أخبار منوعة

19 إشكالية عليك معرفتها قبل أن تدرس “عمارة”

تأخذنا الكاتبة  في رحلة عن معاناتها مع الدراسة والعمل كمصممة معمارية، رغم الألم في حديثها إلا أنه ألم لذيذ لممارسة مهنة أقرب إلى الفن، في وظيفة يختلط فيها العمل مع المتعة. فتقول:

طلب مني مقالة عمّا يحتاج الطالب معرفته قبل الالتحاق بكلية العمارة والتصميم. فعلا كنت أحتاج إلى قراءة شيء عن هذه المسألة قبل أن أبدأ دراستي للعمارة والتصميم. لذلك أنا أنصح كل من يخطط لأن يقضي سنوات عمره القادمة كمعماري، وأن يدرس لمدة 5 سنين ذلك التخصص أن يقرأ بوعي تلك المقالة. مبدئيًا عليك أن  تعرف أنك ستعيش في ساحة حرب وكل يوم سيمر عليك حيًا اعتبره نصرًا.

1- أنت في زواج بدون طلاق مع الهندسة المعمارية

نعم، تحتاج إلى فهم هذا واستيعابه وخلق شعاراتك الخاصة به. “ستسيطر عليك الهندسة المعمارية في علاقة دائمة”. أنت بحاجة إلى أن تدرك هذا، وحتى إعلانه لأصدقائك ولأسرتك ومعارفك، باختصار لجميع من في دائرة علاقاتك الاجتماعية “أنت متزوج من امرأة  متسلطة هي الهندسة المعمارية”.

2- الأرق ليس مرضًا

قبل أن تبدأ في دراسة العمارة لا تنس أن تنام كل النوم الذي تتمناه، لأن بعد البدء في الدراسة ستنسى النوم نفسه،  وستتذكر فقط أنك مستيقظ من عدة أيام ولابد أن تغفو فقط لكيلا تصاب بالجنون. لذا فإذا كنت تعاني من مرض الأرق، أبشر فأنت تملك ميزة نسبية عن أقرانك. لأن “كل منا ملايين من اللمسات الأخيرة الجديرة بالإضافة على التصميم  في آخر لحظة”.

3- القهوة هي أفضل أصدقائك

ثق بي البقاء متيقظًا عندما يكون الناس من حولك نائمين هي قضية محورية، لأن النوم عادة ينتهي بك لعدم تسليم ما تريده بالصورة التي تريدها، وهو آخر أمر تريد أن يحدث لك في الدنيا، لذا فإن رفيق دربك  ستصبح “القهوة” لأنها التي ستساعدك على البقاء مستيقظًا طوال الليل وتعزز طاقتك صباحًا.

4- كن منفتحًا على “النقد”

استعد لتلقى عددًا لا نهائيًا من “الانتقادات”. لأن التعليم في العمارة بهذه الطريقة. “انتقاد عملك”، ماذا يمكن أن يكون غير ذلك؟ لذا عليك أن تتعامل مع هذا الأمر. يتم ذلك بسهولة، عن طريق إقامة درع واقية – لكي لا تحبط -، ثم استيعاب النقد والتعلم منه وتحوله إلى قوة دافعة للنجاح.

وهذا يحتاج منك تطوير مهارات الاستماع.

5- الوجودية

من أهم الأمور التي لا بد أن تكون جاهزًا للمرور بها وأنت تدرس عمارة. حاجتك المتكررة لسؤال نفسك من أنا ولماذا أعيش؟  لأن هذا السؤال سيتكرر دائما بعد مرورك بالأزمات، لا تنزعج. أنت على طريق النجاح.

