كتاب أكاديميا

 “اسرائيل تحترق!!” بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح


 

وأنا أطالع الصحف ومواقع التواصل الإجتماعى لفت إنتباهى حدثين حاذوا على إهتمام معظم شعوب المنطقة ،الأول هو تقدم الحكومة الإسرائيلية إلى الكنيست بمشروع قرار بمنع إستخدام مكبرات الصوت فى مساجد مدينة القدس المحتلة ما بين الساعة الحادية عشر مساءًا إلى الساعة السابعة صباحا ،والحدث الثانى هو حرائق الغابات فى إسرائيل وإظهار حالة الشماتة من الجماهير العربية والإسلامية و التفسير العجيب كالمعتاد بأن ذلك إنتقام إلهى على قرار منع الآذان والذى لم يقره الكنيست بعد و إحقاقًا للحق أنا أرى أن مشروع هذا القرار هو ليس من باب المكايدة السياسية أو التضييق الدينى ولكن هناك بعض الناس تسئ إستخدام التكنولوجيا الحديثة بما فيها مكبرات الصوت فى المساجد وفى أوقات الهدوء والراحة وهو حق مكفول لكل الناس بما فيهم المرضى والطلبة و كبار السن من كل الأديان فى المجتمع الواحد ، ولكن ما يحزننى بالفعل هو ردة الفعل من الجماهير العربية تحديدا تجاه حرائق الغابات والتى كشفت لنا حالة العجز واليأس والفشل السياسى والمجتمعى والذى تبلور فى إظهار الشماتة فى غير موضعها والتى أظهرت للعالم المستوى المتدنى للفكر والوعى والأخلاق والتى تذكرنى بالبيت الشهير لأمير الشعراء أحمد شوقى والذى يقول فيه ً ( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) ، كيف نتخلق بهذا السلوك المتدنى ونحن قدوتنا معلم البشرية قد وقف لجنازة يهودى إحتراما لها وبالإستفسار من الصحابه عن سبب وقوفه أجاب قائلا أليست نفسًا ، وكذلك الغلام اليهودى الذى كان يخدم النبى (ص ) فلما مرض هذا الغلام عاده النبى (ص ) وعرض عليه الإسلام والغلام كان بجوار أبيه فأسلم فقال النبى (ص ) الحمدلله الذى أعتقه من النار ما أعظمك يارسول الله ، فالتسامح واللين وعدم إظهار الحقد والكراهية من السنن النبوية الكبرى وهى من سنن المعاملات التى يجب أن نتأسى بها من أخلاق وأفعال رسولنا الكريم حتي نخرج من نفق الحقد والكراهية المظلم .

وأنا بدورى أتساءل أى نصر تحقق لهؤلاء الشامتين لكى يظهروا هذا الفرح المبالغ فيه ونفسره بهذا التفسير الذى يرسخ حالة الغباء واللا منطق بنظرية الإنتقام الإلهى ولا سيما أن أكبر كارثة طبيعية فى القرن الماضى كان إعصار بولا فى الساحل الشرقى لباكستان ( بنجلاديش حاليا ) والذى حصد أرواح ما يقرب من نصف مليون مسلم وكذلك إعصار تسونامى ،ولن نتوسع فى ضرب الأمثال من تاريخنا القديم والمعاصر فى دحض هذا الهراء المخدر للشعوب والمزيف لوعيهم والإصرار العجيب على الإنتقائية والخلط المتعمد بين ما هو سياسى ودينى وإنسانى وإجتماعى ثم إلصاق هذا الخليط العجيب بالمشيئة الإلهية !!

وللأسف ما بين المزايدين والشامتين والعاجزين عن الفهم والمصرين على تحميل العالم تبعات سطحيتهم نجد مساحات من البؤس واليأس وطبيعة التفكير التى تحكم وتتحكم فى شعوب المنطقة وإستغلال الدين بشكل سئ فى تأجيج الصراع الدينى و السياسى والطائفى وكأن ذلك أصبح رغبة الغالبية من شعوب المنطقة وهذا ما لا نرجوه ولا نتمناه ولكنه يزيد من المسئولية على العقلاء وهم قليل للأسف الشديد ، وكما يقول الشاعر ( عدوك ذو العقل أبقى عليك…وأبقى من الوامق الأحمق.

سلام الله على العقلاء فى كل زمان ومكان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock