العربية .. جمال وإنسانية في الجامعة العربية المفتوحة
احتفالا ً باليوم العالمي للغة العربية وتكريما ً لطلبتها الفائزين بمسابقاتها الأدبيةالعربية جمال وإنسانية شعار أطلقته الجامعة العربية المفتوحة في الكويت احتفالا ً باليوم العالمي للغة العربية بمشاركة أساتذة اللغة العربية الذين أخذو يتغنون بجمالها وإنسانيتها تباعا ً تحت رعاية وحضور مدير الجامعة الاستاذ الدكتور نايف إبجاد المطيري وبحضور نائب رئيس الجامعة لشؤون التخطيط والبحث والتطوير الأستاذ الدكتور مصطفى عشوي وعميد كلية الدراسات اللغوية الاستاذ الدكتور صالح السلمان وبمشاركة كل من الاستاذ المشارك الدكتور محمد حسان الطيان والاستاذ المساعد الدكتور إيهاب النجدي والشاعرالاستاذ عبدالله الفيلكاوي حيث تخلل الحفل تكريم الطلبة الفائزين بالمراكز الاولى لكل من مسابقات الشعر والخواطر والقصص فكان المركز الاول من نصيب الطالب محمد جمال في الشعر بينما فازت الطالبة أماني العنزي في المركز الاول في القصة أما الخاطرة فكان المركز الاول للطالبة مريم الخالد .استهل مدير الجامعة العربية المفتوحة في الكويت الأستاذ الدكتور نايف إبجاد المطيري كلمته قائلا ً : نلتقي اليوم لنحتفي باللغة العربية، لغتِـنا التي نعتزُّ بها، ونوليها كلَّ الرعاية والاهتمام، كيف لا وهي لغةُ القرآن الكريم، إذ نزل بها وحي السماء على قلب خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم (بلسان عربي مبين) ، وهي إلى هذا صلةُ حاضرِنا بماضينا، ومشرقِنا بمغربنا، وأداةُ تواصلِـنا، ووعاءُ آلامِنا وآمالِنا، وعنوانُ هويتِـنا ، ولا يخفى على أحد مقدارُ اعتزازِ جامعتِنا بنسبها العربي إذ جاءت كلمة العربية في أساس تسميتها: الجامعة العربية المفتوحة.واضاف د. نايف : ويبدو ذلك جليًا فيمن نكرمُه اليوم من حملة الأقلام في الجامعة، أولئك الذين تفوقوا في فنون هذه اللغة الشريفة، شعرًا، وخاطرةً، وقصةً، في المسابقة التي أقامها قسم اللغة العربية في الجامعة وشارك فيها نخبةٌ من الطلبة الذين نرى فيهم أدباءَ المستقبل، وحاملي راية العربية في كل مكان خاتما بجزيل الشكر للطلبة المشاركين في المسابقة وللطلبة الفائزين فيها، كما شكر أساتذة اللغة العربية الذين بذلوا كل جهدهم، وأعطوا كل علمهم لطلبتهم، قائلاً وها نحن اليوم نحصد ثمرة من ثمار غرسهم. بارك الله فيهم ونفع بعلمهم البلاد والعباد وأيضا الشكر موصول إلى اللجنة المنظمة لهذا الحفل الكريم، بارك الله فيهم , وقد أحسنوا صنعا، أحسن الله إليهم ، (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(هذا وتناول الاستاذ المشارك في الجامعة العربية المفتوحة في الكويت الدكتور محمد حسان الطيان ملامح من جمال العربية قائلا ً : إن العربية إبداع وإمتاع أما الإبداع ففي بيانها الساحر..وإيجازها الباهر… وثرائها النادر.. وأما الإمتاع ففي طرائفها ولطائفها… ومُلحها ونوادرها.. وقصصها وأخبارها. ففي البيان وأثره ألم يأتك نبأ القوم الذين كانوا يعيرون باسم غلب عليهم وعرفوا به، وهو (أنف الناقة) فجعل منه الحطيئة شرفا لا يعدله شرف، حين قال في حقهم: (قومٌ همُ الأنفُ والأذنابُ غيرهمُ ….