6- قوة الإغفاءة العفوية

القهوة قد تساعدك، ولكن لا تتجاهل قوة الإغفاءات العفوية، وإلا ستجد نفسك تهذي بكلام غير مفهوم في اليوم التالي. وهو أمر ممكن يجعلك جذابًا وتملك حسًا فكاهيًا جميلًا، ولكن ثق بي الأمر سيتحول إلى أحكام غير منطقية وجمل غير مترابطة، والجيمع سيشك أنك أصبحت مجنونًا، ولسوف تنسى نصف ما حدث في ذلك اليوم، وزملاؤك سيجدونك متقلب المزاج وحاد الطباع وسخيفًا بعد فترة، لذا، اعمل بنصيحتي “إذا غلبك النوم في أي وقت اسمح له بأن ياخذ من وقتك مساحة. لأنك مؤكد لا تريد أن يحدث كل ذلك أمام لجنة تحكيم مثلا.

7- إشكالية الأكل

أنت في حاجة لضبط أكلك بنظام غذائي صحي لمساعدتك على البقاء على قيد الحياة في تلك الأيام الشاقة التي تمارس فيها مهنتك كمعماري. اجعل أكل الفواكه والخضروات الطازجة معلمًا لحياتك ويفضل في الصباح. عن خبرة فأنا أستهلك الكثير من رقائق البطاطس والمقرمشات مع الصوصات المختلفة، وهي أطعمة تحتوي على كمية كبيرة من الكاربوهيدرات، وتزيد الكميات أضعافًا مضاعفة  كلما اقترب موعد التحكيم، ولكن بعد فترة اكتشفت أن ذلك يعتبر مصيبة صحية. لذا فإن القليل من الألياف في طعامك مهم للغاية. وكما يقول المثل: ” تفاحة يوميًا تبقي الطبيب بعيدًا”.

ومن حين لآخر، دلل نفسك بوجبة كاملة العناصر الغذائية في مطعم فخم.

8- حياتك الاجتماعية، نظرة ثانية

قبل التحاقكك بكلية عمارة عليك أن تعيد النظر في حياتك الاجتماعية، فأنا قبل أن أدرس عمارة كنت أدعَى كثيرًا لحفلات الأصدقاء والأقارب، ثم عندما بدأت في الدراسة كانت واجباتي تملأ كل الأوقات حتى أنني كنت أفكر في الاستفادة بوقت الحفلات في الدراسة، وهذا ما كان يسبب لي مشاكل مع من يدعونني، حتى لاحظت أن الدعوات تقل بمرور الوقت، فسألت أصدقائي لماذا لا تدعونني؟ وكان الرد واضحًا بسخرية: “كنا نظن أنك نائم في الاستوديو؟” وقتها لم أستطع أن ألومهم لأن هذا كان صحيحًا.

لذا عليك أن تستعد لهذا الأمر ولا تتجاهله، وإذا حزنت عليك الرجوع لأول نقطة في المقالة.

9- الرحلات والجولات الدراسية

بعد الانتهاء من المشاريع  كل شخص يحتاج لاستراحة، حيث يكون حرًا غير مقيد على الكرسي أمام الكومبيوتر. أفضل استراحة ممكنة هي القيام برحلات مع زملائك في الفصل الدراسي ومعلميك. اجعل هذه الجولة الدراسية  لزيارة المواقع التاريخية والمناطق ذات الجغرافيا المثيرة للاهتمام، التي تساعدك على الاسترخاء. وهذا يساعدك أكثر على الارتباط بزملائك ومعلميك. ولكن يمكن أيضا الاستماع إلى الموسيقى، والدردشة وإجراء حوارات مع الناس. بالإضافة إلى أن هذه الأجواء تستطيع أن تلهمك في أي مكان وفي أي وقت.

10- تواصل مع معلميك

مهم جدا أن تتواصل وتتحدث مع مرشديك ومعلميك، مجرد النقاش معهم مهم ومفيد لك، خاصة أنه سيسهل لك مناقشتهم في أعمالك لاحقا. لابد أن تستوعب آراءهم بعمق، لأن ملاحظتهم على أعمالك تقدم لك التطور والنجاح في عملك بدون أن تشعر. في أغلب الأوقات ستكون مختلفًا مع وجهات نظرهم  ونقدهم لك، لأنه  يكون قاسيًا، ولكن هذا سيفيدك جدا ليقوي حججك، هم لديهم أفكار يريدون أن تنتقل لك فاسمعهم وناقشهم، ثم في النهاية  افعل ما تؤمن به.

