلص منها، فكل منكما يصبح رقيبًا على الآخر، تُحاسبان بعضكما وتتنافسان فيما بينكما للتخلص من العادة السيئة، ثم الاحتفال سويًّا بالانتصار للتخلص من العادات السيئة.
-
انضمّ بنفسك للأشخاص الذين يعيشون بالطريقة التي تريد
لم أقل أبدًا لك تخلى عن أصدقائك القدامى، أو زُملاء العمل، أو الأشخاص المُحيطين بك. لكن عندما تُحاط فيما حولك بالطريقة التي تود أن تعيش بها تجعل من التغيير أمرًا سهلًا لا يستغرق منك الكثير من الوقت.
-
تخيل نفسك أتممت المهمة وأنت الآن مكلل بالنجاح
خصص يوميًّا من وقتك 5 دقائق، أغمض فيها عينيك، تخيل نفسك وأنت ناجح، وتخلصت من هذه العادة السيئة فأصبحت شخصًا ناجحًا محققًا لأهدافك. سواء أصبحت لا تدخن، أو تستيقظ مبكرًا، أو أصبحت ذا جسم مثالي. هذه الفترة الزمنية تُحفزك بطريقة فعالة للتخلص من العادة السيئة.
-
استخدم كلمة «لكن» للتغلب على حديث النفس السيئ
الشيء الخاطئ فعليًّا هو حُكمك على نفسك بأنك لن تنجح في التغيير، فالحديث السلبي النابع من النفس هو ما يحُبطك ويحد من عزيمتك. لذلك استخدم “لكن” لتوضح أنك تحاول بأقصى جُهدك وأنك لن تتخلى عن هدفك أيًّا كان. فعندما تفشل لا تقُل بأنك فاشلٌ وأن الفشل هو نهاية المطاف لكن قُل “أنا فاشل، ولكن الجميع قد يفشل، فالفشل ما هو إلا بداية النجاح”. ثم واظب على الاستمرار للوصول إلى هدفك. وذلك لأن كسر العادات السيئة والتخلص منها يستغرق وقتًا وجهدًا، ولكن في الغالب يحتاج إلى الصبر والمثابرة. فالفشل من أول مرة لا يعني حتمًا بأن الفشل هو النهاية، ولكن مع المحاولة والمثابرة تستطيع تحقيق هدفك المنشود.