ومن يسوّي بأنفِ الناقةِ الذنبا ) على حين نزل جرير بآخرين إلى درْك ما دونه درْك حين قال في حق شاعرهم:فَغُضَّ الطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيرٍ….. فَلا كَعباً بَلَغتَ وَلا كِلابا ، إنه البيان الذي جعله المولى عز وجل على رأس آلائه التي امتن بها على خلقه من الإنس والجن، وقرنه بنعمة الخلق حيث قال: {الرَّحْمَٰنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} وحسبك به من نعمة توصل إلى نعم كثيرة، وهل يدرك القرآن إلا بالبيان؟ أو يوصل إلى الإيمان إلا بالبيان؟ أو يحمد الرحمن إلا بالبيان؟ بل هل يتواصل الإنسان إلا بالبيان؟ أو يعبر عن أرق مشاعره وأحاسيسه إلا بالبيان ؟ إن البيان إذا ما رضي أرضى الناس جميعا وداخَلَ الضمائر والقلوب: إذا ما صافحَ الأسماعَ يوماً…. تبسَّمَتِ الضَّمائرُ والقلوبُ . وإذا ما غضب أو سخط أسخط كل من يسمعه وخلّف جرحا لا يندمل: جراحات السنان لها التئام… ولا يلتام ما جرح اللسان. إنه الكلام الذي يمتزج بأجزاء النفس لطافةً.. وبالهواء رقةً .. وبالماء عذوبةً.. إذا ما سمعته فكأن السحر يدِبّ في جسدك ، ولا غرو فقد وصفه بذلك أفصح من نطق به، وهو رسولنا المعظم صلى الله عليه وسلم حيث قال:” إن من البيان لسحرا”.وتابع د.الطيان في كلمته ذاكرا ً الإيجاز النادر في البلاغه قديما ضاربا ً العديد من الامثلة لذلك، وصولا ً إلى الثراء النادر في اللغة ولهجاتها المختلفة من كشكشة ربيعة وعجعجة قضاعة وعنعنة تميم وطمطمانية حمير، خاتما ًحديثه بالترادف ومعجمات المعاني وهي من مفاخر التأليف المعجمي في تراثنا العربي.أما الأستاذ المساعد في الجامعة العربية المفتوحة في الكويت الدكتور إيهاب النجدي فتطرق إلى العربية .. جمال وإنسانية قائلا ً أحدثكم اليوم بعنوان ” آفاق إنسانية من الشعر العربي الحديث ” حيث يمكن توجيه مضمون هذا العنوان في سؤالين: كيف صور الشعر العربي الحديث الآخر؟ وهل برزت في هذه الصورة نزعة إنسانية؟ وصورة الآخر ليست الآخر بالتأكيد، لكنها مقاربة له, عميقة الإدراك. أيضا للصورة أبعاد عديدة: فهناك البعد الجمالي,وهناك البعد السياسي, وهناك أيضا البعد الإنساني, فيتناول الآخر في رؤى إنسانية , من خلال بعض الصور الشعرية في البعد الإنساني من صورة الآخر / الغربي في الشعر يتفاعل طرفان: ذات شاعرة وذات من الغرب مؤثرة، ويتقاسم الشاعر والصورة الألوان والظلال.وأضاف د.ايهاب النجدي أن القرآن الكريم وضع الإنسان – علماً وديناً – في الموضع الصحيح “حين جعل تقسيمه الصحيح أنه (ابن ذكر وأنثى) وأنه ينتمي بشعوبه وقبائله إلى الأسرة البشرية التي لا تفاضُل بين الأخوة فيها بغير العمل الصالح، وبغير التقوى…”، “ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير” (الحجرات – 13) ، وهذا التعدد في الشعوب والقبائل يعد من أقوى الأسباب لإحكام صلات التعارف وتبادل الخبرات والمعارف بين الإنسان وأخيه الإنسان، ويؤدي كل هذا إلى ما لابد منه، وهو تعدد الحضارات وتنوع الثقافات ومضى الشعراء إلى أبعد من ذلك، فعبروا حواجز عديدة من الاختلاف الجنسي والديني والحضاري والتاريخي، ليدعوا إلى وحدة إنسانية، تنبذ الاختلاف الهدام والعداء، وتؤسس للتسامح والإخاء