11- الكتابة

قد تتكون لديك أفكار أن دراسة عمارة تقلل من قدراتك  على أن تعبر عن نفسك كتابة، لأنك تعتقد أن حتما ستحول كل أفكارك عبر الكومبيوتر إلى أشكال بصرية. الحقيقة هذه فكرة خاطئة،  إن التعبير عن أفكارك بالكتابة أمر مصيري لك. لذا عليك أن تحتفظ بمفكرة صغيرة معك في كل مكان تذهب إليه، واكتب كل ما يتراءى لك، الإلهام ممكن أن يزورك في أي مكان، لذا فقد تحتاج لهذه الأفكار في وقت لاحق لعمل التصميم الخاص بك.

اكتب حتى لو كلمات قليلة، حتى لو كلمة ملهمة، حتى لو جملة أعجبتك على لسان رفيقك، اكتب. لأنك لن تحب أن تندم على نسيانك لفكرة قد تتحول إلى مشروع حياتك.

12- خطط أفكارك

لا تحرم نفسك وأنت تكتب من أن ترسم خطوطًا تعبر عن أفكارك، لأنك في آخر الأمر فنان معماري وليس مجرد مهني، وأفضل وسيلة للتعبير عن نفسك بالرسم. لذا فعليك أن تعبر عما دار بفكرك وعبرت عنه بالكتابة بخطوط توضح ما تود أن تصل إليه، التصميم المعماري رحلة بالرسم تصل إلى منتصفها. حيث تساعد الكتابة في تكوين المحتوى الفكري الذي إذا نجحت في التعبير عنه بالرسم الأولي، تكون وصلت إلى منتصفه.

13- تصميماتك الأولية مصيرها الحرق

كلما أدركت هذا الأمر مبكرا، كلما كان مريحًا بالنسبة لك. بغض النظر أنت تدرس العمارة في أي بلد أو ثقافة أو جامعة، اعرف أن “تصميماتك الأولية سيئة”، هذا درس غير مكتوب عليك أن تتعلمه، فلا تحبط أو تصب بخيبة أمل أو تأخذ الأمر بصورة شخصية، لذا فلا تدع الاكتئاب الصامت يتملكك. إن المعيدين والدكاترة سيقومون دائما بالتعديل “الشخبطة” على أعمالك  وتصميماتك، ويكسرون النماذج الأولية لأعمالك، وهذا سيستمر طالما أنت طالب تدرس عمارة، كل أعمالك هي أعمال أولية تحتاج إلى تطوير حتى تصبح حقيقة حتى في اللحظات القليلة المتبقية من تخرجك.

.

14- لساتك للعمل وأوجاع ظهرك

لي صديقة قبل تخرجها بيومين أصيبت بألم شديد في الظهر لدرجة أنها لم تكن تستطيع أن تمشي أو تجلس، على الرغم أن تلك الآلام كانت تشعر بها قبل ذلك بأسبوعين إلا أن قبل التخرج عاودتها بصورة غير محتملة، وكان عليها الراحة التامة لمدة أسبوعين كعلاج أولي.

السبب يتلخص في جلستها للقيام بتصميماتها، من جلوس ووقوف والانحناء وجلسة القرفصاء على النماذج لمدة ساعات وساعات، ووفقا لرأي الطبيب فإن وضعيتها للجلوس لعمل تصميماتها كانت الأسوأ على الإطلاق.

لذا تذكرْ عدة أشياء لكي تستمر في عملك بدون أن يؤثر ذلك على حياتك، ويمنعك من المضي قدما.

استلق على ظهرك كل بضع ساعات لتقّوم انحناءاته، احتفظ بوسادة في مرسمك لكي تغفو قليلا إذا احتجت، استخدم كراسي مريحة في جلوسك، لا تجلس أمام الكومبيوتر لفترات طويلة بدون أن تقوم وتمشي.

15- الموسيقى هي رفيقك

عملك في الاستوديو الخاص بك لساعات طوال سيصيبك حتما بالملل و”الزهق” ووجود أصدقائك سيسبب إزعاجًا وإلهاءك عن العمل، والصمت من شأنه أن يزيد مللك، لذا الحل هو الموسيقى، لأنها ستقدم لك خلفية مفيدة لجلوسك ساعات طوالًا تعمل في تصميماتك. معروف أن المهندسين المعماريين تركيزهم يزيد بالموسيقى أكثر أثناء عملهم باختلاف بقية المهن الأخرى.

16- هناك وعاء من الذهب في نهاية المطاف

إذا كنت تعتقد أنك ستجني كثيرًا من المال بمجرد تخرجك. من فضلك، ارمِ هذه الفكرة بعيدًا. لا لن تكون فرانك جيري أو فاروق الجوهري أو مصطفى ميتو مجرد أن تتخرج. هؤلاء العباقرة احتاجوا للعمل سنوات عديدة ليصلوا إلى تلك المكانة، حياة المصمم المعماري ليست سهلة، ولكن نهايتها مليئة بأوعية الذهب.

17- الجانب النظري للدراسة

نعم أنا مقتنع أن الجانب النظري لدراسة العمارة أسلوب صعب، وكلما ازدادت سنون خبرتي  العملية أصبح أكثر فهمًا  لمدى صعوبتها، كنت أتمنى أن أبحث في الأمر وأقرأ عن حياة المعماريين وعن تاريخ العمارة  قبل الالتحاق بدراسة العمارة، كان ذلك ليحدث فرقًا كبيرًا في حياتي. إن المعرفة النظرية تساعد فقط في تحديد تفاصيل صغيرة في رؤيتك للأمور، وسوف تجعلك أقوى في الدفاع عن مشروعك. هناك بالفعل الكثير من الأبحاث عليك أن تعرفها وتقوم بها، ولديك قائمة كبيرة من الكتب المسندة لك من قبل أساتذتك ومرشديك. ولكن إذا أنصتَّ لكل ذلك فقط فسينتهي بك الأمر أن تسقط. النظري صعب ومهم ولكنه ليس سبيل النجاح.

18- التصويروالتوثيق

صور كل شيء وأي شيء، وثّق كل أعمالك ومشاريعك بكل الزوايا والمساقط، حتى الرسومات الأولية. هذا سيوفر لك حصيلة عن أعمالك وأفكارك.  صور وأنت ذاهب للقاء أصدقائك أو وأنت ذاهب للقاء رفيقتك، صور وأنت في كل مكان وفي كل وقت، التصوير المستمر سيوفر لك كنزًا من الأفكار الملهمة.

19- النسخ الاحتياطية

تذكر “النسخ الاحتياطية هي عقدة الإبهام”. اعمل نسخًا احتياطيًا كل الوقت، ولجميع الملفات الخاصة بك، كل شيء بمعنى الكلمة.  حتى الرسومات الصغيرة والأولية غير المهمة على ورقة ممزقة قمت برسمها في احتفالية عيد ميلاد صديقك. اجعل التوثيق والنسخ الاحتياطية عادة وليس مجرد عرض. لأننا مع اعتمادنا على هذا القدر الكبير من البرامج التي نعمل عليها، نحن لا نعرف أبدًا متى سيصاب البرنامج بأي خطأ ممكن أن يدمر كل ما قمنا بالعمل عليه وتطويره. أنا رأيت لحظات بؤس تستوجب الشفقة لأناس تم تدمير أعمالهم في اللحظات الأخيرة نتيجة عدم  وجود نسخ احتياطية لأعمالهم. صدقني أنت لا تحب أن يحدث لك مثلهم.

 

المصدر: ساسة بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock